الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الواقع الجديد 4 سنوات.. 33 ميدالية آسيوية

الواقع الجديد 4 سنوات.. 33 ميدالية آسيوية
21 ابريل 2018 21:54
تحقيق: أمين الدوبلي أبوظبي (الاتحاد) وسط تجارب لم يكتب لها النجاح، ومشروعات تتوقف قبل أن تبدأ، وأحلام تموت في منتصف الطريق، ومحاولات لا تعرف إلا البقاء في الظل، وسط كل هذه الأجواء التي تعبئ سماء الرياضة العربية بالإحباط من وقت لآخر، تشرق شمس الجو جيتسو لتضع الرياضة العربية فوق أول سطور العلم والدراسة والتخطيط والاحتراف. الجو جيتسو ليست مجرد لعبة نحتفل بأبطالها وإنجازاتها وانتشارها وشعبيتها، لكنها مشروع وطن وثقافة أجيال وصناعة مستقبل. نعم.. هنا يصنع الأبطال وهنا ترى ملامح الغد وهنا المدارس تغرس الأمل .. وهنا لا شيء للصدفة فالرؤية واضحة.. وأيضاً النتائج سريعة. وهنا نحن على القمة. عندما شارك منتخب الإمارات للجو جيتسو في دورة الألعاب الشاطئية الآسيوية بمدينة بوكيت في تايلاند، كان ذلك الظهور الأول للعبة تحت مظلة اللجنة الأولمبية الوطنية في مشاركة خارجية.. وحينها الأجواء كانت هادئة في رياضة الإمارات.. والإنجازات الوطنية في مثل هذه الدورات ضيفاً خفيف الظل في المشاركات السابقة التي أقيمت في بالي ومسقط والصين.. ومثّل ذلك الاحتكاك الآسيوي الأول لجو جيتسو الإمارات مع عمالقة القارة الصفراء.. ذهبت البعثة إلى دانانج بعد تأسيس الاتحاد بأقل من عامين، كانت الطموحات كبيرة.. والتحديات كانت أكبر، فالكثير من دول آسيا تسبقنا في هذه اللعبة.. اليابان هي أرض المنشأ.. حيث ولدت فكرة الجو جيتسو لمواجهة ظلم الإقطاعيين في جباية الضرائب الباهظة من المزارعين، وتايلاند ومنغوليا والصين وأوزبكستان وكازاخستان وباكستان وكوريا وغيرها.. ومع ذلك كانت المفاجأة.. حصد منتخب الجو جيتسو 9 ميداليات، وتصدر المشهد في البطولة، حيث 7 أوزان للرجال وتوج أبطال الإمارات في أربعة منها بالذهب، ليتصدر آسيا في أول ظهور له، ويفرض واقعاً جديداً على المشهد الآسيوي في هذه الرياضة التي ولدتا قوية في الإمارات، وعامها ليس كعام الدول الأخرى، ففي مشروع الجو جيتسو الذي بدأته الإمارات عام 2008 ظل يحقق قفزاته النوعية منذ 2012 حيث العام يساوي الكثير. إنجاز بوكيت لفت الأنظار في الإمارات إلى رياضة الجو جيتسو، فأصبحت محط أنظار اللجنة الأولمبية الوطنية، لأن ما تحقق من إنجاز يبعث على الأمل، ويمكن أن يحفز الآخرين في الألعاب الأخرى، وكذلك يمكن الاعتماد عليه في التحديات الآسيوية الجديدة. في النسخة التالية بفيتنام «دانانج 2016» لم يختلف المشهد كثيراً، حيث ضمت البعثة الإماراتية عدة ألعاب، ولكن الجو جيتسو كان المرشح الأول لرفع علم الدولة وحصد الميداليات.. على شواطئ دانانج كانت الأجواء صاخبة مثالية، فأكثر من 22 رياضة تمارس ضمن ألعاب البطولة، وعلى الشاطئ كانت منافسات الجو جيتسو هي الأكثر إثارة، والتحدي كبيراً لأبطال الإمارات، فكل من دخل البطولة أصبح يعرف مسبقاً أن هناك عملاقاً ظهر في بوكيت، وتصدر المشهد، وبالتالي كانت الاستعدادات قوية من المنافسين، وخصوصاً فيتنام صاحبة الأرض والجمهور، وتايلاند واليابان ومنغوليا القوى الإقليمية التاريخية الكبيرة في آسيا، إلا أن أبطال الإمارات كانوا أصحاب الكلمة العليا في هذا التحدي أيضاً، ففي حضور الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية وملامسته للمرة الأولى هذه الرياضة ومتابعته لعدد من نزالاتها، حصد أبطال الإمارات 9 ميداليات، منها 4 ذهبيات وفضيتنان و3 برونزيات، وفي هذه البطولة لم تقتصر الإنجازات على الرجال فقط، لكنها انسحبت على السيدات لتحقق اللاعبة وديمة اليافعي أول ميدالية آسيوية نسائية في لعبة قتالية بتاريخ مشاركات الإمارات في البطولات كافة.. لتعود بعثة الإمارات من دانانج في مختلف الألعاب وليس معها إلا إنجاز الجو جيتسو، ويتأكد لدى المسؤولين فكرة أمل وطموح مشروع الجو جيتسو في تحقيق الإنجازات القارية. وفي التجربة الثالثة عبر الجو جيتسو عن نفسه في تمثيل الإمارات بالبطولات الآسيوية، وذلك في سبتمبر عام 2017 حينما شاركت اللجنة الأولمبية الوطنية بعدة رياضات ببطولة ألعاب الصالات القارية في مدينة عشق أباد، حيث إن الطموحات كانت أكبر من ذي قبل على ضوء الدفع بعدد أكبر من الرياضيين في عدد أكبر من الرياضات، وقبل المشاركة أعلنت اللجنة الأولمبية في مؤتمرها الصحفي أن الأمل كبير في الجو جيتسو لتحقيق الميداليات كعادته، وكان ذلك بمثابة ضغط على أبطال «فن الترويض» الذين انهوا استعداداتهم للمشاركة في الحدث.. ولأن الجو جيتسو فرض واقعاً جديداً على رياضة الإمارات وإنجازاتها، كان القرار بأن يحمل علم الدولة في حفل الافتتاح اللاعب طالب الكربي بطل الإمارات في الجو جيتسو لوزن 69 كجم، وعندما بدأت المنافسات كان الجو جيتسو من أولى الرياضات التي انطلقت منافساتها، ونجح أبطالها للمرة الثالثة في تصدر المشهد القاري، لينتزعوا 15 ميدالية منها 4 ذهبيات و4 فضيات و7 برونزيات، ليحلق الجو جيتسو في القمة، ويضع الإمارات وللمرة الأولى في تاريخ مشاركاتها الآسيوية في المركز الثالث على جدول الترتيب العام للبطولة، وبعد انطلاق منافسات الرياضات الأخرى، تراجع الترتيب، وأنهت البعثة مشاركتها في الدورة بـ 17 ميدالية في مختلف الرياضات، من بينها 15 ميدالية لأبطال الجو جيتسو. ومع هذه الإنجازات نجح اتحاد الجو جيتسو بعد صدارة المشهد الآسيوي في اعتماد اللعبة بدورة الألعاب الآسيوية التالية في جاكرتا صيف 2018، ليتجدد الأمل والحلم في رفع علم الإمارات في دورة الألعاب وعزف السلام الوطني، ليبقى الجو جيتسو دائماً هو فرس الرهان في هذا السباق وفقاً لكل التوقعات، ثم يعتمد المجلس الأولمبي الآسيوي 36 ميدالية لمنافسات الجو جيتسو بواقع 8 ذهبيات للرجال والسيدات، ومثلها فضيات، وضعفها برونزيات لأصحاب المركزين الثالث والرابع في كل فئة من الفئات المشاركة، ورفع بطلنا العالمي فيصل الكتبي ورفاقه في المنتخب شعاراً واضحاً هو لا صوت يعلو فوق صوت الأسياد، ويضع الجهاز الفني للمنتخب برنامجاً صارماً للإعداد لهذا التحدي الكبير في أول ظهور لـ «فن الترويض» بدورة الألعاب الآسيوية وعلى هذا النطاق الكبير. الكربي: تحدٍ يعزز العزيمة والإصرار طالب الكربي أحد الأسماء البارزة على المستوى الآسيوي، أحرز ذهبية في بوكيت وأخرى في عشق أباد، وهو من المرشحين بقوة لتمثيل منتخبنا الوطني في أسياد جاكرتا، قال إن تجربة الجو جيتسو مع المشاركات الآسيوية زادت اللاعبين إصراراً، حيث إن الوضع يختلف كثيراً عندما يرفع اللاعب علم بلاده على منصات التتويج، مشيراً إلى أنه وبرغم المشاركة في الكثير من بطولات العالم، وفوزه