تبادل الأسرى والجثامين والرفات بين لبنان وإسرائيل

شهد معبر رأس الناقورة على حدود لبنان وفلسطين المحتلة أمس تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والجثامين والرفات بين إسرائيل و''حزب الله'' اللبناني بوساطة وسيط الأمم المتحدة لدى الجانبين الألماني جيرهارد كونارد واللجنة الدولية للصليب الأحمر· وشملت الدفعة الأولى من الصفقة تبادل جثتي جنديين اسرائيليين وجثامين 8 من شهداء الحزب ورفات الفلسطينية دلال المغربي و3 من أفراد مجموعتها· وكانت دلال تنتمي الى حركة ''فتح'' حين قادت عام 1978 مجموعة تضم اللبناني يحيى سكاف في عملية فدائية نوعية داخل فلسطين المحتلة، أسفرت عن سقوط 36 قتيلا· وتوالى تباعاً تسليم رفات 199 شهيداً من فلسطين ولبنان ودول عربية وإسلامية· وقد سلم ممثلو ''حزب الله'' ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر تابوتين يحتويان جثتي الجنديين إلداد ريجيف وإيهود جولدفاسر قبل أن يسلمهما كونراد لمندوبي الجانب الإسرائيلي· وقال المسؤول البارز في الحزب وفيق صفا ''باسم الله تعالى نبدأ تنفيذ عملية الرضوان لتبادل الأسرى والمعتقلين· نقوم الآن بتسليم الجنديين الأسيرين اللذين أسرتهما المقاومة الإسلامية في 12 يوليو تموز 2006 وقد انكشف مصيرهما لأول مرة''· وأضاف ''بعد وضع الاسيرين بيد الصليب الاحمر، يقوم الجانب الاسرائيلي الان بتسليم المجاهد العربي الكبير عميد الاسرى سمير القنطار ورفاقه الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر· هذه اول خطوة في هذه العملية على ان تنفذ تباعا''· وأعلن أن الحزب سيسلم رفات المزيد من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا خلال حرب إسرائيل على لبنان في ،2006 بمجرد إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الخمسة رغم أن ذلك ليس مقرراً في إطار صفقة التبادل· وتبددت آمال أفراد أسرتي ريجيف وجولدفاسر في عودة الجنديين على قيد الحياة عندما شاهدوا اللقطات التليفزيونية على الهواء مباشرة لتسليم جثتيهما· وبعد تأكد إسرائيل من رفات جندييها، أفرجت عن رفات الشهداء الاثني عشر والأسرى الخمسة سمير القنطار، ماهر كوراني، محمد سرور، حسين سليمان وخضر زيدان وتم تسليمهم بالطريقة نفسها· وأظهرت لقطات تليفزيونية صورتها إدارة السجون الإسرائيلية وبثها التليفزيون الإسرائيلي اللبنانيين الخمسة خلال خضوعهم لمرحلة التحقق من هوياتهم قبل مغادرتهم سجن هداريم شمال-شرق تل أبيب· ثم اصطف الأسرى المحررون ليطلب منهم أحد الحراس أن يتلو كل منهم اسمه كاملا قبل أن ينقلوا مصفدين بالأغلال إلى حافلة أقلتهم من السجن إلى رأس الناقورة ليتم نقلهم بطائرة مروحية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت· وارتدى المحررون ملابس مقاومين لدى دخولهم الأراضي اللبنانية· وجرت مسيرات فرح على طول الطرق بين رأس الناقورة وبيروت قبل الاستقبال الرسمي للمحررين الخمسة في مطار الحريري، حيث احتشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورؤساء الأحزاب والتيارات السياسية والكتل النيابية وزعماء دينيون وسط بحر من البشر في الضاحية الجنوبية· وقال سليمان في كلمة بهذه المناسبة، وقد اصطف المحررون أمامه بلباسهم العسكري، ''إن فرحتنا ستبلغ أوجها حين يستعيد لبنان كامل أرضه المحتلة''، في إشارة إلى مزارع شبعا· ووصف عودة الأسرى بأنها ''إشراقة للمقاومة ولكل اللبنانيين''· وقال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في كلمة مقتضبة ''ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات'' ثم غادر الحفل· وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت احتفال اللبنانيين، قائلاً في بيان أصدره ''ويل لدولة تحتفل في هذه اللحظات بالإفراج عن حيوان بشري سحق جمجمة طفلة عمرها أربع سنوات''·ووصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاحتفالات بأنها ''معيبة''، معتبرا الصفقة انتصاراً لإسرائيل· وقال ''نشاهد في لبنان احتفالا رسميا لاستقبال القنطار المجرم الذي حطم بعقب البندقية جمجمة إينات ذات الأربعة أعوام ولم يعبر عن اسفه حيال ذلك· إن إسرائيل تذرف الدموع· لقد دفعنا الثمن غالياً لكي يرقد إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف بسلام بيننا· أين هو الانتصار المعنوي الكبير؟ إنه هنا مع شموع الذكرى وليس هناك· عار على لبنان''