الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مبشر الأوسي» حارب في بدر واستشهد فيها

18 سبتمبر 2009 23:54
قيل قديما: إن أسباب النصر في المعارك ثلاثة «عقيدة راسخة ومعنويات عالية ومعرفة بفنون القتال». وهذا هو حال المسلمين الأوائل، قال عنهم ملك الصين عندما أرسل إليه ملك الفرس يريد مدداً لقتال المسلمين «لا قبل لنا بقتال قوم لو أرادوا أن يقتلعوا الجبال من أماكنها لاقتلعوها» ولم لا؟ وكل واحد يحمل بداخله قرآنا قال عنه الحق سبحانه «لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعا مُتَصَدِّعا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» الحشر (21). ومن هؤلاء مبشر بن عبد المنذر الذى يشير محمد بن سعد البصري في كتابه «الطبقات الكبرى» إليه فيقول :مبشر بن عبدالمنذر بن زنبر الأنصاري الأوسي شهد بدرا مع أخويه أبي لبابة بن عبد المنذر ورفاعة بن عبدالمنذر وقتل مبشر ببدر شهيدا. وقال ابن إسحاق فيمن قتل ببدر من الأنصار: مبشر بن عبد المنذر من بني عمرو بن عوف. ولا عقب له إلا أن أبا لبابة رده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الطريق إلى المدينة وجعله أميراً عليها وضرب له بسهمه وأجره فهو كمن حضرها. أما ابن ناصر الدين شمس الدين القيسي الدمشقي فيشير إلى بعض الاختلافات حول مبشر بن عبد المنذر في كتابه «توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم» فيقول: «قيل اسم أبي لبابة بشير بن عبد المنذر رواه موسى بن عقبة عن ابن شهاب وبه قال خليفة بن خياط وغيره وقيل اسمه زيد حكاه ابن منده في الكنى وقيل اسمه رافع حكاه المصنف في التجريد وقيل رافع أخو أبي لبابة وقيل اسم أبي لبابة مبشر حكاه ابن ماكولا وقيل مبشر أخوه وقيل اسم أبي لبابة مروان حكاه ابن الجوزي في التلقيح، ومبشر بن عبد المنذر بن زنبر بدري قتل يومئذ قلت ذكره الأمير بنحوه فقال ومبشر بن عبد المنذر بن زنبر يقال هو أبو لبابة ويقال بل هو أخوه وقال ابن إسحاق قتل يوم بدر وجزم المصنف في التجريد بأنه أخو أبي لبابة فقال شهد بدرا مع أخويه أبي لبابة ورفاعة فاستشهد». لقد علم مبشر أن الله يحب الكريم وأن الكرم سبب يصل به إلى الجنة فجعل بيته محط رحال المهاجرين وهنا يتحدث ابن سعد البصري الزهري في «الطبقات الكبرى»عن بعض الذين استقبلهم مبشر من المهاجرين وفتح لهم داره يعيشون فيها فيقول: «بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا في الهجرة إلى المدينة رجالهم ونساؤهم فخرجوا جميعا وتركوا دورهم مغلقة، يقول ابن سعد في كلامه عن بقية أخرى من المهاجرين: نزل أبو سلمة حين هاجر إلى المدينة بقباء على مبشر بن عبد المنذر. ولما هاجر شماس بن عثمان إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر. ولما هاجر عمار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر. ولما هاجر معتب بن عوف من مكة إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر. ولما هاجر أبو أحمد بن جحش مع أخيه عبد الله وقومه إلى المدينة نزلوا على مبشر بن عبد المنذر. هؤلاء المهاجرون بأسرهم -زوجات وأبناء وآباء وأمهات- قد استأنسوا جميعهم بمبشر ويكفي أن اسمه يدعو إلى البشر والسرور. فآخى رسول الله -(كما يقول الإمام الذهبي في كتابه «سير أعلام النبلاء» وكما يقول في «الطبقات الكبرى» ابن سعد البصري الزهري)- بين عاقل بن أبي البكير وبين مبشر بن عبد المنذر. ويدعو داعي الجهاد ويشم مبشر بن عبد المنذر رائحة الجنة تدعوه مع هذه الدعوة، وما هي إلا لحظات وتلاحمت القوتان، فسمع للخيل صهيلها وسمع للسيوف صليلها واشتد القتال يقاتل المسلمون جيشا قد بلغ عدده وعدته أضعاف أضعاف عددهم إلا أن ميزان القوة الإلهية يختلف عن ميزان البشر فقوة الإنسان في إيمانه بربه تزيده أضعاف قوة الخصم ويحدد الله هذه القوة فيقول«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» سورة الأنفال الآيتان 65،66. قاتل مبشر قتالا شديداً حتى سقط شهيدا في المعركة فنحسبه عند الله ممن قال فيه الحق سبحانه «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ» سورة فصلت- الآيات 30- 32.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©