بالذهبية في الكثير من التحديات، فإنه لن ينسى مشهد عزف السلام الوطني ورفع العلم في عشق أباد بعد أن فاز بالذهبية. وأضاف: نستعد للحدث منذ فترة طويلة، والتدريبات يومية في هذا السياق، ونحن كلاعبين تعاهدنا قبل أكثر من عام، على أن نحقق إنجازاً في جاكرتا يعزز مكانة الجو جيتسو في رياضة الدولة، موضحاً أن الإمارات تستحق ذلك؛ لأنها تملك أفضل مشروع لإدارة ونشر وتطوير اللعبة ليس في آسيا فحسب، بل في كل دول العالم، ونحن نثق بأنفسنا، وفي المدربين، وهي ثقة تدفعنا للعمل أكثر، حيث أضع نفسي تحت تصرف المدرب، عقب بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين، وحتى موعد بطولة الأسياد. وتابع: نحن لاعبي الجيل الأول، علينا مسؤولية كبيرة في ترك بصمة قوية قبل أن نترك الشعلة لمن سيلحقوننا، وعلينا أن نكون رواداً لهم في تحقيق الصدارة الآسيوية في أول مشاركة، حتى تأتي الأجيال الجديدة وتجد رصيداً يمكن لهم أن يكملوه، ونحن نملك جيلاً جديداً قادراً على مواصلة الإنجازات الآسيوية والعالمية. ابن دلموج: جزء من استراتيجية 2012 أكد العميد محمد بن دلموج عضو مجلس إدارة الاتحاد أن الصدارة الآسيوية جزء من استراتيجية الاتحاد الموضوعة منذ 5 سنوات، للوصول إلى قمة الهرم الرياضي العالمي، مشيراً إلى أن الاتحاد لا يشغل نفسه بالمقارنات مع الآخرين، لكنه يعتبر تجربته متاحة للجميع لدراستها والاستفادة منها إذا كانت لديهم الرغبة في ذلك. وقال: عناصر النجاح في الاتحاد تقوم على التخطيط والمتابعة، خصوصا أن الإمارات لديها تجارب رائدة في كل القطاعات الأخرى في الدولة، وتسير بخطى متسارعة في تحقيق النهضة بالمجالات كافة، وهي تستحق أن تكون على نفس المستوى في الرياضة، وأن تواكب رياضتها ورياضييها كل القطاعات الأخرى، خصوصا أن أبناء الإمارات قادرون على التميز والإبداع عندما تتاح لهم الفرصة، وأن تجربة الجو جيتسو أثبتت ذلك في وقت قياسي. وأضاف: الإنجازات الرياضية لا تشترط عدد السنين، بدليل أن القوى التقليدية في كل الرياضات في تغير مستمر، والعمل الجاد هو الطريق الوحيد إلى تحقيق الإنجازات، ونحن في الاتحاد ندرك أن الرياضة علم يجب أن يستفيد من كل العلوم الأخرى، وأن يدرس تجارب الآخرين، ويختار منها ما يناسبه لتحقيق التطور المأمول، ودائما نرحب بالأفكار والمبادرات الجديدة، ونعتبر أنفسنا في منتصف المشوار. المظفر: مفاوضات ماراثونية لاعتماد «أسياد جاكرتا» قال الدكتور جعفر المظفر، عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي ونائب الأمين العام للاتحاد الآسيوي، إن جهود الإمارات هي التي قادت إلى اعتماد اللعبة في دورة الألعاب الآسيوية، مشيراً إلى أن العمل بدأ عام 2014، حيث تم إعداد الملف وطرحه على المجلس الأولمبي الآسيوي، وجاءت هذه الخطوة بعد فوز عبدالمنعم الهاشمي برئاسة الاتحاد الآسيوي مباشرة. وأضاف: المفاوضات كانت ماراثونية استمرت لفترة طويلة، شهدت حالات كثيرة من المد والجزر، ولكنها كللت بالنجاح في النهاية، ليجد أبطال هذه الرياضة في آسيا أنفسهم أمام فرصة العمر للتواجد في أبرز حدث رياضي، وهو أكبر إنجاز إداري حققته اللعبة في القارة الصفراء. وتابع: إنجازات اتحاد الإمارات التي تحققت في بوكيت أو دانانج أو عشق أباد لم تأت من فراغ، وهي نتاج جهد وعمل على المستويات الفنية والإدارية، والتنظيمية، وفق