عقيل الحلالي (صنعاء)
احتدمت أمس الثلاثاء المعارك بين القوات اليمنية والميليشيات الانقلابية في مدينة تعز «جنوب غرب»، حيث حذر مسؤولون من «حرب إبادة جماعية» تشنها الميليشيا ضد المدنيين في المدينة الأكبر في البلاد من حيث الكثافة السكانية. وقال سكان محليون، إن ميليشيات الحوثي وصالح قصفت أمس الثلاثاء بالمدفعية الثقيلة مناطق سكنية في شرق ووسط مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، ليرتفع إلى 14 عدد القتلى المدنيين في غضون 48 ساعة، بحسب مصادر طبية.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية باندلاع معارك شرسة قرب معسكر التشريفات والقصر الجمهوري وكلية الطب، مؤكدة سيطرة القوات الحكومية على مسجد الرحمن في فناء كلية الطب المطلة على القصر الجمهوري. وذكرت قيادة محور تعز العسكري في بيان على «تويتر» أن مدفعية الجيش الوطني قصفت «مواقع وأوكار الميليشيات الانقلابية في معسكر التشريفات والقصر»، وهو ما أسفر عن إعطاب مدرعة تابعة للإنقلابيين قرب معسكر التشريفات الذي سيمهد تحريره استعادة القصر الجمهوري. وأفاد موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني بتحرير بنايتين سكنيتين وتقدم القوات إلى كلية الطب وسط قصف مدفعي كثيف على مواقع الميليشيات في المنطقة، مؤكداً تدمير دبابة ومدرعة ومصرع وإصابة العشرات من الانقلابيين خلال القصف والاشتباكات.
وكان عشرة حوثيين على الأقل وثلاثة من أفراد الجيش الوطني لقوا مصرعهم في المعارك شرقي تعز أمس الأول، بحسب تصريح منسوب إلى قائد القطاع الثاني في اللواء 22 العقيد يحيى الريمي. وأفشلت القوات الحكومية المرابطة في شمال وغرب المدينة محاولات تسلل للميليشيات باتجاه مواقعها في وادي الزنوج والدفاع الجوي وشارع الثلاثين وجبل هان ومقر قيادة اللواء 35 مدرع. وقالت مصادر الجيش، إن قتلى وجرحى من الإنقلابيين سقطوا خلال الاشتباكات المتفرقة في شمال وغرب تعز، في حين قال المتمردون الحوثيون: إن مقاتليهم كسروا زحف قوات الحكومة في الجهة الشرقية. وقال سكان محليون: إن قذائف مدفعية أطلقها الحوثيون والقوات المتحالفة معهم سقطت مساء الثلاثاء على حيي الضبوعة وباب موسى وساحة الحرية وسط تعز ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وأصابت عشرات آخرين بينهم أطفال.
ودانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية «العملية الإجرامية» التي ترتكبها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في تعز وراح ضحيتها عشرات المدنيين قتلى وجرحى. وقالت في بيان: إن «الميليشيا الإجرامية استهدفت المواطنين العزل في مدينة تعز عبر القصف المباشر للمنازل وللحارات المأهولة بالسكان»، معتبرة ذلك دليلاً على استخفاف الانقلابيين بأرواح المواطنين «واستعدادهم الدائم لجعل المدنيين هدفاً لأعمالهم العسكرية أو دروعاً بشرية». وأشار البيان إلى مدينة تعز الغارقة في النزاع الدامي منذ عامين «تأخذ النصيب الأكبر من العمليات الإجرامية للمليشيا توزعت بين القتل المباشر للمواطنين العزل والتدمير والحصار والاختطافات».
وطالب وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيا الانقلابية لإيقاف قصف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين. ووصف فتح هجمات الانقلابيين ضد المدنيين في تعز بـ«جرائم إبادة جماعة وإرهابية»، مشدداً على ضرورة محاكمة منفذيها «لينالوا جزاهم العادل جراء ما يقومون به من اعتداءات بحق المدنيين يومياً». وانتقد الوزير اليمني الصمت الدولي إزاء مجازر الحوثيين بحق المدنيين، وقال: إن ذلك يشجع الانقلابيين «على الاستمرار في الأقدام على تلك الجرائم». وأضاف «تتعرض مدينة تعز لإبادة ممنهجة من قبل مليشيا الحوثي وصالح وحصار خانق يدل على وحشية الانقلابيين وحقدهم الدفين على المحافظة وأبنائها».
إلى ذلك، استمرت المعارك بين قوات الحكومة وميليشيات الانقلاب في بلدتي نهم وصرواح شرق صنعاء وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية الموالية للجيش الوطني بمقتل وإصابة عدد من المسلحين الحوثيين في قصف مدفعي على مواقع لهم في صرواح آخر معقل للإنقلابيين في محافطة مأرب. وإلى الجنوب من مأرب، قتل 3 متمردين حوثيين وأصيب آخرون بتجدد الاشتباكات بين الجانبين في عسيلان وبيحان شمال غرب محافظة شبوة الجنوبية. وقالت مصادر عسكرية، إن ثلاثة من المتمردين الحوثيين لقوا مصرعهم في هجوم للجيش والمقاومة على موقع لهم بين منطقتي
بلوم ولخيضر ببلدة بيحان، مشيرة إلى مقتل عدد آخر من المتمردين وأحد أفراد اللواء 19 مشاة باشتباكات دارت في بلدة عسيلان المجاورة.
كما قتل ثلاثة من عناصر مليشيا الحوثي وصالح وجنديان حكوميان باشتباكات اندلعت أمس في منطقة مريس شمال محافظة الضالع الجنوبية بعد هجوم شنه الانقلابيون وتصدت له قوات الحكومة.
عدد اليوم
