الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قرى أفغانية تفتح أبوابها لسياحة التزلج على الثلوج

30 مارس 2011 22:34
وقف سيد علي شاه مفتوناً بينما كان يراقب الرجال والنساء الذين يرتدون ملابس غريبة وهم يشقون طريقهم بصعوبة بين أحضان الجبال باتجاه منزله الذي يرقد فوق قمة جبل “كوه اي بابا” بإقليم باميان وسط أفغانستان. اكتشف شاه أن المجموعة التي كانت تحمل معدات ذات ألوان كثيرة وترتدي أحذية ثقيلة ويحملون في أيديهم قضبانا هم سياح مغامرون أتوا إلى تلك المنطقة الواقعة في قلب البلاد التي تمزقها الحرب من أجل التمتع بالتزلج فوق المنحدرات الجبلية المكسوة بالجليد فوق هذا الجبل وهو نشاط لم يكن معروفاً لشاه قبل ذلك. لقد كان اللقاء الذي تم أمام بيت سيد علي شاه “17 عاما” وهو أقرب بيت في القرية لقمة الجبل وفرديناندو رونالدو مدرب التزلج المصاحب للمجموعة فرصة لتغيير مسار حياة هذا الشاب الأفغاني اليافع حيث دعاه الأخير للانضمام إلى جلسات تعليم التزلج التي يقدمها للمجموعة. يقول رونالدو، عن أول لقاء له مع الشاب الأفغاني، إن “شاه قال إنه يريد أن يذهب إلى كابول من أجل الدراسة ولكي يصبح مهندساً، لكنني قلت له إن هناك الكثير من المهندسين في كابول لكن ليس هناك ثمة أحد يعمل في مجال الإرشاد حول التزلج بالجبال”. وبعد أقل من شهرين، قال شاه الذي لا يجد صعوبة في التحدث بالانجليزية: “أريد أن أتعلم التزلج كي أصبح مدرباً وأعلم الصبية الآخرين في منطقتنا”. كان شاه واحداً من مراهقين اثنين اختارهما رونالدو ليكونا مرشدي تزلج حيث عمل الاثنان مساعدين له لتعليم مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 16 عاماً على زلاجات تم التبرع بها في ثلاث قرى جنوب عاصمة الإقليم التي تسمى أيضا باميان. انتقى الإيطالي رونالدو هذه المجموعة من الصبية بنفسه ليكونوا معلمي المستقبل للتزلج على الجبال. يذكر أن رونالدو نفسه عمل على مدار 20 عاماً في التدريب على التزلج خاصة في جبال الألب بإيطاليا. ورغما عن إرادة أسرته التي ترى أن الذهاب للتزلج في منطقة حرب درب من الجنون، وصل رونالدو إلى أفغانستان في يناير الماضي بعقد مدته ثلاثة أشهر وقعه مع إحدى وكالات السياحة والسفر المحلية بتمويل من شبكة “أغاخان” للتنمية والحكومة النيوزيلندية. وعلى الرغم من تدفق ملايين الدولارات من المساعدات الدولية منذ الإطاحة بطالبان عام 2001، لا يزال الإقليم أحد الأقاليم الأكثر فقراً في البلاد حيث تشكل زراعة بعض المحاصيل مثل القمح والبطاطس جزءاً كبيراً من الدخل. ويأمل المنظمون ومؤيدو مشروع التزلج في أن يساعد هذا المشروع الولاية على جذب السياح مجدداً إلى المنطقة.
المصدر: باميان (أفغانستان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©