الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان: خطط جديدة لمواجهة «تسونامي»

اليابان: خطط جديدة لمواجهة «تسونامي»
31 مارس 2011 00:10
كان المهندس "كيت مياموتو" يلقي محاضرة عن السلامة من خطر الزلازل عندما ضربت اليابان أعنف هزة أرضية شهدتها في الشهر الحالي، وبذلك فقد احتل هذا المهندس موقعاً قيادياً في التصدي للعواقب التي تسفر عنها هذه الكارثة، وما يجب القيام به لتفادي آثار الكوارث الطبيعية المشابهة في المستقبل. وفيما بعد الزلزال قال المهندس مياموتو -رئيس شركة مياموتو الهندسية، مقرها بمدينة سكرامنتو- لقد أحدثت هذه الكارثة حالة من الشلل التام في اليابان. ويمكننا تعلم الكثير من دروسها لتفادي شلل محتمل كهذا فيما لو ضرب التسونامي سواحل كاليفورنيا. يذكر أن "مياموتو" أطلق هذا التصريح أثناء وقوفه فوق حطام الزلزال والتسونامي في مدينته الساحلية اليابانية. وقال إن التجربة القاسية التي تعرضت لها اليابان، تفيد كثيراً رغم مأساويتها في معرفة ما هو صالح وغير صالح في التصدي لمثل هذه الكوارث الطبيعية. صحيح أن تعلم بعض دروس هذه التجربة قد يتطلب سنوات عديدة مقبلة لاكتشاف ما يصلح فعلاً لدرء كوارث التسونامي والزلازل. غير أن بعض حقائق هذه التجربة أصبحت واضحة الآن. وأشار بعض الخبراء في هذا الصدد إلى مشكلة إفراط اليابان في الاعتماد على هندسة بناء الحوائط والحواجز البحرية، وهي الأكثر تفضيلاً بالنسبة لصناعة الإنشاءات الضخمة التي تحظى بسند سياسي حكومي كبير، خاصة وقد تبين أن هذا الاعتماد المفرط على الحوائط والحواجز البحرية كان سبباً رئيسياً في تفاقم كارثة التسونامي والزلازل الأخيرة، لكونها أعطت إحساساً خادعاً بتوافر السلامة والأمان من خطر ارتفاع مياه البحر. وحسب الإحصاءات الرسمية، فإن مساحة تزيد على 40 في المئة من السواحل اليابانية مغطاة بهندسة كاسر الأمواج والحوائط والحواجز البحرية. وعلى الرغم من أن الدمار الذي أحدثته الزلازل وموجات التسونامي الأخيرة كان ممكناً له أن يكون أسوأ بكثير دون هذه الحواجز، فإن الكثير منها قد غمرته المياه أو انهار أمام قوة اندفاعها، بما فيها حائط "كيماشي" البحري الذي يمتد بطول 1.2ميل، وهو أطول وأكبر حائط بحري عالمي، بلغت تكلفة إنشائه 1.5 مليار دولار. والآن فإن هناك حاجة لإعادة تقييم نسبة الخسارة والفائدة من مثل هذه المشاريع الإنشائية البحرية المكلفة، كما يقول أنتونيوس بومونيس -خبير لدرء الكوارث مقيم في اليابان وسبق له أن درس تأثيرات زلزال 1995 الذي ضرب مدينة كوبي اليابانية. وفيما يتعلق بمفاعل فوكوشيما النووي، لم يكن مقلقاً للكثيرين تأمين إمدادات الطاقة التي يسهم بتوفيرها ذلك المفاعل، لأنه لم يخطر لأحد إمكانية تجاوز ارتفاع مياه البحر للحائط الذي يحميها بارتفاع 17 قدماً. ولكن كانت مولدات الديزل المخصصة لتبريد قضبان الوقود المستهلك والرئيسي في مستوى أرضي منخفض، وسرعان ما أغرقتها مياه الفيضان. وقال تاتسيوكي كوماجي -أحد مسؤولي بلدية مدينة مياكو- لقد كان ارتفاع المياه أعلى بكثير مما توقعنا. يذكر أن لمدينة كاليفورنيا مفاعلين نوويين ساحليين يقعان قريباً من مناطق ترتفع فيها مياه البحر، وقد تمت حماية كليهما بحائط بحري. وعلى الرغم من أن جيولوجيا المنطقة لا ترجح احتمال حدوث تسونامي محلي في كاليفورنيا، فإن سواحل هذه الولاية تظل عرضة لتأثيرات التسونامي التي تقع في بحار بعيدة عنها، إضافة إلى بعض موجات التسونامي المحلي. وعلى حد رأي الخبراء، فقد أدت نظم الإنذار المبكر عن التسونامي في اليابان دورها على أحسن ما يكون، إذ أطلقت إنذاراً للسكان المحليين قبل 20 - 30 دقيقة من حدوث التسونامي، ما يعني مساهمتها في إنقاذ حياة نحو 100 ألف شخص أو أكثر. وبالمقارنة تفتقر الولايات المتحدة إلى نظم إنذار مبكر شاملة كما يقول المنتقدون. ومن رأي "كوستاس ساينولاكيس" مدير مركز أبحاث التسونامي الأميركي، فإن ساحل مدينة لوس أنجلوس بحاجة إلى نظام قياس دقيق يوفر معلومات زمنية حقيقية عن نشاط التسونامي الذي تتأثر به مياه الساحل. وليس مبرراً عدم توافر أجهزة كهذه. غير أن عامل التقصير البشري ومسؤوليته عن مثل هذه الكوارث لا تستثني منه حتى اليابان. فقد وقعت هزة أرضية عنيفة بقوة 7.5 درجة قبل يومين فحسب من وقوع الهزات الأعنف. ولما لم تكن تلك الهزة المبكرة تعقبها أي موجات تسونامي خطيرة، فقد تجاهل الكثيرون أمرها، حتى وقعت الكارثة الكبرى فيما بعد. وبالمقارنة فإن لليابان نظام تدريب جيد، إضافة إلى استمرار تقليد يوم التوعية بخطر الكوارث في تقويمها السنوي، في حين لم تتبن الولايات المتحدة أي نظم أو تدابير سلامة وتوعية بخطر الكوارث كهذه على النحو المطلوب بعد. وقد ذكر شيجيكي ساكاي -أستاذ الهندسة المدنية بجامعة إيويت- أنه بدأ العمل منذ نحو خمس سنوات في إحدى البلدات المجاورة لمياكو على خطة لدرء الكوارث، بما فيها خطط إخلاء السكان وإنقاذهم. ويرى البروفيسور ساكاي أن هناك أهمية كبيرة لجانب التدريب السكاني في منطقة لم ينج فيها سوى فرد واحد بين كل 110 متأثرين بكوارث الهزات الأرضية والتسونامي. إلى ذلك تأتي أهمية المباني والمواد المستخدمة في تشييد منازل السكان المحليين المجاورين للسواحل. فقد أثبتت التجربة اليابانية أن البيوت المشيدة من الخرسانة المسلحة والأسمنت هي الأكثر صموداً وقدرة على إنقاذ حياة السكان، في حين كانت البيوت الخشبية الأكثر عرضة للدمار وتعريض حياة ساكنيها للخطر. ولكن المشكلة أن هذا النوع الأخير من البيوت الضعيفة هو الأكثر انتشاراً بسبب قلة تكلفة تشييدها. وهذا ما يتطلب تدخلاً حكومياً لمساعدة السكان وتحسين مستوى سلامة وأمن منازلهم. مارك كاجنير كسيونوما - اليابان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©