فرنسا وبريطانيا تسعيان إلى قرارات «ملموسة» في قمة العشرين

أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون مساء أمس الأول عن عزمهما انتزاع قرارات «ملموسة» خلال قمة مجموعة الـ 20 حول الأمور المالية وخصوصاً حول العلاوات. وتعقد قمة العشرين في بيتسبرج بالولايات المتحدة 24 و25 سبتمبر الجاري لمناقشة تطورات الأزمة العالمية، وتشارك فيها الدول الصناعية والناشئة الكبرى. وفي سياق متصل رجحت وثيقة أوروبية أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيطالبون مجموعة العشرين بأنه يجب مواصلة الدعم الحكومي للاقتصاد، وبأنه ينبغي إعداد خطط في الوقت الحالي لسحب الدعم إلا أن تطبيقها ينبغي أن يتم عند التأكد من حدوث الانتعاش. وقال ساركوزي إثر عشاء في قصر الإليزيه «يجب أن نأخذ في مجال الإصلاح المالي قرارات ملموسة ، كلانا يريد ليس فقط إعلان مبادئ ولكن أرقاماً وجدولاً زمنياً والتزامات». ورداً على سؤال حول معارضة الرئيس الأميركي باراك اوباما لتحديد العلاوات، أجاب ساركوزي «نريد عند الوصول أن تكون هناك التزامات محددة كي تتوقف التصرفات الفضائحية التي صدمت الناس في كل مكان بالعالم. هذا ما سوف نفعله. أعتقد أن بيتسبرج ستكون قمة مهمة». ومن ناحيته، أجاب براون على نفس السؤال «اعتقد أن هناك ما يكفي من النقاط المشتركة بيننا كي نتمكن من الوصول الى اتفاق في بيتسبرج» حول هذه المسألة، وأضاف «يجب أن نوجه للعالم بأسره الرسالة بأن كل دولة يجب أن تعتمد في المستقبل أسسا معينة والا فإن النظام المصرفي سيعود الى ما كان عليه قبل الأزمة وهذا الأمر غير مقبول على الإطلاق». وأعرب الرئيس اوباما الاثنين الماضي عن معارضته لتحديد العلاوات التي تدفع للمديرن والتي يوصي بها ساركوزي وبراون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وأعرب براون أيضاً عن أمله في أن يتخذ قادة مجموعة الـ 20 «كل الإجراءات اللازمة» من أجل «تنشيط مستوى النمو الاقتصاد العالمي وخلق وظائف». وبالإضافة إلى ذلك، أعرب ساركوزي وبراون عن رغبتهما في التوصل الى اتفاق في ديسمبر المقبل خلال المؤتمر حول المناخ في كوبنهاجن، وقال ساركوزي «سوف نتناقش كي يكون هناك اتفاق في كوبنهاجن ، سوف تعمل فرقنا معا خلال الساعات والأيام المقبلة من أجل تقديم اقتراحات مشتركة» خلال قمة الأمم المتحدة حول المناخ في 22 ديسمبر في نيويورك. وأوضح براون «يجب أن نتوصل الى اتفاق شامل حول الأهداف يجب أن نتوصل ايضا الى اتفاقات انتقالية تثبت إننا نحقق تقدما والى اتفاق مالي كي تتمكن الدول الناشئة التي يجب عليها أن تبذل جهودا حول كيفية استعمال الطاقة، من الحصول على دعم هي بحاجة له من قبل الاقتصاد العالمي». وجاء في مسودة وثيقة للاتحاد الأوروبي «ينبغي لمجموعة العشرين إعادة التأكيد على عزمها مواصلة تنفيذ الإجراءات السياسية المنسقة بهدف وضع أساس للنمو القابل للاستمرار وتجنب تكرار الأزمة المالية الحالية». وأضافت المسودة التي حصلت عليها رويترز والتي أعدت من أجل اجتماع غير رسمي لزعماء الاتحاد اليوم (الخميس) «ينبغي مواصلة الجهود لحين ضمان الانتعاش»، ويجتمع زعماء الاتحاد مساء الخميس في بروكسل على عشاء غير رسمي لإعداد موقف رسمي خلال القمة. وشددت الوثيقة على أنه في حين ينبغي أن يكون سحب التحفيز المالي في أنحاء العالم منسقا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أوضاعا خاصة لأعضاء منفردين بمجموعة العشرين وهو ما يعني ترك الحرية لكل بلد بشأن ذلك. ويدعو زعماء دول الاتحاد وعددهم 27 إلى منح صندوق النقد الدولي دورا رئيسياً في تنسيق السياسة العالمية وسيلتزمون بتزويد الصندوق بتمويل إضافي يبلغ 125 مليار يورو إجمالاً إلى جانب زيادة بلغت 75 مليار يورو اتفقوا عليها في وقت سابق هذا العام. وسيحث الزعماء اجتماع مجموعة العشرين في بيتسبرج على وضع قواعد ملزمة بشأن مكافآت المسؤولين المصرفيين تربط المكافآت المدفوعة بالأداء في المدى البعيد وسيكون ذلك مضمونا في كل من دول مجموعة العشرين بتهديد بفرض عقوبات.