الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيري في أفغانستان... فرصة للحوار مع كرزاي

كيري في أفغانستان... فرصة للحوار مع كرزاي
26 مارس 2013 23:07
آن جيران وكيفن سيف كابول يوم الاثنين الماضي، قام وزير الخارجية الأميركي بزيارة غير مسبوقة إلى أفغانستان من أجل إصلاح العلاقات مع الرئيس الأفغاني، وأعلن الاثنان خلالها الوحدة في مؤتمر صحفي مشترك. فكرزاي، الذي اتهم الولايات المتحدة مؤخراً بالتواطؤ مع «طالبان»، عبَّر عن رضاه عن عملية تسليم مركز اعتقال مثير للجدل في قاعدة باجرام الجوية شمال كابول يوم الاثنين الماضي، قائلاً إن «اليوم كان يوماً جيداً». ومن جانبه، قال «كيري» للمؤتمر الصحفي المشترك إنه «واثق» من أن كرزاي لا يعتقد أن الولايات المتحدة «لديها مصلحة غير رؤية «طالبان» تجلس إلى طاولة المفاوضات من أجل عقد السلام». وأضاف قائلاً: «وبالتالي، نحن متفقون إذ لا أعتقد أن ثمة أي خلاف بيننا، كما أنني مرتاح لتفسيره». «كيري» أثنى أيضاً على حكومة كرزاي مشيداً بما قال إنه التزام من جانبها بإجراء انتخابات آمنة وشفافة في أبريل عام 2014. ويذكر هنا أن «كيري» يعرف الزعيم الأفغاني جيداً وكان وسيطاً لأوباما عندما كان يخدم في مجلس «الشيوخ» قبل أن يصبح وزيراً للخارجية الشهر الماضي. زيارة «كيري» الثانية كرئيس للدبلوماسية الأميركية أخذته أيضاً إلى العراق، وفي كلا البلدين اللذين يحملان ندوب الحرب، كان «كيري» يدفع برسالة الدعم الأميركي مشدداً في الوقت ذاته على أن واشنطن ليس لديها أي إملاءات. وترغب كل من الولايات المتحدة وأفغانستان في إرساء الاستقرار في أفغانستان قبل عام 2014، وهو التاريخ الذي من المقرر أن يغادر فيه كرزاي السلطة، وتنسحب القوات الأميركية المقاتلة من البلاد. وقال مساعدو «كيري» إن البلدين يسعيان إلى حل المشاكل الصعبة التي كثيراً ما تضع الأهداف الأميركية بخصوص أمن القوات الأميركية في مواجهة إحساس كرزاي القوي بالسيادة الوطنية. غير أنه سيكون من الجنون الاعتقاد بأن العملية ستكون سلسة ويسيرة، كما قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، ولعل خير دليل هو تصريحات «كرزاي» في الآونة الأخيرة. ويشار في هذا الصدد إلى أن تشاك هاجل وزير الدفاع الأميركي الجديد كان قد ألغى مؤتمراً صحفياً مع «كرزاي» في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن اتهم الأخير إدارة أوباما بالعمل خلف ظهره. ولكن «كيري» وآخرين طمأنوا «كرزاي» بأن المحادثات بين الولايات المتحدة و«طالبان» مازالت معلقة، كما يقول مساعدو «كيري». وفي هذا الإطار، قال مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية: «إننا لسنا موجودين هنا من أجل إلقاء المحاضرات عليه أو توبيخه». والواقع أن العلاقات بين «كرزاي» والبيت الأبيض تتميز بالتوتر منذ سنوات، وتتخللها فترات من التعاون الوثيق وأخرى من الإحباط الأميركي والغضب الأفغاني. ولكن مسؤول وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولا آخر من الإدارة الأميركية قالا إن العلاقات بين البلدين تحسنت خلال الأسبوع الماضي، حيث تم التوصل إلى اتفاقات حول موضوع شائك يتعلق بالسلطة على سجناء أفغان وآخر الأسبوع الماضي يتعلق بنزاع أمني إقليمي. وكعضو في مجلس الشيوخ الأميركي، سافر «كيري» إلى أفغانستان خلال لحظات متوترة مماثلة. ففي عام 2009، زار «كيري» كابول من أجل حث «كرزاي» على إجراء جولة إعادة بعد أن اعتبر الكثيرون أن انتخاب «كرزاي» شابته أعمال تزوير. وفي عام 2010، اتهم «كيري»، «كرزاي» بتجاهل الفساد في حكومته، محذراً الرئيس الأفغاني من أن ضعف قيادته يمكن أن يُغضب كلا من المشرعين وعائلات الجنود الأميركيين. المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم للحديث عن رسالة زيارة «كيري»، قالوا إن محادثات الاثنين ركزت على نقل السيطرة على الأمن إلى الأفغان، وعلى آفاق محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وقد شملت زيارة الاثنين الماضي مؤشراً واحداً على الأقل على التقدم ، وتسليم مركز الاعتقال برفان، الذي كان لوقت طويل موضوع نزاع مرير بين «كرزاي» والولايات المتحدة. وقال الجنرال جوزيف دانفورد، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، في هذا الصدد: «إن نقل منشأة الاعتقال يمثل جزءاً هاماً من عملية نقل المسؤوليات الأمنية الشاملة إلى قوات الأمن الوطني الأفغانية. إن الحفل يسلط الضوء على أن أفغانستان تزداد ثقة وقدرة وسيادة». غير أن معلومات قليلة فقط تم الكشف عنها بخصوص عملية التسليم، وهو ما يترك عدداً من لأسئلة من دون أجوبة ومن ذلك ما إن كانت الولايات المتحدة ستحتفظ بحق الاعتراض على الإفراج عن 30 إلى 40 «تهديداً أمنياً مستمراً»، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم مازالوا يشكلون خطراً على الجنود الأميركيين والأفغان. كما أنه من غير المعروف ما إن كانت آلية «الاعتقال الإداري» الأميركية، التي يظل بموجبها بعض المعتقلين رهن الاعتقال بدون محاكمة، سيستمر العمل بها تحت الحكم الأفغاني. وفي يوم الأحد الماضي ، صرّح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية بأن أفغانستان ستكون لديها سيطرة سيادية تامة على المنشأة، ولكنه أضاف أن «عملية يقودها الأفغان ويحظى فيها الأميركيون بفرصة الإدلاء برأيهم ستبت في مصير المعتقلين». وقبل زيارة «كيري» أشار مسؤولون أفغان إلى إنهم يأملون في مناقشة عملية نقل السلطات ويذكر هنا أنه بحلول منتصف عام 2013، سيتولى الجيش والشرطة الأفغانيان مسؤولية الأمن في البلاد. ولكن تفاصيل عملية التسليم مازالت غير واضحة بالنسبة للكثير من المسؤولين الأفغان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©