الخطة الاستراتيجية المدروسة من قبل الاتحاد، مشيراً إلى أن اللعبة شهدت ظفرة كبيرة في آسيا بعد تولي أبوظبي زمام الأمور فيها، حي أن كل دول القارة استفادت من ذلك، ولا شك أن القادم سيكون أفضل لهذه الرياضة التي أصبحت تدار قارياً ودولياً بشكل احترافي، بعد أن تم نقل مقر الاتحاد الدولي إلى أبوظبي وتدشين مقره الجديد بالفعل العام الجاري. المسلم: تجربة رائدة لفتت الأنظار أكد حسين المسلم مدير المجلس الأولمبي الآسيوي أن تجربة الإمارات مع الجو جيتسو لفتت أنظار المجلس لهذه الرياضة، مشيرا إلى أنها كانت موجودة طوال العقود الماضية لكن أحدا لم يعتمد العمل المؤسسي فيها حتى تم تشكيل الاتحاد الآسيوي برئاسة عبد المنعم الهاشمي، وانتقل مقر الاتحاد إلى أبوظبي، موضحا أن علاقة المجلس باتحاد الجو جيتسو في أفضل حالاتها، والتسيق قائم على قدم وساق. وقال: تابعت مشاركة اللعبة في بوكيت ودانانج وعشق أباد، ولما كان التنظيم رائعا في دانانج لمنافسات الجو جيتسو حرص توماس باخ على حضور جزء من المنافسات، وكان هذا هو الحضور الوحيد لباخ لأي رياضة، والمشاركه في تتويج أبطالها، وهذه خطوة بالتأكيد أسهمت في تكوين صورة إيجابية لديه عن هذه الرياضة بما يدعم التفكير في اعتمادها بالأولمبياد. وتابع: مشاركة الجو جيتسو في دورة ألعاب الأسياد المقبلة مكسب كبير للرياضة القارية لأنها ستضيف للمشهد الرياضي القاري فئة وأبطالا، ولعبة جديدة يمكنها أن تسهم في تعزيز قيمة الدورة. رامون: القمة مستحقة والقادم أصعب أكد البرازيلي رامون ليموس، المدير الفني لمنتخب الجو جيتسو، أن صدارة المنتخب للمشهد الآسيوي في بوكيت وتايلاند وعشق أباد مستحقة على ضوء الجهود التي يبذلها الاتحاد طوال الفترات السابقة، مشيراً إلى أن التحدي كبير جداً في دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا، حيث إن المنتخب يستعد لها منذ أكثر من عام لخوض غمار هذه الدورة. وقال: كل البطولات المحلية والمشاركات الدولية تم ربطها بأسياد جاكرتا منذ عام ونصف العام، وبالتالي فإن كل المشاركات كان الهدف منها التجهيز لأسياد جاكرتا، واللاعبون كلهم يدركون ذلك. وأضاف: نعم لقد غيرت اللعبة واقع المشهد الرياضي في الدولة، وهذا يضع عبئاً كبيراً علينا، ولكننا على قدر التحدي، نملك لاعبين على مستوى مميز، ونعمل ليل نهار طوال العام الماضي، ولا نترك شيئاً للمصادفة، ونوفر كل فرص الاحتكام القوي. وتابع: بعد بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين لا وقت للراحة، سوف تستمر التدريبات والمعسكرات، على مستوى منتخبي الرجال والسيدات، وقد قمنا بتسجيل القائمة المبدئية للمشاركة وإرسالها إلى اللجنة الأولمبية، ولكننا سنقوم بتصفيتها في المرحلة المقبلة لنتوصل إلى أقوى وأفضل العناصر التي لديها فرص في حصد الميداليات. وأوضح: «لدينا مجموعة مميزة من الأبطال في مختلف الفئات، وعدد من اللاعبين الصاعدين الذين سندفع بهم في هذا التحدي الكبير إذا تأكدنا أنهم جاهزون، وأنا متفائل كثيراً بتحقيق إنجاز، ومن المنتظر أن نواجه كل المنافسين أو نتابعهم على الأقل في البطولة الآسيوية التي ستقام في كازاخستان يوليو المقبل، والتي سنشارك فيها لنتعرف أكثر على أقوى المنافسين ونعد لهم الأساليب التي تناسب لعبهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©