الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فورين بوليسي: استغلال قطـري «غير آدمي» للاعبين الأفارقة

22 ابريل 2018 00:21
شادي صلاح الدين (لندن) كشف تقرير لمجلة فورين بوليسي الأميركية عن تجارة البشر التي تقوم بها أكاديمية أسباير القطرية والاستغلال غير الآدمي للمواهب المتواجدة في أفريقيا من أجل تحقيق أرباح مادية وكسب الأكاديمية شهرة أو لبيع اللاعبين لأندية أوروبية، والسعي للحصول على لاعبين يمكن أن يكونوا مصنوعين في قطر لتمثيل منتخبها الخالي من المواهب. وفي مقاله قال الكاتب ماثيو هول إنه ليس سرا أن المصالح الأجنبية استغلت لفترة طويلة موارد أفريقيا من نفط، وذهب، وألماس، إضافة إلى الأفارقة أنفسهم، مشيرا إلى أن ما هو غير معروف على نطاق واسع أنه في عام 2018، أصبحت أفريقيا الآن أرضا خصبة للرياضيين. وأضاف أنه بالنسبة للعديد من لاعبي كرة القدم الشباب في جميع أنحاء العالم، فإن الاحتراف في الأندية الأوروبية واللعب تحت الأضواء هناك يمثلان حلما كبيرا لهم خاصة بالنسبة للاعب الأفريقي المفعم بالأمل والذي غالباً ما يضطر إلى التعامل مع الظروف الاقتصادية الصعبة في بلاده، وهي البوابة التي لعبت عليها قطر. وأكدت الأبحاث التي أجرتها جامعة لوبورو في إنجلترا ما تتم مناقشته بشكل غير رسمي ضمن أنشطة كرة القدم، حيث يتم اصطياد هؤلاء اللاعبين عبر الوكلاء، وعادة ما يعني ذلك أنه يجب على العائلات أن تدفع مقدما للحصول على فرصة لإرسال أبنائهم إلى أوروبا، إلا أن كثيرين منهم يخسر أموالهم، مشيرة إلى «أنه نموذج تجاري ممزق من صفحات كتاب يستخدمه مهربون في جميع أنحاء العالم.» وأوضح الكاتب ماثيو هول إن الخطط الكبرى للاستغلال السيئ تتضح بشكل كبير في أكاديمية أسباير القطرية في الدوحة، التي أسسها حمد بن جاسم مستغلا المال القطري لاغراء المواهب الأفريقية عطفا على قلة المواهب الموجودة في دولته. وأضاف الكاتب أنه رغم أن المال قد يشتري أشياء كثيرة ومن الممكن أن يبني أفضل المرافق وأن يتعاقد مع أفضل المدربين في العالم، إلا أنه كان من الصعب العثور على لاعبي كرة قدم موهوبين في بلد صغير لا يزيد عدد سكانه عن 2.5 مليون نسمة، ولهذا السبب، استقل مدرب إسباني المولد رحلة بالقارب إلى دلتا النيجر في عام 2007، يرافقه نيجيريون مسلحون ببنادق كلاشنيكوف وآر بي جي، بحثا عن المواهب الأفريقية، وهو ما جاء بالتفصيل في كتاب:«اللعبة البعيدة: ملحمة البحث عن نجوم كرة القدم الجدد» وهو كتاب جديد لمراسل سابق في وكالة أسوشيتد برس، سيباستيان أبوت، يروي فيه كيف تقوم أكاديمية أسباير في قطر باصطياد المواهب في افريقيا. وقال الكاتب إن رحلة المدرب في دلتا النيجر هي مجرد جزء واحد من برنامج يبحث في خمسة ملايين طفل لا يتخطون 13 عاما في في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. وأضاف أن البرنامج يحمل اسم «أحلام كرة القدم» للبحث عن لاعبين موهوبين يمكن تطويرهم من قبل المدربين الأوروبيين إلى لاعبين من فئة النخبة، مشيرا إلى أن العمر يعتبر عاملا حاسما بحيث لا يتخطى عمر الطفل الـ 13 عاما. وتابع أن اللاعبين المختارين يتم نقلهم بعد ذلك إلى قطر، حيث يتم تدريبهم وتعليمهم في اطار برنامج لدعم المنتخب القطري ونقل الولاء من بلادهم الأصلية إلى الإمارة الخليجية الصغيرة. وأكد الكاتب أن استراتيجية قطر في إيجاد منتخب كامل من المولودين في الخارج أثارت انتقادات واسعة حيث تتعارض مع لوائح الفيفا بشأن الولاء الوطني. وطبقا للوائح