السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرشيف البريطاني والنساء

الأرشيف البريطاني والنساء
17 يوليو 2008 02:46
إن الأرشيف البريطاني لا يذكر النساء الغربيات اللاتي أقمن في الخليج إطلاقا، فهناك إشارات قليلة جدا لهن، مثل كريدويل بيل وفراي ستارك اللتين وظفتا لوقت قصير في الخدمة الحكومية البريطانية، ومع ذلك فقد نظر لهاتين المرأتين على أساس أنهما قد أسهمتا في تعكير الدبلوماسية الإمبريالية، كما أعطى الأرشيف هامشا بسيطا جدا لنساء أخريات مثل المبشرات الأميركيات كروسيتا فوربيس· ولذلك فإن كتاب ''النساء الغربيات في شبه الجزيرة العربية'' لبينيلوب توسن لا يعتمد على الأرشيف البريطاني كثيرا، وإنما يلجأ إلى عدد مدهش من اليوميات والرسائل والمذكرات والكتابات السيرذاتية المدوّنة بواسطة الرحالة من النساء الغربيات والمبشرات، وهذه الكتابات متوفرة في بعض المكتبات العامة الأميركية والبريطانية والمجموعات الخاصة· إن الكتابات النسائية المألوفة بشدّة في منطقة الشرق الأوسط هي مراسلات وكتب لكريتيود بيل وفريا ستارك، علاوة على المرأة الرحالة روسيتا فوربيس، وقد كتبت كثيرا من الرسائل، وكانت صحفية قد نشرت كتبا عدة، تروي فيها خبرتها في شبه الجزيرة العربية وأفريقيا· ثم أن هناك نساء عاديّات ذكرن في مدونات أزواجهن، ورغم ذلك فإنهن بقين خارج التدوين التأريخي· ويكتشف الكتاب أوراقا في غاية الأهمية للرحالة الغربية إميلي أوفريند لوريمر وهي موجودة اليوم في المكتبة البريطانية، وكانت لوريمر قد تزوجت الموظّف السياسي البريطاني الذي أرسل إلى البحرين في سنة ،1911 وقد كتبت رسائل منتظمة دون توقف لمدة ثلاثين سنة إلى عائلتها، وغطّت هذه الرسائل حياتها وخبرتها التاريخية في البحرين والبصرة وشمال غرب الهند، وبهذا فإنها تقدم معلومات فعلية تفصيلية عن أنشطتها اليومية ومواقفها ومنظوراتها بوصفها صاحب متطرقة إلى الأمكنة والبشر المحيطين بها، ومتحدثة عن هويتها في العالم الإمبريالي· وهناك امرأة أخرى وهي بيل كوكس، وامتدت إقامتها من 1890 إلى ،1920 حيث كان زوجها مندوبا سياسيا في الخليج، وبعدها أصبح مفوّضا رفيع المستوى في العراق· أعتقد أن هذا الكتاب يحاول أن يتخطى الفجوة التي تسفر عن غياب المرأة من الأرشيفات الرسمية إلى مصادر أخرى بديلة كالأوراق الخاصة والكتابات السيرذاتية والرسائل، تلك التي تساعد في تشييد قصة الذات، خاصة وأن مجمل هذه المواد تنزع لتكون سيرذاتية، لأنها تمثيل ذاتي للذات سواء أكان بصورة واعية أم غير واعية· والكتاب لا يسعى بشكل حثيث إلى اكتشاف هوية النساء الغربيات، وإنما يسعى إلى تشييدها بصورة نشطة، خاصة وأن كتابات المرأة قديما ؟ كما ترى اتجاهات النسوية ؟ تقوم على كتمان الخبرة الذاتية النسوية؛ لأن العوائق الاجتماعية تجعلها تضطر بأن تمثل الأدوار المطلوبة منها في المجتمع· وبذلك فإن الكتاب يتأثر بالنظريات النسوية ومابعد الاستعمار، ويحاول الإفادة من إدوارد سعيد، ليوضح كيف مثلّت النساء الغربيات في منطقة الخليج العربي البشر والأمكنة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©