الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماذا تخفي هواتف المراهقين عنا؟

6 ابريل 2014 22:55
أصبح وجود هاتف ذكي وباشتراك بيد طفل أو مراهق أمراً مفاخرا به واعتياديا، وروتينيا في نظر الأسرة والمجتمع لأنها تدل على المستوى المعيشي الذي يحظى به هذا المراهق، والأغرب أن المراهقين يبدلون هواتفهم مثلما تبدل الملابس بسهولة، وللأهل دور كبير في ذلك. ولكن هل تبادر في ذهن الآباء والأمهات ماذا تخفي هذه الهواتف من مواد؟ على ماذا فتحت هذه الهواتف أعين وعقل المراهقين؟ هل فعلا ما يصلهم من مواد أو صور وفيديوهات تتناسب مع سنهم؟. نتخيل مراهقا يبدأ في الإبحار في عالم شائك سوداوي، ويبدأ في التعايش في كونه رجلا بالغا يريد أن يثبت للآخرين أنه الآن جاهز ليكون رجلا، فأول ما يريد تحقيقه هو التجربة، وتجربة ما يسيء إلى أخلاقه والمراهق يظن أنها الرجولة. سابقا كان التحدي ليثبت المراهق أنه رجل بأن يدخن، ولكن الآن أصبحت الرجولة عند بعض المراهقين أن يتعرف على الفتيات وأن يفعل ما لا يرضي الله، ولا يرضي الفطرة السليمة، ونلاحظ أن أغلب المراهقين ممن بدؤوا في التوغل في مستنقعات الرذيلة أصبحت شخصياتهم تأخذ صفات لا تناسب المراهق المكتشف الذي يريد أن يفعل كل شيء جديد، ولكن أصبحت شخصياتهم لا مسؤولة، تفاعلها مع الآخر أصبح باردا جدا، صامتين، يتوارون عن الأنظار، يبدون ردود فعل ضعيفة إزاء أي مشكلة أخلاقية، وتجد منهم من يصلون، ولكنهم لا يتورعون عن فعل الخطأ. إن رقابة الأهل لا تكمن فقط بالبحث في الهاتف، فهناك هواتف أخرى يمكن له أن يشاهد منها، ولكن الأهم هو الحوار مع المراهق بطريقة علمية محببة، وإشغال وقت فراغه بأن يتعلم مهارات قد تجهده، ولكنها تبني شخصيته. قناعة الأهل أن سن المراهق هذا ما زال ضعيفا أمام المؤثرات الخارجية، يجب أن يترجم بالانتباه لما يشاهده، ومن يصاحب وأن تزال صورة المراهق قديما في أذهان الأهل، وتلك الصورة عن المراهق الذي لا يشغل فراغه سوى مرافقة الأصدقاء واللعب، ففي ذلك الزمان لا يوجد ما يمتلكه مراهق اليوم الذي بات يعيش حياة أكبر من سنه، ولديه من المعلومات ما لم يعرفها مراهق الماضي إلا في سن متأخرة، أبناؤنا بحاجة إلى وجود الأهل من حولهم وليست الأجهزة الذكية. فاخرة عبدالله بن داغر الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©