«عبور محرم» تستعين بـ«غوغل»! “

عبور محرم” معالجة إبداعية بلغة حديثة ونابهة لكل ما يمر بها من الذاتي الذي لا تحاصره سلطة الرقيب في الكتابة مرورا بالاجتماعي والمعاش والراهن وهو يقف بالمبدع أمام تحد كبير مع لغته وإبداعه، بل ودائما ما رُفعت راية تحد أمام مبدع اليوم تحاول أن تنفي عنه قدرته في الذهاب بنا نحو نص إبداعي عليه أن يحمل على عاتقه ما يشبه في لحظة ما الصحو الأول بعد المطر، كما فعلت الكاتبة السعودية فاتن يتيم وهي تفتح الباب على مصراعيه مع قضايا المعاش عن المرأة والتعليم وهموم الإنسان العادي بلغة تمنح حساسيتها الجمالية مثل هدية في وقتها المناسب. تقول: “كنت أحاول أن أكتب أكثر من جملة كل عام وعقيدتي ألا أكتب إلا الجديد”. نصوص “عبور محرم” لم تخل من نصوص ذاتية أيضا بالكثير من أدوات قصيدة النثر أو القصة القصيرة جدا، ولربما كانت فاتن يتيم تتعمد أن يكون هذا الكتاب يشبه كراسة شخصية جدا، قررت فجأة أن يقرأها الجميع. نصوص فاتن على قدر من الجرأة والمغامرة والتجريب وهي تقول: “في الكتابة والحب كل شيء مباح”. هي تشتغل في فضاء النص ولغته على آليات ومفردات ضمن لغة المبدع في عالم الإنترنت والأجهزة الحديثة واستعمالات الإنسان اليومية، نقرأ نصا يحاول أن يغوص بنا في عالم هذا الهاتف الجديد وتقنياته الحديثة وآخر عن علاقتنا مع التكنولوجيا مثل نص تحت عنوان: “يجب عدم إرسال تنبيه بشكل متكرر” أو نص عن برنامج المحادثة الذي تقول فيه: “سأدعو معتقداتي أن تهبني الصبر من عندها وإن لم تجد نفعا كالعادة سأستعين بـ(غوغل) علني أجد ضالتي عن طريقه”. وفاتن من جيل جديد يحاول أن يكتب لحظته الجديدة بكافة معطياتها، جيل منفتح على عوالم جديدة ومتوغل في قضاياه. “عبور محرم” هو الكتاب الأول لفاتن يتيم.