محادثات نتنياهو وميتشل تصطدم بـ «حائط مسدود»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، إنه لم يتم ترتيب لقاء ثلاثي في نيويورك يجمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، أواخر الشهر الجاري. وكانت المحادثات التي اجراها المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل مع نتنياهو اصطدمت بحائط مسدود ازاء التوصل إلى تفاهم مع نتنياهو بشأن الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 الا انهما اتفقا على الاجتماع مجددا غدا الجمعة للمرة الثالثة هذا الاسبوع، حال عودة ميتشل من جولة في المنطقة، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ميتشل ينوي زيارة مصر والأردن ولبنان .وتعمل ادارة اوباما على التوصل الى اتفاق سلام شامل يقوم على اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين ولبنان وسوريا، وتطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل. ويريد أوباما من الدول العربية اتخاذ خطوات نحو الاعتراف بإسرائيل مقابل وقف الاستيطان،ولكنها لازالت تحجم عن ذلك. وفي الوقت نفسه ، قال نتنياهو:»آن الأوان لكي يُظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الشجاعة، ويقول لشعبه بطريقة مباشرة إن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني قد انتهى». وجاءت فرصة التقاط الصور في بداية الاجتماع امس، لتوحي بالكثير فيما يبدو. فبعد مصافحة فاترة أمام وسائل الاعلام، أعطى نتنياهو ظهره لميتشل دون كلمة واحدة، ودخل مكتبه بخطى واسعة، تاركا مبعوث أوباما ليتبعه. ويسعى ميتشل الى الحصول على موافقة اسرائيل على تجميد اعمال البناء في المستوطنات بشكل يوافق عليه الجانب الفلسطيني، ويتيح استئناف محادثات السلام المعلقة منذ الحرب على غزة في ديسمبر الماضي. ولم يتضمن بيان أصدره مكتب نتنياهو عقب اجتماعه مع ميتشل امس، أي اشارة لتحقيق تقدم حقيقي. وقال البيان «عقد رئيس الوزراء والسناتور ميتشل اجتماعا جيدا هذا الصباح»: وأضاف أنهما «قررا أن يكملا مناقشاتهما في اجتماع سيعقد يوم الجمعة القادم (غدا) بعد عودة السناتور ميتشل إلى اسرائيل من زيارات لدول بالمنطقة» أما ميتشل فلم يدل بأي تصريح. وسيلتقي ميتشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح غد الجمعة في الضفة الغربية المحتلة. واستمر اللقاء بين نتنياهو وميتشل ساعات عدة امس, بعد يوم من لقائه عباس ونتنياهو كلا على حدة، وحثه الطرفين على التحلي بـ«المسؤولية لاستئناف عملية السلام». وقال ميتشل «نأمل ان تتوصل الجهود التي نبذلها في هذه المرحلة الى نتيجة ايجابية خلال الاسابيع المقبلة». ويحاول ميتشل التوصل الى تسوية تمهد الى عقد لقاء ثلاثي بين نتنياهو وعباس والرئيس الاميركي باراك اوباما، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر. ومن شأن الفشل في ترتيب لقاء ولو غير رسمي على الاقل بين نتنياهو وعباس، أن يمثل نكسة لأوباما الذي يحاول انتزاع موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي على تجميد البناء في المستوطنات، واستئناف محادثات السلام. وقال نتنياهو في مقابلة تنشر غدا الجمعة لمناسبة رأس السنة اليهودية:»آن الأوان لكي يُظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الشجاعة، ويقول لشعبه بطريقة مباشرة إن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني قد انتهى».وأضاف نتنياهو لصحيفة «معاريف» العبرية «انه يجب على الرئيس عباس أن يحذو بذلك حذو الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والعاهل الأردني الراحل الملك حسين، اللذين قاما بمثل هذه الخطوة الشجاعة، عندما قررا وضع حد للنزاع وتوقيع معاهدة تسوية مع إسرائيل».ان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ان يشرح لشعبه اننا في حال توقيع اتفاق, سينتهي النزاع ولن تعود هناك مطالب. من غير المنطقي ان نقبل بدولة فلسطينية في حين يواصلون تقديم المطالب». ميتشل لسليمان:القضية الفلسطينية لن تحل على حساب لبنان مصطفى ياسين بيروت (الاتحاد) – أجرى المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل بعد ظهر امس، محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، تناولت تطورات عملية السلام في الشرق، وأهداف الجولة التي يقوم بها الى المنطقة، والجهود التي يبذلها لإعادة اطلاق مفاوضات السلام الشاملة. ونقل ميتشل الى سليمان الذي استقبله به في حضور مساعده فريدريك هوف، والسفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون، تحيات الرئيس الاميركي باراك اوباما، مجدداً دعم الولايات المتحدة للبنان ومؤسساته، واستمرار واشنطن في تقديم الدعم والمساعدة على كافة المستويات وشتى المجالات. كما تناول اللقاء موضوع اللاجئين الفلسطينيين، حيث أكد ميتشل ان قضية اللاجئين في لبنان تشكل أولوية للولايات المتحدة كما للبنان، وأن بلاده حريصة على الاّ يتم أي حل لهذه القضية على حساب لبنان ومصالحه. وشكر سليمان للولايات المتحدة دعمها للبنان، مبدياً أمله في ان تؤدي جهودها الى إعادة إطلاق المفاوضات، بغية التوصل الى سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الاوسط. وأوضح مصدر دبلوماسي لـ«الاتحاد» ان ميتشل استمع خلال زيارته القصيرة الى لبنان، والتي استمرت ساعات عدة، واقتصرت على لقاء الرئيس سليمان، الى موقف لبنان الرافض للتوطين، ولأي عملية تفاوض مع اسرائيل الا بعد إنجاز التفاوض على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني، وكذلك المسار السوري – الاسرائيلي.