الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«درج السيارة» الصندوق الأسود للرجل

«درج السيارة» الصندوق الأسود للرجل
24 مايو 2010 20:19
مكان لا يخطر على البال والخاطر، يضع الرجل فيه كل أسراره وخباياه. أكثر ما يخبئه في هذا”الصندوق الأسود” فواتير خياناته، أو هدايا معجباته، أو جواز سفره، أو فواتير أرقام النساء اللاتي يعرفهن، أو عطر نسائي، وموبايل وهدية. “درج السيارة”هو المكان الذي لا تستطيع المرأة فتحه إن كان المفتاح لدى زوجها”سي السيد”، كما لا يمكنها أن تفتشه بغيابه، لذلك لاعجب إن سمعنا ورأينا وشاهدنا الكثير من الأزواج يعتبرون هذا المكان هو الحصن الآمن الذي يخبئون فيه كل ما لا يريدون لزوجاتهم أن يعرفنه أو يلمسنه، في حين نجد الكثير من الزوجات يعشن في شك وقلق وحيرة عما يحتويه درج السيارة، من أوراق مهمه أو حاجيات خاصة، وفي مقابل ذلك ينتابهم الشعور بالقهر حين يجدن الدرج الأمامي مقفولاً بالمفتاح، هنا يتأكدن إن في هذا الصندوق أسراراً وأسرارا لا يريد الزوج كشفها أمام زوجته. لم يكن سالم خميس يدرك أن زوجته ستكتشف خيانته لها، بالرغم من الطيبة المفرطة التي تغلف سلوكياتها، يقول بحسرة وندم “لا بد لكل خائن من أن ينكشف أمره. ففي أحد الأيام، بينما كانت زوجتي تجلس بجانبي في السيارة بمحاذاة “الدرج الأمامي” الذي نسيت أن أقفله، فتحت الدرج وكانت الطامة الكبرى، مترافقة مع الكثير من الدهشة على وجهها، لقد وجدت صك الزواج”. يصمت سالم قليلاً، مستعيداً ذلك اليوم الأسود”لم استطع أن أتفوه بكلمة واحدة، فقد بلغ هول الصدمة على زوجتي أن طلبت مني إنزالها في الشارع، وبالرغم من أنَّها أرادت مني أن أشرح لها سبب زواجي من امرأة أخرى، لكنها لم تعطني فرصة لتوضيح ذلك، وحدث الطلاق بسبب درج السيارة الذي كان الشرارة الأولى لنهاية حياة زوجية”. صندوق الأسرار بين ألم الفاجعة وخوف الفضيحة، يتبدى تساؤل حارق من سلمى راشد لماذا يخون الرجل؟ تقول بانزعاج: “أعلم أن زوجي يخونني، بحثت كثيراً عن الدلائل التي تشير لذلك، لكني لم أتوقع أن يكون الدرج الأمامي للسيارة هو”الصندوق الأسود”، الذي يستخدمه لحفظ أسراره. ففي لحظة نسيان نزل زوجي من السيارة ليشتري علبة سيجارة، ومن باب فضولي النسوي مددت يدي لا شعورياً إلى الدرج، لأكتشف مالم يخطر على بالي، هدية صغيرة مغلفة بلون زهري، وبطاقة صغيرة تزينها عبارة “مع حبي”. تتابع والدموع تلمع في عينيها”لم يكتشف زوجي أمر الهدية إلا بعد يومين، وخلالهما كنت اعتصر ألماً وقهراً وغيظاً، حتى واجهته بفعلته الشنيعة، حين فتحت علبة الهدية أمامه، وكانت تضم ساعة نسائية باهظة الثمن، كتب عليها اسم عشيقته”. ولا يفوت سلمى هنا أن تستعيد أساليب الإنكار واللف والدوران التي يستخدمها زوجها في هذه الحالات، فمرة كان يقول إنها لصديقه في العمل، ومره ينكر الأمر برمته، مشككاً في أن أحداً ما أراد أن يوقع بينها وبينه. ونتيجة لخيانته وقع خلاف دام أكثر من 8 أشهر، إلى أن تم الصلح بتدخل الأهل، لتعود المياه إلي مجاريها، لكنَّها لم تكن بالصفاء الأول. توضح سلمى “عدت لزوجي لكن بمشاعر الشك الذي ما زال يطاردني إلى الآن ليلاً ونهاراً، وأصبح دُرجه الأمامي مفتوحاً دائماً ليبعد الشك عنه”. صك الزواج ما يزعج حلا الأحمد، ويدفعها للشك بسلوك زوجها، هو الدرج المقفل في كل مرة تركب السيارة معه، تقول عن الموقف “دائماً ما يطلب زوجي أثناء خروجنا للتنزه أن أقود سيارتي، وهو يجلس بجانبي، وهو يلح ّكثيرا على عدم ركوب سيارته لإنها قذرة، مما أثار لدي الشك حول إصراره على عدم ركوب سيارته”. تضيف حلا في وصف الخطة التي دارت ببالها لتقطع الشك باليقين، دون أن يكتشف زوجها الأمر “بهدف التأكد مما يحتويه هذا الدرج أخذت مفتاح زوجي خلسة بدون أن يشعر، ونسخت منه نسخه أخرى. وبعد