الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمير الشعراء

23 مايو 2017 22:04
منذ سنوات طالعنا برنامجاً متميزاً من خلال قناة أبوظبي الرائعة والمتألقة، والتي تزداد وتزدان جمالاً وعنفواناً في تطورها ومواكبتها لكل مظاهر الرقي والحضارة عبر السنين، يحمل عنوان «وزنك ذهب» وهو برنامج مسابقات بفكرة إماراتية خالصة جديدة ومبتكرة، لقيت نجاحاً كبيراً عند الملايين في عالمنا العربي، لما فيها من إضافة وإثراء للمعلومات والثقافة لدى المتلقي والمشاهد العربي. كان هذا البرنامج دلالة صادقة وهادفة وحقيقية على أننا كشعب خليجي عربي، بإمكاننا خلق برامج هادفة وبرؤية وفكر عربي، دون الحاجة إلى شراء امتيازات أفكار لبرامج ذات انتشار عالمي واستنساخها إلى العربية، وكما هو شائع اليوم ومنتشر في بعض القنوات العربية. وتأكيداً لما سبق، ومنذ سنوات عدة أيضاً، أطل علينا ولا يزال يزدان تألقاً ونجاحاً برنامج «أمير الشعراء» والذي يلقى صدى واسعاً لدى المشاهدين في مختلف أقطارنا العربية، وهو برنامج يوصف وبفخر من البرامج الناجحة من خلال استمراريته والإقبال على متابعته. إنه أشبه بسوق عكاظ للشعر العربي، وكأنه امتداد له وإحياء له ولماضٍ تليد.. ليس بشعرائه فقط، وإنما التألق الذي يرافقه من خلال الحوار والتحليل والنقاش الذي تتناوله لجنة التحكيم، هؤلاء الرواد المُلهِمون، وكأنها «إنسكلوبيديا» لغوية عربية اجتماعية، من خلال تحليل الصور الشعرية بما تحمله من معانٍ وتورية وكناية وتشبيه ومحسنات لغوية وأصول نحوية، ومدى انسجامها تحليلاً مع النص الشعري والقيم الاجتماعية والأعراف والتقاليد السائدة، والتي يزخر بها تراثنا العربي الديني والمعرفي بكل رقي وأناقة، ومدى انسجامها من خلال إسقاطها على واقع حياتي معيش. إنه مشروع تنموي وبامتياز للشعر العربي القريض وجمالية القصيدة الفصحى العمودية منها والتفعيلة «الشعر الحر» تحديداً، تحت مسمى «أمير الشعراء»، مهمته إثراء الثقافة والتحليق في الآفاق الرحبة للإبداع العربي، ليعيد للشعر مكانته التاريخية والحضارية، ويعيد ارتباطه بنبض الشارع والمجتمع، إنه صياغة جديدة تؤرخ لهذه المرحلة من تاريخنا المعاصر والحديث وبأسلوب شعري. إنه إحياء للدور الإيجابي للشعر العربي وأثره الفاعل في الثقافة، وهو رسالة إنسانية تحمل المحبة وتنشر السلام، وهو منبر ثقافي من مدينة أبوظبي عاصمة الإمارات، وتأكيد على دورها الريادي في تعزيز التواصل والتفاعل بين كل العواصم والحواضر العربية، فهو خير جسر يعبر ويصل بيننا عبر فضاء متاح ومفتوح، ليربط عالمنا وشعبنا العربي بجناحيه شرقاً وغرباً من المحيط إلى الخليج دون جواز سفر أو تأشيرة أو تذكرة سفر. فالشعر وكل الفنون، هي انعكاس حي للحضارة وتقدمها، وهي الوجه الآخر للمجتمع بكل ما تحمله من تجليات ومن ألق، وهو أيضاً يعكس الواقع العربي بكل ما فيه من انتصارات على صعيد الاستثمار في الإنسان، ومن تداعيات أصابت البعض من مجتمعاتنا وبلادنا مؤخراً، نتيجة تراجع ذلك الدور وإهماله، فالشعر عموماً هو المقياس والمرآة العاكسة لنهضة المجتمعات والشعوب، وهو سيرة حياتية وتاريخية لكل عصر وزمان. إن الفكر والإبداع العربي ليس له حدود، خصوصاً حين تتهيأ له البيئة الصالحة والاهتمام من قبل المؤسسات الثقافية، وهذا ما توليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي جُلَّ اهتمامها، فزيادة الاهتمام بالفنون هو دوماً أصدق تعبير للتقدم والرقي الحضاري. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©