الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن و«تحديث» نافتا

23 مايو 2017 22:07
أعلنت إدارة ترامب عن عزمها المضي قدماً لتنفيذ واحد من أبرز وعودها الانتخابية: إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا). وفي خطاب مؤلف من صفحتين بعثت به إلى الكونجرس، ذكر الممثل التجاري الجديد للولايات المتحدة «روبرت ليثايزر» أن الإدارة «تعتزم بدء مفاوضات مع كندا والمكسيك بشأن تحديث الاتفاقية، التي تم التصديق عليها في عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ في الأول من يناير 1994، للحد من الحواجز التي تعوق التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك»، وأشار «ليثايزر» في خطابه إلى العديد من الأهداف العامة لعملية إعادة التفاوض، ومع التأكيد على أن «اقتصادنا وشركاتنا قد تغيرت بشكل كبير» منذ التفاوض أصلاً بشأن «نافتا» قبل 25 عاماً، قال المفوض التجاري الأميركي إن الإدارة ستسعى إلى وضع مواد جديدة لمعالجة عدد من القضايا، بما فيها حقوق الملكية الفكرية، وقوانين العمل، واللوائح البيئية، بالإضافة إلى إجراءات «لبدء التنفيذ الفعلي وإنفاذ الالتزامات التي تعهد بها شركاؤنا التجاريون». وقد أصدر البيت الأبيض قائمة أكثر تفصيلاً للتغييرات المقترحة في رسالة من ثماني صفحات بعث بها إلى الكونجرس في شهر مارس الماضي، وفيها أدرج القائم بأعمال الممثل التجاري «ستيفن فوجان» 49 هدفاً محدداً في 19 فئة تتراوح بين إزالة الحواجز التي تعترض الصادرات الأميركية، ومعالجة الممارسات التجارية المناهضة للتنافسية في الدول الثلاث التي تشملها الاتفاقية. وقد كان وعد ترامب بأن يعيد التفاوض بشأن الاتفاق التجاري أو حتى الانسحاب منه تماماً هو حجر الزاوية لحملته الرئاسية، والذي جعله على خلاف مع المؤسسة «الجمهورية»، التي كانت على مر التاريخ تؤيد التجارة الحرة بشكل عام و«نافتا» بشكل خاص. وفي المناظرات التي أجراها أثناء الحملة الانتخابية ضد هيلاري كلينتون، وصف ترامب الاتفاق بأنه «أسوأ اتفاق تجاري ربما على الإطلاق»، و«واحد من أسوأ الأشياء التي حدثت في بلادنا»، قائلاً إنه كلف أميركا الملايين من الفرص العمل في مجال التصنيع، والتي انتقلت إلى المكسيك (على الرغم من أن معظم خبراء الاقتصاد يختلفون مع كلا الوصفين)، وخلال الحملة، ذكر ترامب القليل نسبياً عن الطرف الآخر في الاتفاقية، ولكنه رغم ذلك، ركز غضبه مؤخراً على ممارسات كندا الحمائية تجاه صناعة الألبان بها وقام بفرض تعريفة على ألواح البناء الكندية المصنوع من الخشب اللين كرد انتقامي على سياسة الدولة لدعم المبيعات في الولايات المتحدة. وقد بدا الرئيس الأميركي على استعداد لإعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية نافتا في أواخر شهر أبريل الماضي، ومع ذلك بعد مكالمات هاتفية مع رئيس وزراء كندا «جاستن ترودو» ورئيس المكسيك «إنريك بينا نييتو»، على التوالي، غيّر ترامب من لهجته، وقال إن زملاءه القادة أقنعوه بإعادة التفاوض بشأن الاتفاق بدلاً من ذلك، حيث إن الإنهاء سيكون «صدمة كبيرة جداً للنظام». (ومؤخراً، ذكرت منافذ إعلامية كندية، «ناشونال بوست» و«مترو»، أن «جاريد كوشنر»، صهر ترامب وكبير المستشارين، قد تحدث مع ترودو قبل المكالمة لحث رئيس الوزراء الكندي على التحدث مع ترامب وعدم التطرق إلى إلغاء الاتفاق). وبموجب شروط اتفاقية نافتا، يبدأ إعلان الإدارة بفترة انتظار لمدة تسعين يوماً، بعدها سيبدأ «ليثايزر» وفريقه المفاوضات مع نظرائهم من كندا والمكسيك بشأن تفاصيل محددة عن أهداف السياسة التي من المقرر رفعها إلى الكونجرس بعد ستين يوماً. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة«تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©