الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غزو «ماي» لمعاقل «العمال»!

23 مايو 2017 22:08
في عام 1980 كان «ديفيد كوتريل» من بين 10 آلاف من عمال الصلب الذين فقدوا وظائفهم في ظل قيادة رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة «مارجريت تاتشر» بعد أن أغلقت شركة الصلب البريطانية المملوكة للدولة مصنعها في «شوتون» شمال شرق «ويلز». وبعد 37 عاماً، أصبح «كوتريل» يبلغ من العمر 62 عاماً ويمتلك متجراً لمستلزمات الحيوانات الأليفة. ورغم فقدان عدد كبير من الوظائف في المنطقة في عهد تاتشر، سيصوت العامل السابق لصالح حزب «المحافظين» هذه المرة من أجل حماية الاقتصاد المحلي. ويعتقد «كوتريل» العضو السابق في النقابات العمالية، والذي كان يصوت من قبل لحزب «العمال» أن «تريزا ماي نسمة هواء جديدة. فهي ليست زعيمة محافظة نمطية؛ إنها تجتذب القاعدة العمالية. لا يمكنني أن أدعم قيادة حزب العمال الحالية». واجتذبت «ماي» ناخبي الطبقة العمالية الذين يشعرون بأن قوى العولمة قد خانتهم بأن أخبرتهم أنهم على صواب في أن يشكوا في السياسيين الذين يمثلونهم، وأن الحياة ستصبح أصعب لكنها ستحاول أن تجعل المنافسة متساوية. إنها رسالة لمست وتراً حساساً في بلدات المناجم وإنتاج الحديد السابقة، تلك التي أصبحت مستعدة لأن تتخلص من كراهيتها للمحافظين، وأن تغير موقف الولاء لحزب «العمال» على مدار قرن. والعامل الآخر الذي يصب في مصلحة المحافظين هو أن الرغبة في ترك الاتحاد الأوروبي مسيطرة في «ويلز»، التي تعتبر مهد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، والتي هيمنت عليها نقابات «العمال» ذات يوم. وفي الاستفتاء الذي أجري العام الماضي، لم تصوت إلا خمس دوائر محلية من بين 22 دائرة لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في علامة أخرى على أن الخروج البريطاني أعاد رسم الخريطة السياسية في المملكة المتحدة ليختبر الولاءات التاريخية للأحزاب. وفي «ويلز» يسير «المحافظون» في طريقهم إلى الاستيلاء على أكبر حصة من الأصوات والمقاعد في البرلمان لأول مرة منذ عام 1922، وهذا يناقض انتخابات عام 2015، حين حصل حزب العمال على 25 مقعداً من 30 مقعداً لويلز مقابل 11 مقعداً للمحافظين. وذهبت «ماي» إلى ويلز يوم الاثنين الماضي بعد أن قامت بزيارة مبكرة في الحملة الانتخابية إلى بلدتي «بريدجيند» و«نيوبورت» في جنوب ويلز الشهر الماضي، وعبر «ريتشارد وين جونز» أستاذ السياسة الويلزية بجامعة كارديف عن دهشة كبيرة عما عساه أن «يحدث إذا انتهى الحال بأن يصبح المحافظون أكبر حزب في ويلز. هناك ثمار سهلة القطاف للمحافظين في شمال شرق ويلز حيث حزب العمال أكثر هشاشة فيما يبدو»، لكن «جونز» يعتقد أن «حزب العمال يتمتع بذاك السجل المؤثر من القيام بما يكفي فحسب للإفلات من قبضة أعدائه»، وأشارت أحدث استطلاعات الرأي أيضاً إلى أن المحافظين ما زالوا متقدمين كثيراً على حزب «العمال»، لكن حزب المعارضة الرئيسي يقلص الفجوة، لكن إذا أدت «ماي» أداء حسناً في ويلز، فهذا يشير إلى أنها تستطيع أن تحقق فوزاً كبيراً في أنحاء أخرى من البلاد. وتعتمد دائرتا «ألين» و«ديسايد»، الواقعتين مع الحدود مع إنجلترا على التصنيع. وهذه المناطق تعتمد على حرية حركة قطع الغيار والعمال عبر حدود الاتحاد الأوروبي، ولذا سيضر الخروج البريطاني بهذه المنطقة بكامل قوته. وصحيح أن حزب العمال يؤكد على أولوية الوظائف والاقتصاد في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي لكن الناخبين هنا يثقون أكثر في «ماي» المحافظة. وتؤكد «ديبي كيليت» البالغة من العمر 52 عاماً، والتي تمتلك متجراً لتأجير ملابس النساء الفاخرة أن «الخروج البريطاني كارثة»، لكنها تفضل أن تكون بلادها تحت قيادة ماي لأنها «ستحصل على أفضل صفقة ممكنة». والمشكلة التي تواجه نواب «حزب العمال» الذين يحاولون الحفاظ على مقاعدهم هي أن الناس لا ينظرون إلى سجلهم وإنجازاتهم بقدر ما ينظرون إلى قيادات الحزب. فمن المعروف أن رئيسة الوزراء البريطانية أكبر شعبية من حزبها، بينما «جيرمي كوربين» زعيم حزب «العمال» أقل شعبية من حزبه. والسكان المحليون يعتقدون أن «ماي» توفر «قيادة قوية ومستقرة»، ويعتقد «رونالد يانج» البالغ من العمر 68 عاماً، وهو عامل إسعاف متقاعد ابتعد بولائه عن حزب «العمال» أن «ماي» هي الزعيمة الحزبية «المعقولة الوحيدة»، وتعتزم الطاهية المحترفة «أدينا جونز» أن تغير ولاءها إلى حزب «المحافظين»، لأن «ماي» (امرأة قوية للغاية تدرك الحياة اليومية للناس)، وقالت «كلير باور» مصففة الشعر البالغة من العمر 43 عاماً: (لا أدري كيف يستطيع أي شخص أن يصوت لـ«كوربين» أنه أقرب إلى الناشط منه إلى رئيس الوزراء.. المرء يشعر بالتأكيد بالأمان مع ماي في قيادة البلاد). *صحفي ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©