أن أنجزت ما أريده قمت في اليوم التالي بعد عودته من العمل، وبعد أن هم بالذهاب إلى النوم، تسللت على أطراف أصابعي إلى السيارة، وطلبت من الخادمة أن تراقب الطريق، وبالفعل فتحت الدرج الأمامي للسيارة لأكتشف السر الدفين لهذا الصندوق الذي كان يحيرني أياما وليالي وشهورا”. تقول وعلامات الضيق على وجهها”لقد اكتشفت مالا أتوقعه جواز سفر زوجته الثانية وصك الزواج. دخلت علي زوجي وهو نائم، أيقظته وصرخت في وجهه، وعلا صوتي متسائلة أبعد كل هذه السنين تتزوج عليَّ، وتخفي أسرارك في درج السيارة حتى لا أصل إلى خياناتك مع عشيقاتك. لقد انفضح أمرك وبيني وبينك المحاكم”. وحتى هذه اللحظة ما زالت القضية معلقة في ردهات القضاء، كما تشير علا. عطر نسائي ثمة مشكلة كبرى وقعت لسامية خضر، ربة بيت، بسبب ما وجدته في درج سيارة زوجها، ففي أثناء خروجها مع زوجها كانت تبحث عن ورقة وفتحت بالصدفة أمامه درج السيارة لترى عطراً نسائياً فاخراً، حينها سألته عن سبب تواجد العطر في الدرج، فأجاب أن العطر لأخته بمناسبة عيد ميلادها، وكما هو متوقع لم تصدق سامية المبررات التي قدمها زوجها، مما أدى إلى مشكلة متفاقمة. بينما ميساء رحيم حديثة العهد بالزواج تخبرنا بأنها لم تر أي حاجة تثير الشك لديها حول ما يمكن وجوده في سيارة زوجها، لكنَّها تقول “ يتضايق زوجي في أحيان كثيرة، ويشعر بالعصبية لمجرد محاولتي فتح درج السيارة أمام عينيه ويسرع بالتساؤل ماذا تريدين؟ وما الذي تبحثين عنه؟ وكأن ليس لي الحق في فتح ذلك الدرج، فهو يعتبره من خصوصياته بشكل مطلق”. قرون الاستشعار ومن جهتها غادة عيسى، ربة منزل، تقول إن هناك الكثير من الرجال يعتقدون أن درج السيارة هو المكان الأفضل لحفظ أسرارهم الخاصة، متناسين أن المرأة تستطيع أن تكشف خيانات زوجها بسرعة البرق، فقرون الاستشعار التي تملكها تمكنها من معرفة كل صغيرة وكبيرة عن الزوج”. وتصف غادة شعور الرجل حين تهم الزوجة بفتح الدرج بالقول “يشعر الكثير من الرجال بالعصبية حين تمتد أيادي زوجاتهم إلى الدرج الأمامي للسيارة، ولكن المرأة الذكية، حين تلاحظ ارتباك زوجها أو تصبب العرق من وجنتيه، تشعر أن في الأمر سراً لا يريد لها أن تكتشفه، ومن هنا تلحّ وبإصرار على معرفة أسرار الدرج الأمامي مهما كلفها الأمر”. عبث أطفالي بدوره ماجد عمران يقول”ليس بالضرورة أن يكون كل ما يضعه الرجال المتزوجون في دروج سياراتهم المقفلة أسراراً خاصة، تتيح الاستنتاج أن الرجل يخون زوجته، ويخبئ في هذا المكان الآمن كل دلائل خيانته، إذ قد تكون محتويات الدرج عائدة لأحد أقربائه أو أصدقائه”. يضيف ماجد “درج سيارتي مقفول غالباً ، فطبيعة شغلي تفرض عليَّ وضع أوراق مهمة بعيدة عن عبث أطفالي وفضول زوجتي، وإن هي أرادت يوماً أن ترى ما يحتويه هذا الدرج فلن أتردد في فتحه”. الاختيار السليم عن الأسباب التي تقود الرجل لوضع خياناته وأسراره في درج السيارة الأمامي يؤكد الاخصاصي النفسي محمد عمر ويقول”الخيانة الزوجية تتعدد وترجع في بعض أحيانها، إلى جذور العلاقة الزوجية وعدم التوافق والانسجام بين الزوج والزوجة سواء كان انسجاماً فكرياً أو عاطفياً، وهما جانبان مهمان لإنجاح أي زواج، وفي حال افتقاد أحدهما فإن الحياة الأسرية قد تتعرض للانهيار، أو لحدوث شروخ فيها مثل الخيانة أو لجوء الرجل لوضع أسراره في هذا الصندوق الأسود الذي يعتقد أنَّ يدي زوجته لن تصلا إليه، وهو يجهل أن المرأة تقوم بسابع المستحيل لتفتح درج السيارة وتكتشف ما بداخله من أسرار”. وعن الحلول التي يقترحها يقول الاخصاصي النفسي “العلاقة السليمة بين الرجل والمرأة يجب أن تقوم بالأساس على الاختيار السليم لبعضهما بعضاً، فالمرأة لا يمكنها أن تقضي حياتها تكافح من أجل ألاّ يخونها زوجها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©