الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أستراليا تدشن مشروع «جورجون» للغاز الطبيعي المسال

أستراليا تدشن مشروع «جورجون» للغاز الطبيعي المسال
18 سبتمبر 2009 23:48
من المنتظر الأسبوع المقبل تدشين أحد أضخم مشاريع الغاز الطبيعي في العالم، المسمى جورجون، والواقع في إحدى جزر أستراليا قبالة الساحل الغربي للقارة وذلك من خلال استثمار شيفرون فيه بنحو 42 مليار دولار أسترالي (36.5 مليار دولار). وقالت الحكومة الأسترالية إن عزم شيفرون التي تعتبر ثاني أكبر مجموعة طاقة أميركية على تطوير الاحتياطات الهائلة الكامنة في حقول جورجون سيرسم استراتيجيات ومنعطفاً ومفاهيم جديدة في صناعة الغاز الطبيعي المسال في منطقة آسيا المحيط الباسفيكي. كما سيسجل هذا الاستثمار تحولاً في منظومة هيكل مستهلكي الغاز في آسيا والتي ستشهد تفوق الصين على اليابان في الهيمنة على شراء الغاز الطبيعي المسال في المنطقة ما يعتبر وضعاً استراتيجياً يكسب الدولة نفوذاً هائلاً على مفاوضة أسعار الغاز وتعزيز الجديد من مشروعات الغاز الطبيعي المسال. يشكل جورجون وغيره من المشاريع الآسيوية تهديداً تنافسياً ربما يدفع قطر، أكبر مصدر غاز طبيعي مسال في العالم، إلى الإسراع بتنشيط خططها التوسعية. ومن المرتقب أن يعمل مشروع جورجون الذي يعد ثمرة سنوات من المفاوضات على زلزلة سياسات الطاقة في آسيا من خلال المساهمة في تقليل اعتماد كل من الصين واليابان على الفحم وأيضاً من خلال التحليق بأستراليا إلى مقدمة منتجي الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم. اتفاقات ملزمة وقالت شيفرون الحاصلة على حصة 50% من مشروع جورجون إنها وقعت اتفاقيات بيع ملزمة فيما يخص غاز جورجون الطبيعي المسال مع عملاء من اليابان وكوريا الجنوبية والتي قدر قيمتها كيفن راد رئيس الوزراء الأسترالي بنحو 70 مليار دولار أسترالي (60 مليار دولار أميركي). تأتي هذه الصفقة بعد عدة أسابيع من قيام إكسون موبل التي مثلها مثل رويال دتش شل تملك 25 في المائة من جورجون بالموافقة على بيع ما قيمته 50 مليار دولار أسترالي (43.5 مليار دولار) من غاز جورجون الى بتروتشاينا فيما وصف بأنه أضخم صفقة تجارية لأستراليا. وقام عملاء من الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية المتطلعين جميعاً إلى تأمين احتياجاتهم طويلة الأجل من الطاقة بالاتفاق على شراء أكثر من نصف الغاز الطبيعي المسال الذي ستنتجه جورجون بحلول عام 2016 والذي سيبلغ حجمه 15 مليون طن في العام. كما صرحت شيفرون بأنها ستوقع على عقود أخرى خلال الأشهر المقبلة. ويقول جورج كيرلاند رئيس قطاع التنقيب والإنتاج في شيفرون إن جورجون يعتبر أكبر مشاريع شيفرون على الإطلاق. ونظراً لضخامة حجم مشروع جورجون فإنه ربما يقزم مشروعات أخرى جارٍ دراستها في أستراليا وفي أنحاء أخرى حسب خبراء وتحليلات النفط. وتقول وكالة الطاقة الدولية إنها لاحظت قرائن متزايدة على أن الاقتصاد العالمي ربما يتوجه نحو الاستقرار الدائم، ولكنها تضيف أنه لا ينبغي أن ننسى أنه ربما يأخذ شكل حرف W يعني ما معناه تكرار أزمة أخرى. فوائد اقتصادية ومن المرتقب أن تحظى أستراليا بفوائد اقتصادية هائلة من مشروع جورجون الذي سينتج نحو 15 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال حين يعمل مصنع المعالجة المؤلف من ثلاث مراحل والواقع في جزيرة بارو بكامل طاقته بحلول عام 2016. ولكن يبدو أن هذا المشروع العملاق سيحرج العديد من مشروعات الغاز الطبيعي المسال السبعة والعشرين الأخرى الجاري دراستها في أستراليا وبابوا نيو غينيا. وقال كيفن راد رئيس الوزراء الأسترالي خلال زيارته لجزيرة بارو هذا الشهر إن قيمة صادرات غاز جورجون الطبيعي المسال ستبلغ نحو 300 مليار دولار أسترالي على مدى 20 عاماً وأن الدولة ستحصل على 40 مليار دولار أسترالي كإيرادات ضرائب. وتعتبر أسعار غاز جورجون المستقبلية جيدة ما يجعل المشروع مجزياً على الرغم من شدة انخفاض أسعار الغاز المستقبلية حالياً. ويعزى ذلك إلى أنه من المنتظر بحلول عام 2015 أن تحتاج اقتصادات آسيا مزيداً من الغاز بسبب تراجع إنتاج حقول أخرى وأن الدول معنية بأن تبتعد عن استخدام الفحم وينتظر أن يسرع معدل النمو الاقتصادي بحلول ذلك التاريخ. صفقات الغاز غير أن صفقات الغاز أتت في وقت تواجه فيه كامبيرا توترات دبلوماسية مع جيرانها التجاريين، إذ أثار مستر راد العام الماضي غضب الصين حين أكد أهمية حقوق الإنسان في التبت خلال زيارته للولايات المتحدة وجامعة بكين. كما حذرت أستراليا في تقرير دفاعي صدر مؤخراً من مخاطر «نفوذ آسيوي» (مع عدم ذكر الدولة المعنية) بدأ يغزو الدولة. وهناك مسألتان أُخريان أثارتا غضب الصين هما الزيادة التي أجرتها ربيعة قدير (الانفصالية الإيجورية المقيمة في المنفى) إلى أستراليا، وانهيار المشروع الذي كانت الشركة الصينية تشاينالكو تعتزم الاستثمار بقيمة 19.5 مليار دولار في ريو تينتو شركة التعدين الإنجليزية - الأسترالية التي وافقت مباشرة على إدماج مشاريعها الضخمة في خام حديد منطقة غرب أستراليا مع شركة BHP Billiton. تخشى اليابان تدخل الصين القوي في موارد أستراليا وأسواق طاقتها التي طالما استثمرت فيها اليابان. ويقول مالكوم كوك من معهد لوي، أحد المعاهد المشاركة في رسم السياسة الخارجية والمتمركز في سيدني إن العلاقات التجارية المنعقدة بين كانبرا وبكين ينبغي فصلها عن العلاقات الدبلوماسية وإن معظم الصفقات الكبرى تتمثل في شراء الصين لمشروعات التعدين والطاقة الأسترالية لتمويل نموها الاقتصادي، وإن هذه الصفقات في مصلحة الصين. ويضيف قائلاً إن اليابان قد غيرت مقاربتها وأنها تستثمر بشكل أوسع في أستراليا وخصوصاً في قطاعات السلع الاستهلاكية مثل منتجات المشروبات والألبان. ولكن الشركات اليابانية - حسب قوله - التي تعكف لفترة طويلة على العمل في قطاع التعدين الأسترالي تراقب خطوات الصين بكل حذر. ربما تكون اليابان قد انتزعت ميزة تكتيكية صغيرة مؤخراً من خلال حصولها على حصة صغيرة في جورجون التي يمكن أن تنمو في نهاية العقد المقبل لتصبح مشروع 25 مليون طن في السنة. ولكنها تتطلع هي والصين إلى أن تكون أكبر زبون لجورجون. وهذا تحول مهم إذ عكفت اليابان لعشرات السنين على كونها المشتري الإقليمي المهيمن على الغاز الطبيعي المسال. ولكن يبدو الآن أن العملاق الصيني المتنامي وليس اليابان هي التي سترسم المنظومة الهيكلية الجديدة للغاز الطبيعي المسال في أسواق آسيا وبالتالي في أستراليا. عن «فايننشال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©