الفيفا، فانه يجب على أي لاعب لتمثيل منتخب أن يكون مولودا في هذا البلد ويكون له والدان أو جدان مولودين في هذا البلد أو عاشوا في البلاد لمدة لا تقل عن خمس سنوات متتالية بعد عمر 18 عاما. ولهذا السبب حول برنامج «أحلام كرة القدم» توجهه قليلا من أجل محاولة تحسين سمعة الدوحة مع استضافتها لكأس العالم 2022 من خلال إيجاد لاعبين في أفريقيا يمكن أن يكونوا «مصنوعين في قطر» في أكاديمية أسباير، حيث اعتقد القطريون والمدربون الإسبان الذين يعملون لديهم، أنه يمكن أن ينجحوا في صنع لاعبين مثل الإيفواري ديدييه دروجبا، أو حتى أفضل من ليونيل ميسي. واشترت أكاديمية أسباير في عام 2012 نادي «يوبين» في بلدة صغيرة في بلجيكا، حيث كان النادي على وشك الإفلاس ورآها القطريون صفقة جيدة لإرسال المزيد من اللاعبين لهذا النادي. ولكن حتى مع وجود المرافق في الدوحة وفرصة اللعب في نادي «يوبين» لم تنجح الأكاديمية في إنتاج لاعب من افريقيا يمكن أن يقدم مستويات عالية من خلال برنامج «أحلام كرة القدم». وأشار الكاتب إلى لاعب من السنغال ضمه برشلونة من نادي «يوبين»، إلا أنه لم يشارك أبدا في الملعب ولم يلعب مع ميسي ورفاقه، وعاد إلى بلجيكا في ظروف غامضة، بينما فشل بعض اللاعبين الأفارقة في النادي البلجيكي وعادوا إلى افريقيا ليحصلوا على 50 دولارا شهريا للعب مع فرق محلية، وفقا للكاتب. وقال الكاتب إن البرنامج الذي أنفق ما بين 100-200 مليون دولار توقف في عام 2016، بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط والغاز العالمية التي ضربت اقتصاد قطر بقوة. ورغم كل تلك الأموال التي تم انفاقها فشل منتخب قطر في التأهل لنهائيات كأس العالم هذا العام في روسيا. ويحتل منتخب قطر المرتبة 101 في ترتيب الاتحاد الدولي، إلا أنه سيلعب في كأس العالم عام 2022 باعتباره البلد المضيف. ورغم أنه من المبالغة التنبؤ بتشكيل الفريق خلال أربع سنوات، لكن الجدير بالذكر أن ستة من أصل 11 لاعبا شاركوا في مباراة عام 2015 ضد الجزائر لم يولدوا في قطر، وفقا للكاتب. وأكد الكاتب ماثيو هول أنه لأسباب لا تزال غير واضحة، تمكنت أسباير من ضم أطفال قصر في تجاهل صارخ للمادة 19 من الفيفا، وفي حين أنها يمكن أن تتجنب العقوبات من خلال تقديم نفسها كأكاديمية تدريب، فإن استحواذها على نادي يوبين يطرح سؤالا حول سبب معاقبة ريال مدير برشلونة على الانتهاكات التي يقومون بها في حين لا يتم اتخاذ نفس الإجراء مع القطريين، مؤكدا أنه تم استخدام أسباير كحافز لجعل ناخبي الفيفا ينظرون إلى طلب قطر لاستضافة كأس العالم 2022، وتمت تسميته (في سياق غير ملائم) في التقرير الذي أعده مايكل جارسيا، وهو حاليا قاض في محكمة الاستئناف في نيويورك، والذي تم تقديمه إلى الفيفا بشأن الملفات المثيرة للجدل في بطولتي 2018 و2022. «الخارجية» الأميركية: قطر تنتهك حقوق عمال منشآت المونديال انتقدت وزارة الخارجية الأميركية انتهاكات قطر لحقوق العمال في منشآت كأس العالم 2020. وأوضحت الوزارة في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان، أن انتهاكات الدوحة لحقوق العمال الأجانب تمثلت في العمل القسري في ظروف غير آمنة، والاستقطاع من الأجور والأوضاع المعيشية الرديئة. ودعا التقرير الأميركي الحكومة القطرية لاحترام القانون الذي يجرم كافة أشكال العمالة القسرية. وحث قطر على ضرورة رفع القيود المفروضة على حرية حركة العمال المهاجرين في الخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©