الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيرات

هيرات
17 يوليو 2008 02:54
حرف ومهن أستاد (بنّاي): هو أستاذ البناء (المعلم) الذي يعنى بالتخطيط والإشراف على تنفيذ البناء التقليدي في الإمارات، يمثله هذه الأيام المهندس المعماري، وقد كان الأستاد يعتمد على أدوات هندسية تقليدية، كما أن عملية البناء كانت تتم بمواد بنائية بيئية مثل الجص والحجر المرجاني والرمل وأخشاب محلية وأخرى مستوردة· مثل شعبي تاكل عند ريلها وتدعي لمطلقها تاكل: تأكل ريلها: رجلها أي زوجها معناه: يضرب هذا المثل في ذلك الذي انتمى لقوم وعاش معهم واسترزق منهم، وهو في الأصل يخونهم لأجل منبته السوء الذي لفظه يوما وجار عليه، كالتي تتزوج من جديد مع حنينها الدائم لطليقها الذي جنى عليها· كلمات دخيلة سلاته: جمع والمفرد سلاته وهي تعني قصاصة أو قطعة رفيعة مستوية من الأخشاب، أصل الكلمة هندي من اللغة الأوردية وتلفظ بالأوردو (سلاتاه)· حكاية شعبية سوء الحظ في أحد البلدان كان يعيش رجل طيب، وقد اشتهر هذا الرجل بين الناس بأنه سيء الحظ مع النساء، فكل زيجاته كانت تنتهي بفشل ذريع بعد وقت قصير من عقد القران، وكان يعزو ذلك إلى المحيطين به والى سوء حظه الكبير· في يوم من الأيام، وبعد فشل تجربة زواجه التاسعة، والتي كان يرتجي من ورائها كل الخير، قرر هذا الرجل الطيب الارتحال عن المدينة والسكن في الصحراء على أطراف البر· انطلق الرجل إلى البر وهناك وجد بقعة مناسبة لبناء بيته الجديد، وبالفعل شرع في البناء بتأن مما مكنه من بناء قصر كبير على هيئة قلعة، فعني بتحصين القصر من زواياه الأربع، لكن الغريب في الأمر بأنه لم يبن بابا لذلك القصر، وإنما كان يتدلى من الشباك المرتفع بحبل إلى الأسفل· بعد أن انتهى الرجل من بناء القصر، واطمأن إلى قوة تحصيناته ومتانة بنيانه، أقدم على زيجة جديدة، فتزوج من فتاة طيبة وأخذها إلى قصره البعيد، وعاشا معا بسعادة وهناء بعيدا عن أعين الناس· بعد مضي فترة من الزمن، أصاب الرجل شيء من الملل جراء اعتزاله عن الناس، كما أن مخزون الغذاء الذي في القصر قد نفد، مما اضطره إلى الخروج مرة أخرى والسعي إلى سوق المدينة· تدلى الرجل بواسطة سلة من خوص(1) معلقة بحبل، بمساعدة زوجته من النافذة الوحيدة المطلة على الطريق، وذهب إلى السوق· هناك اشترى كثيرا من المؤونة والحاجيات، وبعد انتهائه من عملية الشراء، أحس ببعض الآلام والتعب مما جعله غير قادر على حمل الأغراض والذهاب بها إلى قصره، ما اضطره إلى مناداة أحد المارة من الرجال وطلب منه أن يحمل كل تلك الأغراض والذهاب بها إلى القصر· بعد أن اتفق صاحب القصر مع الرجل أخبره بالطريق الوحيد المؤدي إلى قصره، كما أخبره بأنه لا يمكنه الدخول إلى القصر، وإنما عليه أن ينادي ''يا أهل الدار'' عندها ستتدلى له سلة بحبل، عليه أن يضع فيها الأغراض ويشدها قليلا فترتفع السلة· ذهب الرجل قاصدا القصر، وهناك نادى ''يا أهل الدار'' فتدلى له حبل به سلة ووضع الأغراض فيها وشدها قليلا فارتفعت السلة، لكن ما لبثت السلة أن عادت ثم ظهرت فتاة جميلة هي ''زوجة صاحب القصر'' من الشباك وقالت له ''أرجوك اركب في السلة وسأجذبك إلى أعلى''· ركب الرجل في السلة وجذبته الزوجة إلى أعلى، وهناك أعدت له بعض الطعام، وجلست تتجاذب معه أطراف الحديث، ثم قالت له ''حدثني عن حكايات النساء'' فحدثها بحكايات كثيرة، وبعد أن انتهى من قص حكاياته أصابه شيء من التعب فطلب منها أن يستريح فاستلقى على ظهره وغفا قليلا، ولما استيقظ من غفوته لم يجد زوجة صاحب القصر هناك فأخذ يحدق في سقف الغرفة ثم بصق بقوة ناحية السقف· عادت الزوجة من المطبخ وبينما هي تطلب من الرجل أن يقص عليها المزيد من القصص حول النساء، إذا بها تسمع زوجها ينادي ''يا أهل الدار''، خافت فطلبت من الشاب أن يختبئ في صندوق خشبي كبير كان في تلك الغرفة· جذبت الفتاة زوجها إلى أعلى، وحيته بأجمل تحية، ثم أعدت له الطعام، وبعد أن فرغ الرجل من طعامه استلقى في مكانه وهو يحدق إلى السقف، فلمح البصقة في السقف، وبسرعة بديهية نادى زوجته وطلب منها أن يلعبا لعبة بسيطة، وهي أن يبصق كل