إسرائيل تبدأ مناورات «نقطة التحول 4» تستمر 5 أيام

شارك الآلاف من قوات الجيش والشرطة وخدمات الإنقاذ في إسرائيل في مناورة ضخمة امس تستمر خمسة أيام. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن “التمرين القطري” الذي أطلق عليه اسم “نقطة التحول 4” يعتبر الأكبر الذي تشهده إسرائيل. وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له أن “التمرين، الذي يجرى للعام الرابع على التوالي، جرى الإعداد والتخطيط له مسبقا، في إطار خطة تدريب قوات الدفاع الإسرائيلية لعام 2010”. وسيتم خلال التمرين “محاكاة سلسلة سيناريوهات تشكل تهديدا لأمن إسرائيل وفي مقدمتها التدرب على التعامل مع احتمال تعرض إسرائيل لإطلاق المئات من الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة وإيران في آن واحد”. وبحسب سيناريو التدريب، ستوضع مئات من سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء واليات الجيش في مواجهة وضع ينتج من اعتداءات كبرى وهجمات صاروخية وصواريخ مزودة برؤوس غير تقليدية ضد كبرى مدن البلاد. وستترافق هذه الهجمات مع هجوم على شبكة المعلوماتية والاتصالات في البلاد. وستبلغ المناورة ذروتها عند الساعة 11,00 من يوم الأربعاء عندما تطلق صفارات الإنذار لدقيقة ونصف دقيقة لدعوة الإسرائيليين للنزول الى الملاجئ. كما سيتم توزيع الأقنعة المضادة للغازات وستجري محاكاة أوضاع الطوارئ قي أكثر من 30 موقعا. ومن المقرر أن يستمر التمرين حتى يوم الخميس. ونقلت إسرائيل خلال الأيام الأخيرة رسائل تطمئن الدول المجاورة لها بأنها لا تنوي استغلال هذه المناورة الداخلية لمهاجمة أي طرف بصورة مفاجئة، وذلك وسط تصاعد التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية ومخاوف من أن تكون إسرائيل تخطط لحرب. وسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تهدئة المخاوف التي أثارتها هذه المناورة في الدول العربية المجاورة لإسرائيل. وقال في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة إن “الأمر يتعلق فقط بتدريب روتيني مخطط له منذ مدة طويلة وليس نتيجة أي تطور امني استثنائي”. وقال إن الحكومة لا تسعى إلا “للهدوء والاستقرار والسلام”. من جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بان اسرائيل لا تنوي الإقدام على خوض حرب في الشمال بل بالعكس وجهتنا نحو السلام ونسعى لتحقيق الهدوء. وأضاف باراك ان تمرين الجبهة الداخلية هو الرابع من نوعه منذ حرب لبنان الثانية وانه تمرين وقاية يجري في إطار الدروس التي تم استخلاصها من هذه الحرب . وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي لإذاعة الجيش إن “إسرائيل بكاملها معنية”.وأوضح فيلناي أن هذه المناورة “المخطط لها بدقة” هي الرابعة من نوعها منذ الحرب الثانية على لبنان. وكانت اسرائيل قد راقبت الأجواء اللبنانية طوال يوم امس، وحلق طيرانها الحربي والاستطلاعي على فترات متتالية فوق جميع المناطق اللبنانية، الأمر الذي اعتبره قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي تصعيداً ضد لبنان وتحد سافر للقرار 1701، ومحاولة لزرع أشواكه العميلة في جسم الوطن. ووجه كلامه للعسكريين قائلاً: لا خيار لديكم سوى التمسك بإرادة الصمود والمواجهة، والاستفادة القصوى من كل طاقات لبنان، الكامنة في جيشه وشعبه ومقاومته. وأوضح قهوجي في “أمر اليوم” الذي وجهه بمناسبة الذكرى العاشرة للمقاومة والتحرير، أنه “في انتشاركم عند تخوم الوطن في الجنوب واستعدادكم الدائم لبذل التضحيات الجسام دفاعا عن الأهل والتراب، مستندين في ذلك الى ثقة شعبكم والتفافه حولكم، إنما تقفون سدا منيعا في وجه رياح الفتن والمؤامرات الاسرائيلية، التي طالما كان الجنوب بوابة لها الى داخل الوطن”.