هادي: لا مخرج للأزمة اليمنية إلا عبر المبادرة الخليجية

عقيل الحـلالي (صنعاء) - اندلعت اشتباكات مسلحة أمس بين وحدات من القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة لحج حيث قتل ضابط في الجيش، فيما أكد الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، أن المبادرة الخليجية” هي “المخرج الوحيد” للأزمة اليمنية. وقال مسؤول محلي في لحج لـ”الاتحاد” إن “مناوشات اندلعت بين قوات عسكرية ومسلحين من القاعدة” في بلدة “الحمراء”، القريبة من محافظة أبين، التي تخضع أغلب مناطقها لسيطرة التنظيم المتطرف منذ أواخر مايو من العام الماضي. ونفى المسؤول المحلي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تكون بلدة “الحمراء” قد سقطت بأيدي مقاتلي تنظيم القاعدة،.وقال: “هناك انتشار عسكري للقوات الحكومية على ضواحي بلدة “لحمراء التي يتعاطف بعض سكانها مع تنظيم القاعدة”. وكانت وسائل إعلام محلية أكدت سقوط البلدة بأيدي جماعة “أنصار الشريعة” المتشددة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، بعد مواجهات مع القوات الحكومية، ليل السبت الأحد، أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود، حالة أحدهم حرجة. وقي وقت لاحق، ذكرت وكالة فرانس برس أن ضابطاً في الجيش قتل، وجرح جنديان في كمين نصبه عناصر مسلحون من تنظيم القاعدة لقافلة للجيش شرق مدينة الحوطة. وأعلن مسؤول في مستشفى عدن إن الضابط قضى متأثراً بالجراح التي أصيب بها بالرصاص في بطنه. وكانت مدينة الحوطة، عاصمة لحج، شهدت خلال الأيام الماضية، اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومسلحين متشددين، مدعومين بمقاتلين من “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ خمس سنوات، حسب تصريح سابق لمحافظ لحج، أحمد المجيدي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن المحافظ المجيدي وجه، أمس الأحد، اللجنة الأمنية بالمحافظة بـ”رفع الجاهزية” الأمنية “بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة”. وقُتل رجل أعمال يمني بارز، مساء السبت، في هجوم شنه مسلحون مجهولون في مدينة الحوطة، القريبة من مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن الجنوب اليمني. وأفادت مصادر محلية في لحج بأن مسلحي جماعة “أنصار الشريعة” عززوا وجودهم أمس في منطقتي “الفيوش” و”الرباط”، على مشارف مدينة عدن، التي تعاني، وأغلب المدن اليمنية، من انفلات أمني غير مسبوق منذ شهور. وفي مدينة إب (وسط) ناقشت اللجنة الأمنية بالمحافظة، مع قيادات سياسية محلية، الجهود الرامية لـ”منع المظاهر المسلحة”، و”ضبط حالات التقاطعات والاعتداءات على المصالح العامة والخاصة”، حسب وكالة “سبأ”. وأمس الأحد، تعرضت المحطة الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة مأرب القبلية (شرق)، لـ”عمل تخريبي جديد”، أدى إلى توقف المحطة، التي تمد العاصمة اليمنية بالكهرباء. وكان رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة قد اتهم، الأسبوع الماضي، الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء “الاختلالات الأمنية” الحاصلة في البلاد. وعلى صعيد متصل، استعرض الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأحد، مع السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، نتائج لقاءات إقليمية ودولية، تمت مؤخراً، وبحثت مساعدة اليمن لإنهاء أزمته المتفاقمة منذ منتصف يناير من العام الماضي. وقال السفير الأميركي إن مؤتمر “أصدقاء اليمن”، الذي من المقرر أن تستضيفه العاصمة السعودية الرياض أواخر الشهر المقبل، “سيكون المرحلة الأولى في طريق دعم اليمن اقتصاديا لمواجهة التحديات الكبيرة التي تركتها الأزمة، وإنجاح التسوية السياسية” في إشارة إلى اتفاق “المبادرة الخليجية”. وأكد الرئيس هادي أن “التحديات” التي تواجه بلاده “لا تزال كبيرة على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية”، مشدداً على أهمية أن “تتفهم كل القوى السياسية والقيادات الحزبية بواقعية أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة هي المخرج الوحيد من الأزمة بدعم شعبي وإقليمي ودولي “. وقال: “على كل من يحرص على أمن ووحدة وسلامة اليمن، أن يقف وقفة جادة إلى جانب هذا الاتجاه من أجل أن يغدو اليمن آمناً مستقراً ومتطوراً”.