الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

52 طن ورق للصحف الفنزويلية تضامناً من نظيرتها الكولومبية

52 طن ورق للصحف الفنزويلية تضامناً من نظيرتها الكولومبية
6 ابريل 2014 22:39
قدمت جمعية الصحف الكولومبية (أندياريوس) نحو 52 طناً من الورق لمساعدة الصحف الفنزويلية، التي تأثرت بنقص ورق الطباعة في البلاد، وسط الظروف الصعبة التي تمر بها بسبب الأزمة بين الحكم والمعارضة، وتعبيراً عن التضامن مع وسائل الإعلام الفنزويلية عامة، التي تشكو من إجراءات الرقابة والتضييق عليها. مبادرة عظيمة ذكرت جمعية “أندياريوس” مؤخرا، أن كمية الورق المرسلة هذه هي بصيغة قرض يستفيد منه ثلاثة من أهم الصحف في فنزويلا هي: إل ناسيونال (الوطن)، إل أمبيلزو (النبض)، وإل نيوفو باييس (السلام الجديد). ووصف ميخايل هنريك أوتيرو، مدير تحرير “إل نسيونال”، في تصريح صحفي الخطوة “بأنها مبادرة تضامن عظيمة، حيث إن هذه الصحف تمر بأسوأ أزمة”. من جهتها، ذكرت وكالة “أسوشيتدبرس” الأميركية أن سعر كمية الورق المرسلة تعادل تقريباً 70 مليون بيزوس (نحو 35 ألف دولار أميركي فقط)، ونقلت عن نورا سانين، الرئيس التنفيذي لجمعية أندياريوس أن “القرض” سيسدّد من قبل الصحف الفنزويلية عندما تجتاز أزمتها الراهنة. إلا أن كمية الـ52 طناً من الورق ستكون كافية فقط تغطية طباعة لخمسة عشرة يوماً في حال معدلات التوزيع العادي، ولهذا فقد وجهت سانين نداء إلى الصحف وجمعيات حريات الصحافة في الدول الأخرى لتقديم مزيد من المساعدة لنظيرتها الفنزويلية. وقالت: إن “الصحافة الفنزويلية صمدت كثيرا، وبذلت جهودا جبارة لتستمر في مهمة الإعلام والإخبار، وهي تستحق دعم صحف مختلف أنحاء العالم”. ويعتبر القرض جزءاً من حملة “كلنا فنزويلا، من دون حرية صحافة لا وجود للديمقراطية”، التي نظمتها الجمعية المذكورة، والتي تضمنت قيام عدة صحف من دول أميركا اللاتينية بنشر مقالات ومواد ومعلومات من الصحافة الفنزويلية كفعل تضامن مع صحافة البلاد. تأثر حاد تأثر قطاع الصحافة بشكل حاد في فنزويلا، التي تمر بدوامة عنف منذ أوائل فبراير الماضي بعد أقل من سنة على انتخاب نيكولا مادورو، الذي يطالب المتظاهرون باستقالته منددين بالتضخم، ونقص المواد، والجريمة. واستنادا لمنظمة “اسباسيو بوبليكو” غير الحكومية، المتخصصة بدعم وتشجيع الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في فنزويلا، أدت الصعوبات، التي تواجه الصحافة المحلية بسبب الظروف العامة، إلى وقف توزيع 13 صحيفة، وخفض 17 صحيفة أخرى لعدد صفحاتها. ومن بين هذه الصحف “إل ناسيونال”، التي لم تعد قادرة على شراء الورق منذ مايو 2012. لكن اللافت، أن الخطوة التضامنية مع صحافة فنزويلا جاءت من بلد لا تتمتع فيه الصحافة بحال أفضل كثيرا من فنزيلا، حيث أعلنت مؤسسة الصحافة الحرة في كولومبيا أن 57 اعتداء ضد الصحافة تم تسجيلها خلال الأشهر الأولى من العام الجاري وأن 13 اعتداء