السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار النفط القياسية تطلق حواراً عالمياً حول الطاقة

أسعار النفط القياسية تطلق حواراً عالمياً حول الطاقة
18 يوليو 2008 01:04
أطلق الارتفاع القياسي في أسعار النفط موجة جديدة من الحوار بين منتجي ومستهلكي الطاقة، لكن مواقف الطرفين مازالت متباعدة رغم اعتماد كل منهما على الآخر· ومنذ اجتمع الجانبان آخر مرة في السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم الشهر الماضي لمناقشة ارتفاع الأسعار، تسبب تصاعد التوترات بين الغرب وإيران واستمرار صعود الأسعار إلى تآكل حسن النوايا الذي تولد عن الاجتماع· وكان بعض المشاركين متشككين منذ البداية، من بين هؤلاء شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الذي قال في ذلك الوقت: إن محادثات قصيرة لن تحدث فرقاً، وقد تمسك بهذا الموقف، وأبلغ ''رويترز'' هذا الاسبوع: ''قلت من البداية إن هذا موضوع أكبر من أن تجري مناقشته في اجتماع قصير·· ستكون هناك مجاملات لا أكثر وكلمات قليلة هنا وهناك؛ لم ولن يتمكنوا من معالجة الموضوع بشكل ملائم''· وتوقعت السعودية، التي كانت المحرك للمحادثات، ألا تشهد السوق رد فعل فورياً، لكنها قالت: إن من الضروري محاولة تهدئة الأسعار· وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي خلال اجتماع جدة: إن على الجميع بذل ما بوسعهم لتخفيف تلك الظروف الصعبة، ومما ساهم في ارتفاع الأسعار حالة القلق من امكانية أن يؤدي تصاعد التوترات بشأن برنامج إيران النووي إلى انقطاع امدادات النفط من منطقة الخليج· وعلقت شركة توتال الفرنسية استثماراتها في الغاز الايراني انتظاراً لتحسن العلاقات مع الغرب، بينما تجري ايران محادثات أخرى مع روسيا· وتسعى الدول المستهلكة بشكل حثيث الى تجنب الاعتماد على واردات النفط والغاز· وعلى سبيل المثال قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني مطلع الاسبوع الحالي: إن على كبرى البلدان المستهلكة عقد اجتماع لتحديد سقف للسعر الذي يمكنها دفعه مقابل النفط وإلا فيتعين عليها الاستثمار في الطاقة النووية، لكن المشكلة بالنسبة للدول المستهلكة هي أن امتلاك طاقة نووية جديدة يتطلب سنوات، كما أنها لا تفي باحتياجات قطاع النقل· وحتى الدول المنتجة التي ارتفعت ايراداتها بشدة قلقة من التأثير المحتمل لارتفاع تكاليف الوقود على التضخم والنمو الاقتصادي وعلى الطلب من المستهلكين· وقال مايك ويتنر من سوسيتيه جنرال: ''الأمر مثل أي تجارة كبيرة اخرى·· كبار المنتجين وكبار المستهلكين في حاجة ماسة إلى بعضهم بعضاً، وهذا هو العامل الأهم''، وصرح كثيرون بأن محادثات جدة كانت اعترافاً أكبر بحاجة كل طرف إلى الآخر، وأنها كانت خطوة للأمام في الحوار بين منتجي ومستهلكي الطاقة في روما في ابريل الماضي والذي عقد تحت مظلة منتدى الطاقة العالمي· ولفترة طويلة اعتبر منتدى الطاقة العالمي الذي يجمع منتجي ومستهلكي الطاقة كل عامين منبر حوار فحسب ولم تخرج محادثات روما بأي إجراءات ملموسة· وارتفعت أسعار الطاقة عن مستوياتها منذ ابريل الماضي حتى موعد اجتماع جدة بواقع 20 دولاراً للبرميل، مما دفع السعودية الى تقديم ضمانات فورية بتوفير مزيد من الإمدادات· وعرض أكبر موفد أجنبي بمحادثات جدة وهو رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إجراء مزيد من الحوار باستضافة محادثات تكيميلية في لندن أواخر العام الحالي، وبناء على توصية من براون قال زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى: إنهم سيدعون إلى عقد منتدى عالمي للطاقة تستضيفه اليابان في سبتمبر المقبل لمناقشة تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وابتكار تقنيات جديدة· وقال لورانس ايجلز من وكالة الطاقة الدولية التي تدافع عن مصالح مستهلكي الطاقة: ''رغم أننا لن نشهد تغيراً جذرياً بين عشية وضحاها بسبب اجتماعات جدة ومجموعة الثماني، إلا أنها قد توفر بعض الفوائد السياسية الحقيقية التي ستحسن التوقعات بينما نمضي قدماً''· من جهته قال جون ميتشيل -وهو مراقب للعلاقات بين المنتجين والمستهلكين ويتبع مؤسسة تشاثام هاوس البحثية ومقرها لندن وقام بدراسة للحوار بمنتدى الطاقة الدولي: إن محادثات جدة ربما زادت قوة الدفع· وأضاف: ''لدي انطباع بأنه كان هناك جو من التعاون في جدة وبأنه كان هناك تركيز أقل على تحقيق مكاسب''· وظل الجانبان متباعدين بشأن قضايا كبيرة مثل السماح لشركات النفط الرئيسية بالوصول إلى امتيازات مجزية أو تقديم المستهلكين ضمانات بشأن الطلب، لكنهما حققا تقارباً فيما يتعلق بمشكلات أقل حجماً· وقال ميتشيل: ''الأجواء السياسية الجيدة قد تساعد على تحقيق تقدم في أمور صغيرة مثل المعلومات ومنع التدخلات غير الملائمة وغير البناءة والتي مصيرها الفشل''·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©