صنعاء تحقق بغارة جوية استهدفت نازحين في حرف سفيان

اعلنت السلطات اليمنية امس تشكيل لجنة للتحقيق في تقارير عن سقوط 87 قتيلا من النازحين بغارة جوية في حرف سفيان شمال اليمن كان اكد وقوعها شهود عيان ومصادر قبلية ومنظمات حقوقية.وقالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن «إن قيادة الجيش شكلت لجنة تقصي للتحقيق في القتلى من المدنيين»، مع اصرارها في الوقت نفسه على ان المنطقة التي تم قصفها هي منطقة عمليات حربية. واتهمت وزارة الدفاع المتمردين بمنع المدنيين من الانتقال للمناطق الآمنة. وقالت في بيان «إن المتمردين يستخدمون المواطنين الأبرياء كدروع بشرية». في وقت اكدت مصادر قبلية من جانبها إن مقاتلة حربية قصفت تجمعا من النازحين في سهل صخري في منطقة العادي شرق حرف سفيان ثم قامت مقاتلة ثانية بقصف الناجين من الغارة الاولى أثناء فرارهم الى أراض زراعية قريبة. وقالت مصادر محلية «إن ضحايا الغارة جرى دفنهم في مقابر جماعية مؤقتة وبينهم 45 امرأة و 16 طفلا». فيما اتهمت قيادة التمرد الحوثي الحكومة بارتكاب «مجازر جماعية بحق مدنيين ونازحين أبرياء». وبحسب مصادر قبلية، شيعت جثث الضحايا أمس في مكان الهجوم ودفنت في مقبرة جماعية بعد أن تم جمع الأشلاء من المكان وكانت بعض الجثث مشوهة تماماً. وذكرت هذه المصادر أن المئات من أهالي الضحايا شاركوا في التشييع. وكان شهود عيان أكدوا أن طائرة تابعة للجيش اليمني استهدفت ظهر الأربعاء لاجئين فارين من المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الزيديين الحوثيين في شمال اليمن كانوا متجمعين بشكل عشوائي تحت الأشجار في منطقة العادي شرق حرف سفيان في محافظة عمران، على مسافة 120 كلم شمال صنعاء. وأفاد الشهود بأن معظم الضحايا من النساء والأطفال فيما أكد أحد الشهود أن «87 شخصاً قتلوا على الأقل». وعلاوة على ذلك أفاد مصدر رسمي لم يكشف عن اسمه بأن القصف «استهدف متمردين حوثيين اطلقوا النار من بين النازحين» إلا أنه لم يؤكد حصيلة الضحايا. وقال موقع نيوز يمن الإلكتروني المستقل أن 85 شخصا توفوا. ونقل الموقع عن شهود عيان أن «الغارة الجوية أصابتهم في المنطقة عندما كانوا ينامون تحت الأشجار والخيام البلاستيكية». وأضاف الموقع أن القوات الجوية شنت بعدها غارة ثانية على المخيم. وفي وقت لاحق، أكد مصدر أمني يمني على موقع 26 سبتمبر.نت التابع لوزارة الدفاع أن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في «مزاعم» مقتل أكثر من ثمانين لاجئا مدنيا دون تأكيد حصول الواقعة الدامية. ونقل الموقع عن مصدر في اللجنة الأمنية العليا قوله إن «القيادة أقرت تشكيل لجنة للتحقق من الأنباء التي زعمت تعرض عدد من المواطنين لقصف جوي في منطقة العادي بحرف سفيان». ونفى المصدر وجود أي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة وقال إنها «منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر الإرهابية التخريبية» مشيراً إلى أن المتمردين دأبوا «مؤخرا على منع المواطنين بالقوة من النزوح إلى مناطق آمنة متخذة منهم دروعاً بشرية». وكانت قيادة التمرد الحوثي أصدرت بياناً أشارت فيه إلى «سقوط ضحايا بالعشرات وتناثر الجثث عشرات الأمتار» جراء غارة القوات اليمنية، واتهمت «السلطة الدموية» بارتكاب «مجزرة جماعية» و»انتقام جماعي» من اللاجئين. من جهتها، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها نيويورك، بأن 87 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين قتلوا في غارة للقوات اليمنية، وذلك نقلا عن شهود عيان. وفي بيان أصدرته، دعت المنظمة الحكومة اليمنية إلى «إجراء تحقيق فوري وحيادي لتحديد المسؤوليات» كما دعت الأطراف الى «احترام مبدأ عدم استهداف المدنيين بحسب القانون الدولي». وقال جو ستورك نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في المنظمة في بيان «يجب أن تتحرى الحكومة اليمنية أمر ما يمكن أن يكون هجوماً مروعاً على المدنيين. لا يجب مطلقاً مهاجمة المدنيين.» في الأثناء وزعت قيادة التمرد الحوثي رسالة تحمل تاريخ الثلاثاء موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكدت فيها رغبتها في الوقف الفوري للنزاع الذي انفجر مجددا في 11 أغسطس الماضي في ما بات يعرف بـ»الحرب السادسة» بين الحكومة اليمنية والحوثيين ضمن الصراع المستمر منذ 2004 .وقال القائد الميداني للتمرد عبد الملك الحوثي في الرسالة الصادرة عن مكتبه الإعلامي «نعلن من جانبنا رغبتنا في الوقف الفوري للحرب وبدون شروط واعتماد أسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة». كما اكد أن قيادة التمرد ترحب «بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف إطلاق النار ومتابعة أعمال الإغاثة». وسبق للحكومة أن وضعت ستة شروط لوقف اطلاق النار منها انسحاب المتمردين من المدن وفتح الطرقات والنزول من الجبال وتسليم الأسلحة. ودعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء إلى إقامة ممر إنساني في صعدة لتقديم المساعدات إلى آلاف النازحين.