الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطبقة المتوسطة البرازيلية تبني أحلامها على الائتمان

الطبقة المتوسطة البرازيلية تبني أحلامها على الائتمان
17 يوليو 2008 01:41
تعد مديرة المنزل ليونيديس دي مورايس جزءاً من الطبقة المتوسطة الصاعدة التي تغذي الصحوة الاقتصادية في البرازيل، فعلى غرار الكثير ممن يتمتعون بنفس معدل دخلها تعيش بالكاد حياة غير مستقرة تسلط الضوء على المخاطر التي تنطوي عليها طفرة متنامية في الائتمان الشخصي في البلاد التي ما زالت تعاني بعض اكبر معدلات التفاوت الاجتماعي· تبلغ ليونيديس دي مورايس السادسة والستين من العمر وتستقل حافلتين وقطاراً في رحلة يومية مدتها ساعتان من الأطراف الفقيرة لريو دي جانيرو الى وسط المدينة، وتضحك من فكرة أنها جزء من أي طبقة متوسطة، وتمزح قائلة: ''تعني الطبقة الفقيرة·· الأوضاع صعبة؛ بدون الوظائف الإضافية يجوع العمال''· ومثل الكثيرين ممن ينتمون ''للطبقة ج'' وتعريفها أنها الطبقة التي تنتمي اليها الأسر التي تتراوح دخولها بين 726 و1195 ريالاً برازيلياً (457 الى 753 دولاراً) شهرياً لجأت دي مورايس الى التقسيط لشراء سلع معمرة مثل اول غسالة ملابس حصلت عليها· وفي حين ترفض استخدام بطاقات الائتمان، هناك كثيرون ممن لا ينهجون نهجها، وقد ازدادت المخاوف من أن الطبقة المتوسطة الجديدة ربما تكون مهددة بالإفلاس· وقال نيلسون دي اوليفييرا الباحث في معهد فيرناند براودل للاقتصاد العالمي في ساو باولو: ''درجة عدم الاستقرار والعرضة للخطر هائلة''، وفي وقت تعاني فيه الولايات المتحدة اكبر اقتصاد في العالم من الإفراط في الاقتراض مما عرضها لإخفاقات، يخشى محللون من أن العواقب ربما تكون أسوأ في البلاد التي ما زالت تتسم بانتشار الفقر على نطاق واسع وتفاوت الدخول· وتقول مؤسسة سيتيليم المتخصصة في أبحاث المستهلكين إنه على مدار العامين المنصرمين صعد اكثر من 23 مليون شخص من الطبقتين (د) و(و) الى الطبقة (ج) في البرازيل، وهو أمر ساعد عليه ارتفاع في الحد الأدني للرواتب، فضلاً عن برامج حكومية، حيث تتمتع البرازيل بأسعار مرتفعة للسلع وعملة مستقرة وتضخم مروض، كما تسنى للكثير منهم الحصول على قروض عقارية وقروض للمستهلكين وبطاقات ائتمانية، وهي امتيازات لم يكن يتمتع بها إلا الأثرياء حتى وقت ليس ببعيد· وتقول نيلزا رودريجيز (45 عاماً) التي تعمل في رعاية المرضى ببلدة بيلو هوريزونتي: إنها تملك الآن جهاز تلفزيون ومشغل أقراص فيديو رقمياً وميكروويف، وأشارت بفخر الى أن ثلاجتها من نفس ماركة ثلاجة رئيسها· وذكرت مؤسسة سيتليم أن عدد بطاقات الائتمان في البرازيل ارتفع بنسبة 91% بين عامي 2002 و،2006 فيما زادت القروض الشخصية الى 12,3% من إجمالي الناتج المحلي مقتربة من مستويات الولايات المتحدة البالغة 18%· ويساور بعض المحللين القلق من أن عبء معدلات الفائدة من دفعات الأقساط المتعددة يمكن أن يسفر عن خليط خطير في البلاد التي ما زال بها الكثيرون ممن يعانون الأمية المالية· وقال تشارلز لطفي رئيس الغرفة التجارية في بيلو هوريزونتي: ''يجب أن نكون شديدي الحرص مع الائتمان· على المستهلكين أن يفكروا مرتين قبل أن يأخذوا على عاتقهم التزاماً''، ومضى يقول: ''بالنسبة لرجال الأعمال من الأهمية بمكان أن يستهلك الناس، لكن يجب أن يكون استهلاكاً مستديماً·· لأن التضخم موجود بالفعل ومخالبه جاهزة''·
المصدر: برازيليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©