منها، أي ما يمثل 23%، ارتكبها أفراد من الشرطة. وذكرت المؤسسة أن الشرطة كانت مسؤولة أيضا عن 23% من الاعتداءات ضد الصحفيين في 2013، وتتمثل في 28 اعتداء من بين 128 اعتداء تم تسجيلها طيلة العام الماضي. ولاحظت المؤسسة كذلك أن نسبة الاعتداءات في العام الماضي وخلال ما مضى من العام الجاري حتى الآن هي أكبر بكثير من الاعتداءات التي تسببت بها عصابات الجريمة المنظمة وجماعات المتمردين. ويذكر أن فنزويلا كانت في القرن التاسع عشر جزءاً من كولومبيا “الكبرى” التي عاشت لفترة قصيرة وضمت ما يعرف حاليا بكولومبيا وإكوادور وبنما وجزر جرينادين. شكاوى متزايدة تزايدت الشكاوى من المضايقات، التي يتعرض لها العاملون في الصحافة في فنزويلا، فقد استقال مؤخرا ثلاثة مراسلين مع فرق تصوير والتقنيات من محطة التلفزيون الفنزويلية “جلوبو فيزيون”، احتجاجا على ما اسموه إجراءات الرقابة للمحطة، وتضامنا مع زملائهم التقنيين الذين صُرفوا من العمل، والذين يتهمون المحطة بطردهم بسبب إجراءات الرقابة. ولم يوافق الصحفيون على استبدال زملائهم التقنيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يستقيل فيها مراسلون من المحطة احتجاجا على ظروف العمل والرقابة، فبعد شراء المحطة من قبل جهات قريبة من الحكومة استقال مراسلون احتجاجا على تغيير سياسة المحطة. وكان ثلاثة مراسلين صحفيين فنزويليين اعتقلوا لساعات في نوفمبر الماضي من قبل الشرطة العسكرية ما أثار غضب الأوساط الإعلامية، ولاسيما بعد اكتشاف أن الحكومة هي التي استدعت الثلاثة إلى حضور معرض عن عيد الميلاد داخل منطقة عسكرية، حيث اعتقلتهم، ووجهت لهم تهمة اختراقهم منطقة أمنية، حيث كانت تقيم وزارة الدفاع معرضاً عن عيد الميلاد، شهد أحداث عنف إثر قيام بعض الحضور بالقفز فوق الحواجز الأمنية “لأن الطعام كاد ينفد، واعتقادا من هؤلاء أنهم لن يحصلوا على شيء منه”. وبرر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اعتقال المراسلين آنذاك بأنهم وجدوا “مسببين للعنف “، ولكن منظمات “الاتحاد الوطني الفنزويلي للعاملين في الصحافة” و”تجمع المصورين الصحفيين” في البلاد، و”الكلية الوطنية للصحفيين” أدانوا ما أسموه تجريم العمل الصحفي، معربين عن حزنهم “لأن وسائل الإعلام أصبحت هي نفسها موضع الأخبار بدل أن تكون وسيلة لنقلها”. (أبوظبي - الاتحاد) الصحافة تثير حرباً نفسية! كان تحقيق فتح ضد صحيفة “دياريو 2001” بعد نشرها تحقيقاً صحفياً في أكتوبر الماضي تتحدث عن احتمال نقص في مادة البنزين في مدينة كاراكاس، عاصمة فنزويلا الدولة الغنية بالنفط، ما أثار غضب رئيس البلاد، الذي طلب محاسبة المسؤولين عن مثل هذه المعلومات، كما طلب في سبتمبر الماضي من النيابة العامة والجسم القضائي اتخاذ وسائل الخاصة لمعاقبة وسائل الإعلام التي تتحدث عن نقص المؤونة في البلاد، مبرراً ذلك بأن “الصحافة تنخرط في حرب نفسية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©