مطر بن لاحج.. تجربة تتناول التراث بالرسم والنحت

يستعد الفنان التشكيلي مطر بن لاحج للمشاركة في معرض إسطنبول الدولي للفنون الذي سيقام في شهر ديسمبر القادم، بمشاركة عدد كبير من الفنانين في العالم. وفي إطار تحضيراته يعمل الفنان بن لاحج على تنفيذ عدد من أعمال الرسم والنحت التي تندرج ضمن منهجه في تمثيل التراث والارتباط بالأرض ورموزها التراثية. وفي لقاء مع “الاتحاد” قال مطر بن لاحج عن مشاركته هذه “بداية، هذا المعرض يعتبر من أكبر المعارض في المنطقة والعالم، وأحاول من خلال هذه المشاركة تمثيل دولة الإمارات بكل ما تجسده لي من إشارات وعناصر، وأركز على موضوع التراث والأرض، فسوف تكون مشاركتي في مجالي الرسم والنحت، وفي مجال الرسم ثمة عمل سيحمل عنوان “جذور” يمثل شجرة الغاف من خلال لوحة تجريدية لكنها بسيطة وواضحة، بحيث يمكن تلقيها من قبل الجمهور العادي والمتخصص”. وعن مشاركته النحتية يقول بن لاحج “أقوم حالياً بالاشتغال على منحوتة برونزية، هي عبارة عن مجسم ضخم (150x 200x150)، وتحمل عنوان “لغة تموت”، وفيها ترميز إلى الخوف من موت لغة الضاد، هذه اللغة التي تتعرض لمخاطر حقيقية من اللغات الأخرى في البلاد. حيث تبدو اللغة في اللوحة في صورة إنسان يتعرض للطعن برمح، وهو أيضاً عمل تجريدي لكنه بسيط كذلك. وكان بن لاحج قد شارك مؤخراً في فعاليات الأيام الثقافية الإماراتية في كازاخستان، هذه الأيام التي أقامتها وزارة الثقافة وتنمية المجتمع في دولة الإمارات، بالتعاون مع وزارة الثقافة الكازاخستانية، في الفترة ما بين 11 و 14 الشهر الجاري، واشتملت على عدد من الفعاليات الفنية والتراثية، من بينها معرض للفن التشكيلي شارك فيه عدد من التشكيليين الإماراتيين، منهم ابتسام عبد العزيز وخليل عبد الواحد ومحمد مندي والخطاطة ماجدة المازم. وقال بن لاحج إن “وزارة الثقافة اختارت ثلاثة من أعمالي للمعرض الذي أقيم في العاصمة الكازاخية، آستانا، وهي أعمال من مقتنيات الوزارة، وتمثل جانباً من تجربتي الفنية، ومن أعمالي التجريدية التي تركز على الموضوع التراثي وواقع الحال في الإمارات. فواحدة من اللوحات يغلب عليها موضوع حياة البحر والقوارب والصيد الذي استلهمته من تجربة والدي القبطان، لذا يطغى اللون الأزرق، ويظهر فيها الشراع في حالة هدوء بعيداً عن العاصفة”. وفي سياق الحديث عن تجربته الفنية يقول بن لاحج “تقوم غالبية أعمالي على اللوحة التجريدية والاشتغال على التقنيات والخطوط المتسارعة في بعضها. ففي واحد من أعمالي تجد ألف خط في لوحة تمثل مشهداً تجريدياً ولكنه شديد الوضوح”. وحول طبيعة استقبال المعرض وفعاليات الأيام الثقافية، قال بن لا حج إن المعرض التشكيلي لقي استقبالاً ممتازاً بدءاً من وزير الثقافة الكازاخي، مروراً بالجمهور الذي أبدى اهتماماً كبيراً بأعمالنا الفنية بشكل عام، وقد بدا الجمهور مهتماً ومقبلاً على الفنون الأخرى في الأيام أيضاً”. ولد مطر بن لاحج في عام 1968 بدبي، وهو رسام ونحات ومصور برزت تجربته في السنوات القليلة الماضية من خلال مشاركته في العديد من المعارض داخل دولة الإمارات وخارجها، وكان قد درس الفن بنفسه من خلال الاطلاع والتدريب المستمر. قام في عام 1992 بتأسيس مرسم مطر للفنون التشكيلية، وهو أول مرسم عربي يدار بكادر عربي وتم افتتاحه رسمياً للجمهور عام 2003، وجرى الافتتاح بمجموعة من الدورات الفنية والأنشطة الثقافية لجميع الفئات المختلفة.