الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحريري يباشر مشاوراته ويتلقى نصائح بتشكيل حكومة وحدة

الحريري يباشر مشاوراته ويتلقى نصائح بتشكيل حكومة وحدة
18 سبتمبر 2009 03:40
باشر الرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية أمس جولته على رؤساء الحكومات السابقين كتقليد روتيني بعد التكليف قبل الشروع في الاستشارات النيابية غير الملزمة، والمشاورات مع رؤساء الكتل البرلمانية لتأليف الحكومة. واستهل الرئيس الحريري جولته بزيارة رئيس الحكومة الأسبق رشيد الصلح وبعدها رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص، ثم رئيس الحكومة العسكرية السابق العماد ميشال عون. ومن المقرر أن يواصل جولته اليوم بزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي في طرابلس. وأوضح الحص أنه لمس من الحريري استعداداً طيباً لمواجهة كل التحديات وتفاؤلاً يتجاوز كل العقبات والصعوبات واستعداداً لإنهاء عملية التأليف في أقرب ما يمكن على الوجه الذي يرضي مختلف الأطراف ويحفظ المجتمع ووحدته الوطنية. وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان قد عكف أمس على تقويم نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تكليف الحريري وأجرى سلسلة اتصالات من أجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية تنهض بالبلاد وتواكب التطورات التي تحفل بها المنطقة راهناً وفي المرحلة المقبلة. واللافت أن الحريري عاد إلى لغة «التكتم» التي اعتمدها خلال فترة التكليف الأولى التي دامت 3 أشهر قبل الاعتذار، وفيما تلقى توصيات من أسلافه بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ترضي كل الأطراف وتشارك فيها جميع الكتل البرلمانية، رد عضو تكتل «لبنان أولاً» الذي يتزعمه الرئيس المكلف وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال جان اوجاسابيان بالقول: «إن فريق الأكثرية أمام خيارين: أما المحافظة على السلم ولبنان الرسالة أو الحرب الأهلية». وأضاف في حديث لتلفزيون «المستقبل» الناطق الإعلامي الرسمي باسم الحريري وتيار «المستقبل»: «إن الشروط التعجيزية التي تفرضها قوى الثامن من مارس كسبيل للمشاركة في الحكومة ليست سوى الوجه الداخلي لأزمة أسبابها الحقيقية إقليمية». وكشف عضو تكتل «التغيير والإصلاح» الذي يتزعمه العماد عون النائب سليم سلهب من جانبه، أن التكتل اتخذ قراراً وهو أنه وفي مسار التأليف الجديد لن يضع أي شروط مسبقة أو يتمسك بأي مطلب حكومي بانتظار ما سيقوله الرئيس المكلف خلال لقائه عون وأثناء الاستشارات النيابية بعد عطلة عيد الفطر السعيد، وعلى ضوء ذلك نبني على الشيء مقتضاه. ولفت إلى أن التكتل لا يعقّد الأمور على الحريري الذي يخضع لامتحان جديد، مستبعداً حدوث خضات أمنية أو حرب أهلية كما يهول اوجاسابيان. وقال: «لا مصلحة لأحد بافتعال حوادث أمنية لا تخدم إلا العدو». أما النائب الطرابلسي محمد كبارة عضو تكتل «لبنان أولاً» فكان أكثر تطرفاً، إذ اعتبر أنه مع اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة، سقطت كل المعايير والمقاييس السياسية والحصصية التي سادت حقبة الـ73 يوماً التي استغرقتها استشاراته الأولى. وأعلن كبارة بكل صراحة ووضوح في مؤتمر صحفي مفاجئ عقده في منزله في طرابلس أن التكتل ومعه كل الأفرقاء في 14 مارس لن يقبلوا بعد الآن بأقلية تشارك في حكومة تضمن لها سلاحاً حملته لمقاتلة العدو ثم استخدمته للغدر بأهلنا في بيروت والجبل. واعتبر حليفه في نفس التكتل النائب ميشال فرعون أن ما يتسرب من شروط للمعارضة هو بمثابة انقلاب على نتائج الانتخابات ورهن البلد للخارج. وتمنى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة – حزب الله» النائب نواف الموسوي أن تبصر الحكومة اللبنانية التي يجب أن تقوم على أسس وطنية وحدوية جامعة خلال الأيام المقبلة. نافياً اتهامات صقور 14 مارس للمعارضة بإفشال مهمة الحريري الأولى، رداً على كلام لوزير الدولة وائل ابوفاعور قال فيه «إن الحريري لم يفشل بل أُفشل قبل أن يعتذر». وأكد الرئيس اللبناني السابق العماد إميل لحود بدوره على «التمسك بالثوابت والمسلمات الوطنية التي تنصر لبنان على أعدائه، آملاً من أن يتخلص شعب لبنان سريعاً من آفة الطائفية وأن يذهب المسؤولون وقادة الرأي فيه مذهب بناء الدولة على أسس وطنية صرف لا مكان فيه للطائفية أو المذهبية البغيضة، فيصار إلى إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية واعتماد نظام انتخابي يرتكز على النسبية وعلى أسس وطنية وغير طائفية، على أن يترافق ذلك مع استحداث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية في لبنان ويكون من مهامه بت القضايا المصيرية». ودخل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بسرعة على خط السجال المستجد بين فريقي 8 و14 مارس عارضاً القيام بمبادرة لتسهيل مهمة الحريري.وعلمت «الاتحاد» من مصادر مقربة من جنبلاط بأن زعيم المختارة الدرزي العارف بخفايا الأمور قرر القيام بحركة سياسية عاجلة بالتشاور والتوافق مع رئيس البرلمان نبيه بري، في مسعى لتقريب وجهات نظر الأطراف، والتحذير من خطورة المرحلة والتهديدات الإسرئيلية التي تتطلب قيام حكومة وحدة وطنية قوية وقادرة على مواجهة كل التحديات والنهوض بالبلاد من مستنقعات الغلاء والفقر والعجز المالي والاقتصادي المتفاقم يوماً بعد يوم
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©