السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النوة»..تشريح دقيق للخلل المجتمعي

«النوة»..تشريح دقيق للخلل المجتمعي
26 مارس 2015 21:50
سعيد ياسين (القاهرة) «النوة» من روائع المسلسلات العربية، التي أبدع فيها أسامة أنور عكاشة، وغاص فيه بأعماق المجتمع من خلال أحداثه التي تناولت عصر الانفتاح، الذي شهدته مصر أوائل السبعينيات، وأحدث انقلاباً مادياً واقتصادياً واجتماعياً في طبقات المجتمع. جماهيرية كبيرة حصد المسلسل، الذي أنتجته ووزعته الشركة العربية للإنتاج الإعلامي بالرياض، جماهيرية كبيرة في دول الخليج، التي عرضته عام 1992، قبل عرضه في مصر، ولخصت مقدمته، التي جاءت في تيترات البداية على لسان حسن حسني على صورة فردوس عبد الحميد، وهي تسير على كورنيش البحر المتوسط في مدينة الإسكندرية أحداثه بشكل رائع، حيث كان يقول: «النوة جاية في ميعادها، وبشايرها بانت يا «سوكا».. الحقي نفسك قبل الريح والزعابيب ما تفركشها وتعميكم وتخليكم تخبطوا في بعض»، وشارك في بطولة المسلسل عشرات الفنانين من مختلف الأجيال، ومن بينهم فردوس عبد الحميد، وصلاح السعدني، ومحمود الجندي، وزوزو نبيل، وحسن حسني، وكمال أبو رية، ولوسي، وشهد انطلاقة وجوه شابة منها أحمد السقا ومحمد هنيدي، وقام بإخراجه محمد فاضل. سابق لعصره جاءت مقدمة المسلسل وعناوين حلقاته معبرة، وسبق فيها عكاشة وفاضل عصرهما من حيث الابتكار والتجديد، حيث استبدلا المقدمة التقليدية التي كانت تبدأ باسم المؤلف أو النجم، ثم اسم المسلسل، ثم الحلقات مرتبة تصاعدياً من الأولى والثانية والثالثة وانتهاءً بالأخيرة، باسميهما أسامة عكاشة ومحمد فاضل يبحران في «النوة»، واستبدلا الحلقات بالموجات التي حملت كل واحدة منها عنواناً مميزاً، مثل: الموجة الأولى..آخر أيام الصيفية، والموجة الثانية: غيوم سبتمبر، والثالثة :خريف السحر، إلى جانب عناوين« أول الرياح نسمة»، و«عندما تتغير الفصول»، و«أوراق شجر ذابلة»، و«نذير من الغرب»، و« ادخل يا بابة..واقفل البوابة»، و«ربيع في النوة». قيم فكرية عن «النوة»، تقول بطلته فردوس عبدالحميد: «هو من المسلسلات القريبة إلى قلبي، خصوصاً وأنه تحدث عن الثقافة وما يحدث في المجتمع، من خلال أسرة مثقفة ليس لديها مقومات مادية في مقابل مجموعة لم تتعلم أو تهتم بالثقافة أطلق عليهم في المسلسل «الشراغيش» امتهنوا التجارة وامتلكوا أموالاً كثيرة، وركزت الأحداث على الخلل الذي أصبح عليه المجتمع أيام الانفتاح الاقتصادي، الذي جعل الطبقة التي تعاني في تحصيل العلم تدرك مع تصاعد المشاكل والأزمات أن لا قيمة للعلم والثقافة أمام الطبقات الدنيا التي امتلكت المال ولا تعير أي قيمة للثقافة والفكر، واحتارت الطبقة المتوسطة ما بين قيمها الثقافية واحتياجاتها المادية، وهو ما تمثل في النهاية في زواج ابن أستاذ الجامعة من فتاة من «الشراغيش» لعدم وجود إمكانات لديه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©