مؤتمر دولي يدعو إلى الاستفادة من نتائج مسح تربة أبوظبي

أوصى المشاركون في ختام المؤتمر الدولي لتصنيف التربة واستصلاح الأراضي في البيئات القاحلة بتعزيز الاستفادة من نتائج مشروع مسح التربة لإمارة أبوظبي. ودعوا إلى استخدام هذه النتائج من خلال إصدار التشريعات والقوانين الملائمة لتحقيق الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية (الزراعة، المراعي، الحياة البرية، الغابات) إضافة إلى تلبية الطلب لهذه المعلومات من الجهات المحلية المختلفة في تنفيذ المشاريع البيئية ومشاريع استصلاح الأراضي وتصميم المشاريع والتوسعات الصناعية ونشر المسطحات الخضراء وغيرها. وأوصى المشاركون، في المؤتمر الذي نظمته هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية بمشاركة ما يزيد عن 150 خبيراً وعالماً من 35 دولة من مختلف أنحاء العالم ودولة الإمارات، بإصدار التشريعات الملائمة في كل دولة لاستخدام الأراضي بمشاركة المستفيدين والتأكيد على تنفيذ هذه التشريعات الصادرة. ونظراً لأهمية المياه ومن أجل التخطيط الأشمل لاستخدام الأراضي أكد المشاركون ضرورة ربط مشاريع مسح التربة بالمياه من حيث توافرها ونوعيتها وإمكانية استخدامها للري وربط كافة سياسات استخدام الأراضي بالمياه والموارد الطبيعية والسياسات الزراعية والبيئية ومشاريع وتقنيات الري، فضلا عن تطوير منهج متكامل لتوصيف وتصنيف التربة تشمل نماذج التنبؤ الطبوغرافية. ووجه المشاركون دعوة لإجراء التقييم المستمر لأنظمة تصنيف التربة لتشمل مناطق أخرى في العالم ومنها غرب سيبريا والمناطق الجافة في الشرق الأوسط والسبخات الساحلية لاستكمال المعلومات عن التربة في أنحاء العالم ككل. كما شدد المشاركون بالمؤتمر على أهمية استخدام الابتكارات والتقنيات المناسبة لتحديد ملوحة التربة حسب نوع المسح المستخدم والبيئة الجغرافية للمناطق قيد البحث والمراقبة والرصد المستمر للملوحة في منطقة المحيط الجذري للنبات في البيئات المالحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة والسريعة للحد من تدهور التربة وتحقيق الإنتاج الزراعي المستدام. وطالبوا بتقييم الأراضي المتدهورة في بعض أنحاء العالم من أجل تحديد طرق الاستصلاح المناسبة لها بما يشمل الطرق الفيزيائية والكيميائية والحيوية. ودعا المشاركون إلى الاستخدام الصحيح لأنظمة الري المناسبة لمختلف البيئات لتقليل هدر المياه وتدهور التربة، وتحديد واستخدام النباتات المتحملة للملوحة والحرارة والجفاف للإنتاج الزراعي المستدام في مختلف البيئات الجافة وشبه الجافة، كذلك اعتماد منهج الزراعة الغابية باستخدام أنواع الأشجار والنباتات المناسبة للزراعة لتحقيق التكامل وتخفيف استخدام الأسمدة الكيميائية وتوفير مصدر مستدام للأخشاب والأعلاف والتقليل من الآثار الضارة لثاني أكسيد الكربون والتغير المناخي. وأوصى المشاركون بالإدارة السليمة للكثبان الرملية بسبب طبيعتها الديناميكية من خلال تنظيم الاستخدام واتخاذ الإجراءات المناسبة لتثبيتها في المناطق المحيطة بالمدن مما يخفف من أضرارها وخصوصاً على الصحة العامة، ونشر المعلومات والنتائج الخاصة بالبحوث المتعلقة بمسح التربة وتوفيرها للمجتمع العلمي على أوسع نطاق لتقليص الفجوة بين البحوث والاستخدامات بين مناطق العالم المختلفة. وأشاروا الى ضرورة تعزيز دور الأبحاث والدراسات العلمية لمسوحات التربة واستخدام المياه الهامشية وتقديم الدعم المالي المناسب والتأكيد على مشاركة كل الجهات المعنية في تنفيذ هذه الدراسات. وناقش المؤتمر، الذي تزامن مع إطلاق تقرير مسح التربة لإمارة أبوظبي والإعلان عن بدء العمل لمسح التربة في الإمارات الشمالية من دولة الإمارات، ستة محاور علمية شملت مناقشة تقرير مسح التربة في إمارة أبوظبي، استراتيجيات مسح وتصيف التربة في مختلف البيئات، الأبحاث والابتكارات الجديدة في مجال ملوحة التربة واستصلاحها، تخطيط استخدام الأراضي وتطبيقاتها، استخدام المياه الهامشية لري المحاصيل الزراعية والمسطحات التجميلية ودور الأبحاث في مسح التربة والمياه الهامشية. وأشاد المشاركون بالمؤتمر بمشروع مسح التربة في إمارة أبوظبي وبالشراكة الاستراتيجية بين الهيئة والمركز الدولي للزراعة الملحية في الإشراف على المشروع واعتباره كنموذج للمسوحات التي تم تنفيذها طبقاً لأحدث المعايير الدولية من خلال توفير سجلات متكاملة مدعمة بالخرائط عن التربة في الإمارة إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات لتوفير المعلومات من خلال شبكة الإنترنت. وأكدوا أن إمارة أبوظبي تكون بذلك قد حققت إنجازا كبيراً في توفير هذه المعلومات عن التربة لمتخذي القرار في إمارة أبوظبي لتخطيط الأراضي من أجل التوسع الزراعي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية المختلفة.