منهما إلى الأعلى ناحية السقف، ومن يلمس السقف أولا يفوز· حاولت الزوجة لكنها لم تستطع، هنا علم الزوج بأنها قد أدخلت ذلك الرجل، وأنها ربما تكون قد سمعت منه بعض حكايات النساء مما سيتسبب في إفساد سلوكها، وحزن حزنا شديدا على هذا الحظ السيئ· في صباح اليوم التالي خرج صاحب القصر من بيته على غير هدى، وأخذ يهيم في الصحراء، ثم لما أحس بالتعب جلس تحت شجرة وارفة كثيفة ليستظل بها، لكن لما غالبه النعاس خاف أن ينام لئلا يفترسه حيوان متوحش في تلك الصحراء، فتسلق الشجرة ونام على بعض من أغصانها· بينما هو يحاول النوم لمح قافلة صغيرة قادمة من بعيد، وصلت القافلة إلى المكان الذي هو فيه، وكانت مكونة من ثلاثة جمال محملة ببعض الأمتعة، وليس بالقافلة أشخاص إلا رجل يقودها· هبط الرجل من على راحلته(2) وأنزل الأمتعة عن باقي الرواحل(3) ثم أخرج من خرج راحلته (قفّة) وفتح القفة وأخرج منها برتقالة، وفتح البرتقالة وأخرج منها فتاة جميلة هي زوجته، خرجت الفتاة من البرتقالة وأعدت له الطعام فتناولاه سويّة، ثم أخذا يتحدثان إلى أن غلب على الرجل النوم، وعندما نام، قامت زوجته ونزعت برقعها وأخرجت من البرقع إبرة وأخرجت من ثقب الإبرة رجل آخر فأعدت له الطعام وأطعمته، ثم جلس يحكي لها من قصص النساء، وقبل أن يستيقظ زوجها، أعادت الرجل الذي يحكي لها الحكايات إلى ثقب الإبرة وأعادت الإبرة إلى البرقع ولبست برقعها وكأن شيئا لم يكن· كل ما جرى كان صاحب القصر يراقبه بذهول من أعلى الشجرة، وما أن رحل الرجل صاحب البرتقالة حتى تبعه صاحب القصر، وهناك في السوق اعترض صاحب القصر طريق صاحب البرتقالة، وحيّاه بتحية جميلة ثم طلب منه أن يستضيفه عنده على الغداء في قصره· وافق صاحب البرتقالة واتفقا على أن يلتقيا في نهاية النهار عند الطريق الخارجي· أسرع صاحب القصر واشترى ست سمكات، وست حبات من البصل، وست ليمونات، وست تفاحات، وذهب إلى زوجته وقال لها انه قد دعا ضيوفا إلى القصر ليتناولوا معهم طعام الغداء، وأن عدد الضيوف ستة· عجبت الزوجة من زوجها، فهو لم يدع ضيوفا أبدا إلى قصره منذ تزوجها، ولكن سبحان مغير الأحوال· وفي موعد الغداء قدم الرجل صاحب القصر وبصحبته صاحب البرتقالة إلى القصر، وهناك صدمت زوجة صاحب القصر بأن الضيوف ليسوا ستة، فقالت لزوجها أين ضيوفك، قال لها إنهم قادمون في الطريق انتظري قليلا· أعدت المائدة لستة أشخاص وجلس صاحب القصر يقابله الرجل الآخر، وهنا طلب صاحب القصر من ضيفه أن يخرج زوجته من البرتقالة، فصدم الرجل من ذلك وسأل مضيفه عن كيفية معرفته بالأمر، فأخبره عن ذلك، فأخرج الرجل البرتقالة وأخرج منها زوجته، هنا فاجأ صاحب القصر ضيفه مرة أخرى وطلب منه أن يأمر زوجته بأن تخرج الرجل المخبأ في ثقب الإبرة التي في برقعها فأخرجته· نظر صاحب القصر إلى زوجته وقال لها: هاهم الضيوف، فقالت له: ولكن عددكم الآن أربعة، فقال لها: وأنت الخامسة، ردت الزوجة: لكننا لازلنا أقل من ستة، فقال لها الزوج: أخرجي ذلك الرجل من الصندوق حتى نصبح ستة، صدمت الزوجة لكنها نفذت الأمر باستغراب كبير· بعد أن فرغوا من طعام الغداء سأل صاحب القصر صاحب البرتقالة: ما رأيك في قصتينا، فأجابه: أتعاهدني أن نعيش في هذا القصر حسب رغبتنا دون تدخل أحد حتى لا نندب حظنا ولا نلوم أحدا· طرد كل زوج زوجته كما طردوا الرجال الآخرين الذين كانوا يروون حكايات النساء لزوجاتهم، وهي الحكايات التي تسهم في تغير سلوك زوجاتهم· وتعاهد الرجلان على العيش في القصر سويا، وتزوجا من فتاتين أخريين واتفقا على أنه إذا خرج واحد منهم لقضاء حاجة للبيت فإن الآخر يبقى في البيت لحمايته من تدخل الآخرين حتى لا تفسد حياتهم، وهكذا عاشا عيشة هنيئة بعد أن تمكنا من كشف سبب سوء حظهم· 1 ـ تسمى هذه السلة في الإمارات (قفير) أو بقلب القاف جيما (جفير)· ،2 3 ـ راحلة يقصد بها الجمل والرواحل صيغة للجمع· كلمات دخيلة: سلاته: جمع والمفرد سلاته وهي تعني قصاصة أو قطعة رفيعة مستوية من الأخشاب، أصل الكلمة هندي من اللغة الأوردية وتلفظ بالأوردو (سلاتاه)· Aziz094@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©