الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مفهوم «إنترنت الأشياء» سيدعم التنمية المستدامة

27 مارس 2015 02:30
مفهوم «إنترنت الأشياء» داعم للتنمية المستدامة فولكر بيشوف- المدير العام ونائب رئيس شركة روبرت بوش الشرق الأوسط من شأن إنشاء قاعدة صلبة تقوم على أسس عالم متصل بالإنترنت في القرن الحالي، أن يفصل بين الاقتصاديات الرائدة عن تلك النامية التي تتبعها. وما يوصف على نطاق واسع بأنه «ثورة صناعية رابعة» أو تقارب الأشياء المادية مع شبكة الإنترنت، فإن مفهوم «إنترنت الأشياء» يوفر فرصاً جديدة، ويخلق قيمة أكبر وتأثيراً أوسع لحياتنا اليومية وأعمالنا التجارية بطرق لم نشهدها من قبل. وبالرغم من أننا لا نزال نحاول التعرف على الإمكانيات الكاملة لأنظمة الأجهزة المتصلة بالإنترنت، فإن المدن والدول التي تطبق هذه التقنية ربما تكون متأكدة من الميزة التنافسية التي توفرها. وقد انتشر الحديث عن مفهوم إنترنت الأشياء بشكل واسع في الفترة الأخيرة، وهو ما يُعزا إلى جهود شركات التكنولوجيا التي تتطلع إلى البقاء في صدارة المنافسة من خلال توقع ما هو قادم. وبمواصلة التزامها في سبيل تطوير التقنيات التي تحسن من حياة الناس على مدى 129 سنة. تقودنا هذه الحقيقة الجديدة إلى عالم أكثر فاعلية وذكاء ورخاء، يقوم بتقديم خدمات مبسطة وقادرة على جعل الأشخاص أكثر كفاءة ونجاحاً في إدارة الوقت. ومن خلال إعادة تعريف مفهوم «عصر الحوار»، فإن «إنترنت الأشياء» يسمح للأشخاص الاستمتاع بتفاعل ثنائي مع الأشياء المادية. ويمكنكم تخيل الوقت الذي ستوفرونه إذا ما استطعتم التواصل مع أماكن إيقاف السيارات بوسط المدينة قبل وصولك، أو كمية المال والطاقة التي ستوفرونها إذا قامت غسالتكم الخاصة بالتواصل معكم خلال اليوم لإبلاغكم عندما تكون تكلفة الكهرباء منخفضة، هذا بالإضافة للعديد من الأمثلة الأخرى. وللتعمق بتفاصيل أكثر، فيمكن القول: إن مفهوم «إنترنت الأشياء» يختص بدمج الأجهزة المحمولة الذكية بالمهام والخدمات والمدن، والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على النجاح في أداء مهامنا اليومية. وكما هو الحال في جميع الابتكارات المهمة، فإن الحاجة تمثل القوة الدافعة لتكنولوجيا إنترنت الأشياء. وتمثل اتجاهات العمران والتوسع السكاني العالمي، دافعاً لإيجاد حلول تضمن بقاء مدننا مراكزاً للمشاريع والاستدامة الاقتصادية الشاملة، والاجتماعية، والبيئية، وذلك في مواجهة الضغط السكاني وضغط الموارد، وتمثل المدينة الذكية أحد هذه الحلول، وستشمل هذه المدينة، التي تعمل بمفهوم «إنترنت الأشياء»، على مباني، وطرق، وأنظمة ووسائل مواصلات عامة ذكية، ترتبط مع بعضها البعض ومع الأشخاص عبر أجهزة الاستشعار، وسيوفر هذا النوع من تبادل المعلومات على الأشخاص الوقت ويقلل من التأثير البيئي ويخلق قيمة أكبر للشركات. وفي مدينة أبوظبي على سبيل المثال، نجد أن مبنى مقر مجلس أبوظبي للاستثمار يحتوي على واجهة خارجية ذكية يمكنها استشعار ضوء الشمس ومنع اختراق الضوء المباشر طوال اليوم، وهذا هو مثال واضح على كيفية مساهمة المباني الذكية في التقليل من استهلاك الطاقة، والتأثير بشكل إيجابي على الأداء المالي. وبالمثل فإن إمارة دبي التي تسعى دائماً إلى مواكبة أحدث التقنيات العالمية، ستتمتع بفرصة رائعة لإظهار الريادة في هذا النموذج الحضري الذي جرت صياغته حديثاً. وفي الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة رحلتها بما يتجاوز الاعتماد على قطاع النفط إلى مستقبل قائم على المعرفة والتكنولوجيا والابتكار، فإنه بات من الممكن أن تثبت الدولة مرونتها ومبادراتها لإطلاق مشاريع جديدة، كوجهة عالمية ودولة تستحق مكانة بارزة في النجاح الاقتصادي الأكثر تميزاً في القرن الـ21. ولعل القمة الحكومية التي اختتمت أعمالها مؤخراً في دبي، تمثل دليل على هذا التحول الذي بدأت تعمل الإمارة على تحقيقه. ولطالما أكدت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على التزامها الراسخ بالاستثمار في رأس المال البشري، وهي استراتيجية تهدف إلى تقديم توفير الفرص على المدى الطويل، وتحقيق الازدهار والأمن للمواطنين والدولة. وبالرغم من عدم استقرار أسعار النفط والتي قد تؤدي إلى انعدام العائدات النفطية إلا أننا نشيد برؤية القيادة الراسخة في اللجوء إلى هذه الخيارات التكنولوجية المبتكرة. وأصبح مفهوم «إنترنت الأشياء» هو الإطار الذي يُبنى على أساسه التعهد بتقديم خدمات ذكية، وتصميم مدن ذكية، وبناء مستقبل واعد يتميز بالتنمية المستدامة. ونتذكر هنا تساؤل الفريق أول صاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال كلمته الرئيسية في مؤتمر القمة الحكومية بدبي مؤخراً، قائلا «ماذا سنفعل عند تصدير آخر برميل من النفط؟»، ورد سموه «أراهن بأننا لن نحزن وسنحتفل إذا كان استثمارنا صحيحاً«. وتمثل القدرة على الاتصال بالإنترنت، والحلول الذكية، وتوافر الشبكة في كل مكان، مجموعة العناصر الرئيسية لبيئة «إنترنت الأشياء» الذي يتوقعها علماء التكنولوجيا في المستقبل. ومع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار، فإنني أثق تماماً بأننا بتنا اليوم نقترب من اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©