الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الألومنيوم.. صلب الصناعة الحديثة

الألومنيوم.. صلب الصناعة الحديثة
21 ابريل 2018 21:30
حسونة الطيب (أبوظبي) رغم توصل القدماء لمصدره الأساسي «حجر الشب» منذ القرن الخامس قبل الميلاد، إلا أن الألومنيوم من العناصر الجديدة في التطبيقات الصناعية الحديثة. انحصر استخدامه الأولي على، عمليات الصبغ والدهان وتشكيل الحماية للمدن. وأعلن الفيزيائي الهولندي هانز أورستيد، عن المعدن الجديد في 1825. ومن الصعب تكرير الألومنيوم الخالص، ما أدى لندرته وتجاوز سعر الذهب في بداية اكتشافه. يكوِّن الألومنيوم 8% من قشرة الأرض، حيث يعتبر ثالث أكثر العناصر وفرة بعد الاوكسجين والسيلكون وأكثر المعادن انتشاراً في هذه القشرة. يتميز بقلة كثافته ومقاومته الكبيرة للتآكل وموصل جيد للحرارة والكهرباء. بدأ الألومنيوم رحلة الانتشار، في أعقاب أول إنتاج صناعي ابتكره الكيميائي الفرنسي هنري أتيان في 1856. وتلا ذلك عمليات تطوير، عكف عليها عدد من العلماء من بينهم، الفرنسي بول هيرولت والأميركي شارلس مارتن والأسترالي كارل جوزيف، الطرق المستخدمة حتى يومنا هذا في إنتاج الألومنيوم. وفي العام 1856، تم إنشاء أول إنتاج صناعي في مصهر للألومنيوم في العالم في مدينة روان الفرنسية. وبعد تطبيق هذه الطرق في إنتاج الألومنيوم بغزارة، أصبح من المكونات الأساسية في الصناعة والاستخدامات اليومية مثل، الطيران والمعمار والتغليف وغيرها. تضاعف إنتاج الألومنيوم بشدة خلال القرن العشرين، ليتحول المعدن لسلعة تداول في سبعينيات القرن الماضي، ليبلغ إنتاجه في التسعينيات منه 6800 طن متري، بالمقارنة مع 57.5 مليون طن متري في 2015. وبجانب الصبغ والدهان والحماية، استخدم القدماء حجر الشب لأغراض تضم، دواء لتضميد الجروح وبعض الأدوية الأخرى وليشكل طبقة عازلة للخشب ضد الحريق وفي عمليات الطحن الكيميائي. وجاء اسم ألومنيوم من مقترح تقدم به الدكتور الكيميائي الألماني أندرياس ليبافيوس في 1995. وبعد حقبة الصليبيين، دخل حجر الشب دائرة التجارة العالمية ليتحول لعنصر لا يمكن التخلي عنه في قطاع صناعة النسيج في أوروبا، حيث كان يتم استيراده من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط حتى منتصف القرن الخامس عشر عند رفع العثمانيون لضريبة الصادر. وفي الفترة بين 1855 إلى 1859، انخفض سعر الألومنيوم من 500 دولار للرطل الواحد، إلى 40 دولارا فقط. وخلال العام 1900، استمرت أسعار الألومنيوم في الانخفاض من 14 ألف دولار للطن المتري، إلى 2340 دولارا في 1948. وفي منتصف القرن العشرين، أصبح الألومنيوم جزءاً من حياة الناس اليومية، حيث ظهرت عربات الشحن المصنوعة منه نتيجة لخفة وزنها. وبانخفاض أسعار الألومنيوم، انتشر استخدامه بداية القرن التاسع عشر، في إنتاج الحُلي والأواني وإطارات النظارات والمعدات البصرية. وفي مستهل القرن العشرين، بدأ استخدام رقائق الألومنيوم بالإضافة إلى ألواح الألومنيوم والأسورة والأسلاك وكذلك في بناء السفن وقطاع الطيران وغيرها. وارتفع طلب الحكومات الكبيرة أثناء الحرب العالمية الأولى، لكميات كبيرة من الألومنيوم لاستخدامه في هياكل الطائرات. وفي مطلع نفس القرن، بدأت عمليات تدوير الألومنيوم بكثافة، خاصة أن المعدن لا يتأثر بالتدوير ما يحفز على تكرار تدويره باستمرار. وخلال النصف الثاني من ذلك القرن، غزا الألومنيوم قطاع الفضاء باستخدامه في صناعة المركبات الفضائية، بالإضافة لظهور أول علب مصنوعة من الألومنيوم في 1956 وتخصيصها للمشروبات بعد سنتين من ذلك. