السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هيومن رايتس»: قوات الأسد تستخدم المدنيين «دروعاً بشرية»

«هيومن رايتس»: قوات الأسد تستخدم المدنيين «دروعاً بشرية»
26 مارس 2012
نيويورك، دمشق (وكالات) - نقلت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان في تقرير أمس، عن سكان بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا قولهم إن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار للأسد أجبرتهم على السير أمام هجمات الجيش الشهر الحالي لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي قوات المعارضة ممثلة بالجيش السوري الحر. وأضافت «قوات الحكومة السورية تخاطر بحياة السكان المحليين بإجبارهم على السير أمام الجيش (دروع بشرية) خلال عمليات الاعتقال الأخيرة وتحركات القوات والهجمات على البلدات والقرى في شمال سوريا». ونشرت المنظمة تسجيلات مصورة حصلت عليها من ناشطي المعارضة تظهر أشخاصاً بملابس مدنية يسيرون أمام عدة جنود مسلحين ومركبات المشاة القتالية. ويقول ناشطون إن الجيش أجبر الرجال على السير في المقدمة لحماية الجنود. وذكر البيان أن السكان قالوا إن القوات الحكومية تضع الأطفال على الدبابات وداخل الحافلات الأمنية. وقالت أولي سولفانج باحثة الطوارئ في المنظمة «استخدام الجيش السوري للدروع البشرية هو سبب آخر لوجوب إحالة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية». ويصعب التأكد من هذه التقارير لأن السلطات السورية تمنع الصحفيين الأجانب وموظفي حقوق الإنسان من دخول المناطق المتأثرة بالقتال. إلى ذلك تمكن مراسل لفرانس برس من الدخول إلى مدينة سرمين في ريف ادلب التي هاجمها الجيش السوري وبقي فيها يومين، وقام بتطهيرها من المنشقين، حيث غطى الحطام والشظايا شوارعها. وخلال يومين دخلت 90 مدرعة لا تزال آثارها واضحة على الطرقات وقام حوالى ألفي جندي بمطاردة وقتل الذين يشتبه في دعمهم التمرد ضد النظام بحسب السكان. وروى أبو عمر أن “جنود النظام اخرجوا 3 أشخاص من منزل وقاموا بقتلهم بسلاح رشاش في وسط الشارع ثم رشوا البنزين واضرموا النار لكي يتمكن كل الناس من أن يروا ذلك”. وتتوالى الافادات التي تتحدث عن أعمال مرعبة أكثر. وقال شاهد “لقد اقتحموا أحد المستشفيات السرية في المدينة وعثروا فيه على 4 جنود مصابين من الجيش السوري الحر وقاموا بإطلاق النار عليهم إلى أن فرغت رشاشاتهم”. وفي المستشفى لا يزال هناك ضمادات مغطاة بالدماء وبقع دماء على الأسرة والأرض. والكثير من السكان الذين حاولوا الفرار قتلوا. وروى يوسف وهو أحد السكان أن “قناصة اطلقوا النار عشوائياً على كل الذين حاولوا الفرار”. وخاض عناصر الجيش السوري الحر والجنود معارك شارعاً بعد شارع ومنزلاً بعد منزل. وقال أبو عمر إن “المعارك لم تستمر لفترة طويلة لأن عناصر الجيش السوري الحر لم يكن بوسعهم مقاومة جيش الأسد، وحين رأوا أنهم غير قادرين رحلوا. وبعد رحيلهم بدأت أعمال القتل العشوائية والاعتقالات”. وقد أصيب المسجد بنيران المدرعات التي خلفت فجوتين كبيرتين بحجم سيارة. وحطام جدران هذا المبنى الذي يعود للحقبة الأموية لا يزال في الأرض. وهناك قتل محمود علي علو. وقال المؤذن إن “محمود كان يؤدي الصلاة في المسجد عند بدء الهجوم. وحين حاول الفرار قاموا بقتله مثل كلب قرب الباب”. وأضاف أن “الجنود دخلوا إلى المسجد وقاموا بتمزيق عدة مصاحف”. وعمد أهالي سرمين الذين بقوا في المدينة (وهم ثلث حوالى 150 ألف شخص كانوا يقيمون فيها قبل الهجوم)، إلى تنظيف الشوارع. وحاول الرجال سحب بعض الأغراض القيمة التي نجت من القصف من منازلهم. ويقوم الأطفال بعرض شظايا القذائف ورصاصات الكلاشينكوف الفارغة. وما يخرق جدار الصمت في بعض المرات، آيات التكبير. ويقوم حوالى مئة شخص بتشييع أحد القتلى وهو طفل يدعى أحمد بن محسن قاروش (13 عاماً) الذي اخترقت جسده شظايا قذائف. وهو أحد القتلى الـ17 الذين عثر عليهم في المدينة. وقال عمه “كان في منزله حين بدأت الدبابات تقصف حوالى الساعة 15,30 الخميس الماضي. وقتل حوالى الساعة 16,00. أخذنا بعض الوقت قبل دفنه لأننا أردنا البقاء معه لفترة وجيزة ووداعه”. ويقوم شقيقه الغاضب بافراغ رصاص رشاشه الكلاشينكوف بالهواء. وفي إحدى زوايا المقبرة تنتحب والدته وهي محاطة بحوالى 10 نساء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©