الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عاقل بن البكير» خاض أول معركة في الإسلام وسقط فيها شهيداً

18 سبتمبر 2009 01:24
لم يشهد التاريخ أن أربعة من الإخوة خاضوا أول معركة في الإسلام وسقط أحدهم فيها شهيداً إلا التي بين أيدينا، إنها أسرة بني البكير التي خرجت من مكة عن بكرة أبيها فارة بدينها، فسقط أحدها في بدر شهيداً، إنه الشهيد عاقل بن البكير يقول عنه ابن ماكولا في كتابه «الإكمال»: هو عاقل بن البكير بن عبد ياليل ابن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث، شهد بدرا واستشهد بها، وكان اسمه غافلا فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عاقلا. وأما ابن عبد البر فيشير في كتابه «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» إلى أن عاقل بن البكير شهد بدرا هو وإخوته: عامر وإياس وخالد وكان بنو البكير حلفاء بني عدي، وكان من أول من أسلم وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في دار الأرقم. وقد اختلف في اسم أبي عاقل هل هو البكير أم أبو البكير وقد أشار إلى هذه الاختلافات الإمام الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء» فقال: كان أبو البكير حالف نفيل بن عبد العزى جد عمر، وكان أبو معشر، والواقدي يقولان: ابن أبي البكير. قال: وكان موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وابن الكلبي يقولون: ابن البكير. وقد أسلم عاقل، وعامر، وإياس، وخالد، بنو أبي البكير جميعا، وهم أول من بايع في دار الأرقم ، وعندما رأت قريش أن الناس يقبلون على الإسلام وأنه في كل يوم يكتسب له أتباعا عزموا على التنكيل وإنزال العذاب بكل من يدخل في الإسلام، وعندما اشتد أذى المشركين بمن دخل الإسلام قلبه أذن النبي بالهجرة لأصحابه فخرج بنو أبي البكير مهاجرين -رجالهم ونساؤهم وشبابهم وشيبهم وأطفالهم- حتى غلقت أبوابهم، وقدموا إلى المدينة، فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر بالمدينة، فآخى الرسول -كما يقول الإمام الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء»- بين عاقل وبين مبشر بن عبد المنذر، وقيل: آخى بين عاقل وبين مجذر بن زياد. وأما أخوه خالد بن البكير فآخى الرسول بينه وبين زيد بن الدثنة. وقد شهد خالد بدرا وأحدا، وقتل يوم الرجيع. وأما أخو إياس فآخى الرسول بينه وبين الحارث بن خزمة، وشهد بدرا والمشاهد كلها وشهد فتح مصر. وأخوهم الرابع عامر آخى الرسول بينه وبين ثابت بن قيس بن شماس وقد شهد هو الآخر بدرا والمشاهد كلها مع النبي وبذلك ما شهد بدرا إخوة أربعة سواهم، واستشهد عامر يوم اليمامة. هذه هي أسرة عاقل إنها أسرة وهبت نفسها لله وقد عرفت طريق الجنة. وينادي منادي الجهاد وما إن سمع عاقل النداء حتى تاقت نفسه إلى الجنة وخرج مع النبي في رحلة لن يعود منها وإنما سينطلق من خلالها إلى جنة عرضها السماوات والأرض. يذكر ابن حبان في سيرته هذه الرحلة المقدسة فيقول كلاما خلاصته: خرج النبي في شهر رمضان لاثنتي عشرة ليلة خلت منه يريد اعتراض عير قريش ومعه المهاجرون والأنصار وضرب بعسكره قبل أن يخرج من المدينة ببئر أبي عيينة و عرض أصحابه ورد من استصغر منهم، ثم رحل من بئر أبي عيينة في ثلاثمائة و ثمانية عشر رجلا ثم رحلت قريش حتى نزلت العدوة القصوى من بدر، ولما بلغ عرق الظبية دون بدر استشار الناس فقال: أشيروا عليّ أيها الناس ! فقام أبو بكر فقال وأحسن ثم قام عمر فقال مثل ذلك ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله، أمض بنا لأمر الله فنحن معك والله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون» ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما نقاتل. والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي إليه. فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيرا و دعا له بخير. ثم قال: أشيروا عليّ أيها الناس. وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم كانوا أكثر عددا فقال سعد بن معاذ: كأنك يا رسول الله إنما تريدنا! قال: أجل فقال سعد: قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا بما جئت به أنه الحق وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة فامض بنا يا نبي الله لما أردت فنحن معك والذي بعثك لو استعرضت هذا البحر وخضت بنا لخضناه معك ما بقي منا رجل، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك منا بعض ما تقر به عينك! فسر بذلك وأقبل على المسلمين فقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها وبعث الله السماء فأصاب والمسلمين ماء لبدلهم الأرض، وأصاب قريشا ماء لم يقدروا أن يرتحلوا معه ، ثم رحل بالمسلمين وقال لهم: سيروا على بركة الله فإنه قد وعدني إحدى الطائفتين فكأني أنظر إلى مصارع القوم. ويقاتل عاقل قتالا تشهده الملائكة ويشم رائحة الجنة قريبة منه فيفوز بالشهادة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©