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأ استخدام المعدن في صناعة الأسلاك والكابلات، ليلي ذلك في السبعينيات استخدامه في صناعة القطارات السريعة ليزيد استهلاكه بعدها في صناعة السيارات عموماً. استمرت أسعار الألومنيوم في الانخفاض حتى يومنا هذا، نتيجة لتقلص تكلفة استخراجه ومعالجته وللتطور في تقنياته وزيادة معدلات الإنتاج. وفي العام 1978، دخل الألومنيوم بورصة لندن للمعادن، أقدم بورصة للحديد الصناعي في العالم، ليتم تداوله بالدولار ويتقلب سعره وفقاً لسعر صرف العملة. سيطر الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأميركية واليابان في 1972، على ما يقارب 60% من الإنتاج العالمي للألومنيوم، في حين قارب استهلاك هذه الدول، النسبة ذاتها. لكن تحول الإنتاج في الوقت الحالي، من أميركا واليابان وغرب أوروبا، إلى منطقة الشرق الأوسط وأستراليا وكندا والصين وروسيا، حيث قلة تكلفة الإنتاج. وفي العقد الأول من القرن الواحد وعشرين، ارتفعت الحصة الإجمالية لإنتاج دول بريك (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) من 32.6%، إلى 56.5%، في حين زادت حصة استهلاكها من 21.4% إلى 47.8%. وتسيطر الصين، على حصة كبيرة من الإنتاج العالمي، نتيجة لوفرة مواردها ورخص الطاقة وللمحفزات الحكومية، ما أسهم في زيادة معدل استهلاكها من 2% فقط في 1972، إلى 40% في 2010. وببلوغ العام 2013، تجاوز الإنتاج العالمي السنوي من الألومنيوم، 50 مليون طن متري، ليناهز 57.5 مليون طن في 2015. وتشكل الكهرباء، ما بين 20 إلى 40% من تكلفة إنتاج المعدن، اعتماداً على موقع المصهر. وتوجد أكبر المصاهر العالمية في كل من الصين وروسيا وإقليمي كوبيك وكولومبيا البريطانية في كندا. تربعت الصين، على رأس الدول المنتجة للألومنيوم في 2005 بحصة قاربت 20% من مجمل الإنتاج العالمي، تليها روسيا وكندا والولايات المتحدة الأميركية، وفقاً للمسح الجيولوجي البريطاني. وسيطرت أستراليا، على مقدمة الدول المنتجة على مدى الخمسين سنة الماضية قبل أن تتفوق عليها الصين في 2007. أصبح التدوير، من العمليات المهمة في قطاع الألومنيوم، مدفوعاً بمعدلات الاستهلاك الكبيرة لعلب المشروبات. ويتطلب التدوير، صهر مخلفات المعدن، العملية التي لا تتطلب سوى 5% من الطاقة المستخدمة لإنتاج الألومنيوم من الخام. حققت أوروبا، مستويات عالية من التدوير تتراوح بين 42% لعلب المشروبات و85% لمواد البناء ونحو 95% لمركبات المواصلات. ويعرف الألومنيوم الذي يتم تدويره، بالألومنيوم من الدرجة الثانية، بيد أنه يملك كافة المميزات الفيزيائية للألومنيوم من الدرجة الأولى. يسهم قطاع الألومنيوم بنحو 186 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، أي ما يزيد على 1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، بجانب توفيره لنحو 713 ألف وظيفة. وبفضل مساعدته في زيادة كفاءة استهلاك الوقود في المركبات وتوفير منتجات المباني الخضراء وعمليات التغليف المستدام، تمكن الألومنيوم من احتلال مكانة مرموقة في الأسواق العالمية. وبإطلاق فورد لسيارة موديل (F150) في 2015 بهيكل مصنوع بالكامل من الألومنيوم، تمكنت الشركة من تخفيف وزن المركبة بنحو 700 رطل، ما يجعل السيارة قادرة على تحقيق كفاءة استهلاك الوقود، بحسب رابطة الألومنيوم الأميركية. انخفاض تكاليف إنتاج مصاهر الألومنيوم تعتمد تكاليف إنتاج مصاهر الألومنيوم بنسبة كبيرة على بيئة الاقتصاد العالمية، التي تؤثر على أسعار النفط وأسعار السلع الأخرى، بما في ذلك تلك التي ينتج عنها تكاليف مدخلات المصاهر. وعلى سبيل المثال، تراجعت تكاليف مصاهر الألومنيوم إبان الأزمة المالية العالمية في 2009، بين 30 إلى 40%، بالمقارنة مع التكاليف العالية القياسية في 2008. ومنذ ذلك الحين، أخذت تكاليف إنتاج المصاهر، في التراجع التدريجي، لتبلغ، عند نهاية 2015، مستويات مشابهة لمستويات 2009، وفقاً لموقع ألومنيوم إنسايدر الإخباري. ومن بين أسباب تراجع أسعارها، أيضاً، تطبيق تقنيات جديدة أقل سعراً، بالإضافة إلى انخفاض معدل استهلاك الكهرباء وزيادة الكفاءة. ويعتبر انخفاض أسعار النفط، من الأسباب الرئيسة التي ساهمت في انخفاض تكاليف إنتاج المصاهر، بجانب خفض قيمة بعض العملات مثل اليوان الصيني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©