السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحفاظ على البيئة.. الطريق الأمثل إلى حياة صحية سليمة

الحفاظ على البيئة.. الطريق الأمثل إلى حياة صحية سليمة
6 ابريل 2014 22:42
البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء وكائنات حية وجماد، وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته ونشاطاته المختلفة، ويمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها بعضاً، وهي التي تؤثر في وجودنا وتحدد بقاءنا في هذا العالم الصغير، خاصة أننا نتعامل معها بشكل يومي، ولكن جاءت يد الإنسان لتعبث بكل جميل في البيئة، ولتهدد الأخضر واليابس، فكان ذلك الشبح المدمر الذي ساد وأثر بشكل كبير على حياتنا وصحتنا، وهو التلوث الذي أصاب معظم عناصر البيئة. موزة خميس (دبي) من أخطر مظاهر التلوث، يأتي ثاني أكسيد الكربون، الناجم عن الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية، ومحطات الوقود والسيارات، وكذلك التلوث الناجم عن استخدام المنظفات الصناعية، وأيضاً الفلزات الثقيلة والمواد المشعة، وهناك كذلك المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية، إلى جانب مخلفات ناقلات البترول ومياه الصرف الصحي، وهذا كله يؤدي إلى تكوين طبقة سميكة من الرغوة، ما يؤدي إلى عزل المياه عن أكسجين الهواء، وبالتالي النقص في كمية الأكسجين الذائبة في المياه، وهذا يؤدي إلى قتل الكائنات الحية. مخاطر التلوث الدكتور مفيد السامرائي، مستشار أول أكاديمية الشارقة للبحوث، تحدث معنا حول الملوثات وخطر التجارب النووية وتلوث المياه بها، وما يمكن أن يفاقم من المخاطر التي تحيط بالإنسان، فقال: «هناك خطر ينتج من التجارب النووية التي تسبب التلوث في الماء والهواء والصحراء، وهناك العديد من المصادر الطبيعية كالعواصف والزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات وغيرها، وذلك يؤدي إلى أثر سلبي على البيئة، وحين نتحدث عن التلوث الغذائي، فإن هذا النوع من التلوث يحدث عن طريق الأحياء الدقيقة التي عادة ما توجد في البيئة المحيطة بالمادة الغذائية مثل التربة والهواء والماء، إضافة إلى الإنسان والحيوان، وحياة الإنسان معرضة أيضاً لمخاطر أخرى من التلوث، وتأتي عند رش المحصول الزراعي بكمية كبيرة من المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية. لهذا يجب الحفاظ على البيئة لأنها أحد أهم الأسباب الرئيسية لصحة الإنسان أو انتشار الأمراض والأوبئة، وعلى كل فرد بالمجتمع القيام بذلك، لكي نعيش وسط بيئة صحية، ومن أهم مظاهر الحفاظ على البيئة أن يعم الوعي الذاتي لدى الشخص بمخاطر التلوّث، وعلى الجهات المعنية أن تعمل على وقف تراخيص مزاولة النشاط الصناعي الذي يدمر البيئة، والسعي لتهجير الصناعات الملوثة للبيئة بعيداً عن أماكن وجود السكان، مع وضع دراسة فيما إنْ كانت المناطق التي يتم تهجير الملوثات إليها، ألا تكون في نطاق المناطق السكنية». بيئة خضراء ويوضح السامرائي: «علينا جميعاً أن نعمل على تطوير أساليب مكافحة تلوث الهواء، والمطلوب أيضاً أن نعمل على التخلص من القمامة بطريقة سليمة، من أجل أن نمنع انتشار الأمراض، وعملية التخلص منها لا بد أن تكون بالطريقة السليمة، مع الحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ، أو تركها في أكياس مفتوحة بجانب حاويات القمامة، ومن أهم ما يساعد على نقاوة الهواء، لأجل حصول الإنسان على أكسجين نظيف هو الزراعة، فعلينا أن نعمل على ملء الفراغات من حولنا بالنباتات والزهور، وأن ننشئ الأبناء على المحافظة على الأشجار والزهور والنباتات، خاصة تلك التي تزرعها الجهات المعنية بالزراعة في الدولة، وتوجد في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعة الأشجار والزهور في حديقة المنزل، كي يعتادوا تذوق الجمال». أكاديمية الشارقة للبحوث ويواصل السامرائي موضحاً أن هناك دوراً مهماً لأكاديمية الشارقة للبحوث التي أسست في عام 2008 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يؤمن بالموارد الهائلة التي تزخر بها الجامعات، ويحث على نقل نتائج الأبحاث من الأرفف إلى المصانع، لتتم الاستفادة منها بما يخدم مصالح العاملين كافة على تحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع، والمبنى الجديد يضم مختبرات خاصة للبحوث، وتحديداً مختبر لدراسات البذور، ومختبر إعداد وتحضير النباتات والبذور، وهناك غرفة باردة وأخرى للتجفيف، إلى جانب غرفة تحضير النباتات، وتوجد مختبرات الطيف والمجهر، وتجرى البحوث البيئية على الماء والهواء والتربة، كما تم توفير مختبر البحوث التحليلية، وقد تم شراء المعدات المخبرية لمختبرات المعشب، بالتعاون مع الحديقة النباتية الملكية في «كيو»، بالمملكة المتحدة. تقنية التخلص من المخلفات يشير د. مفيد السامرائي قائلاً: الإنسان لابد أن يواصل البحث عن وسائل تقنية حديثة من أجل التخلص من المخلفات، سواء كانت الصلبة كالأوراق والصناديق وقطع القماش القديمة، أو الزجاجات الفارغة والعلب المعدنية، وحتى بقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث، لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعاً للميكروبات ومصدراً للرائحة الكريهة، ومن المهم أن لا نفرط في استخدام المواد الكيماوية العازلة للحرارة والرطوبة، ومن أروع الخطوات التي تم تنفيذها في الـدولة لصـالح الصحة العامة والبيئة، منع التدخين داخل المباني الحكـوميـة والأمـاكن العـامة بصـورة عامـة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©