بروكسل (وكالات)
رحبت الرباعية الدولية حول ليبيا، في ختام اجتماعها أمس بالعاصمة البلجيكية بروكسل، باللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء فايز السراج والمشير خليفة حفتر في أبوظبي يومي 2 و3 مايو الجاري. وناقشت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، المستجدات في ليبيا، ويعتبر اجتماع بروكسل الثاني من نوعه، أما الأول فقد عقد بالقاهرة في 18 مارس الماضي.
وأعادت المجموعة الرباعية تأكيد التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات، مع تجديد دعوتها إلى التوقف عن التواصل مع المؤسسات الموازية الموجودة خارج الاتفاق السياسي الليبي. وأكدت المجموعة الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للأزمة السياسية بقيادة ليبية، وأعادت التأكيد في هذا الصدد على رفضها للتهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية، وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا.
ودانت المجموعة الرباعية بشدة الهجوم غير المبرر على براك الشاطئ الأسبوع الماضي، وأعربت عن ذعرها البالغ إزاء التقارير حول سقوط أعداد كبيرة من القتلى، من بينهم مدنيون، ووقوع حالات إعدام بإجراءات موجزة. وأعربت عن قلقها إزاء الحوادث الأمنية الأخيرة والتهديد باستخدام العنف في طرابلس. وأشادت بالجهود الرامية إلى تثبيت خفض حدة التوتر في العاصمة، ورحبت باستعادة الهدوء في منطقة الهلال النفطي. وطالبت المجموعة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بالاستمرار في بسط سلطته ومعالجة المسائل الأمنية في العاصمة، وفي غيرها من المناطق ودعت إلى تجديد الجهود من قبل الأطراف كافة لتثبيت ترتيبات أمنية أكثر متانة في أرجاء البلاد كافة، وإقراراً منها بأهمية تعزيز الاستقرار والأمن على حدود ليبيا، أعادت المجموعة الرباعية تأكيد دعمها التدابير الليبية والإقليمية لتحسين أمن الحدود، وتعهدت بتعزيز التنسيق فيما بينها في هذا المجال.
واستمرت المجموعة الرباعية في تشجيع الأطراف الليبية كافة على الانخراط في حوار بنّاء وشامل بغية تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي بالكامل. ورحبت المجموعة بالجهود كافة، وبالتقدم المشجع الناتج عن اللقاءات الأخيرة بين أصحاب المصلحة الليبيين، خاصة اللقاء بين رئيس الوزراء فايز السراج والمشير خليفة حفتر في أبوظبي يومي 2 و3 مايو الجاري، وبين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وعبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة في روما يوم 21 أبريل الماضي. وأعربت المجموعة الرباعية عن تقديرها للجهود الإقليمية المتواصلة لدعم العملية السياسية الليبية، ورحبت بالبيان الختامي الصادر عن الاجتماع الحادي عشر لدول الجوار الليبي المنعقد في الجزائر يوم 8 مايو الجاري والذي أعاد تأكيد دعم حل سياسي شامل على أساس الاتفاق السياسي الليبي. من جهة أخرى أكد كوبلر، أمس من بروكسل، أن مذبحة براك الشاطئ التي ارتكبتها ميليشيات مسلحة الأسبوع الماضي بحق عناصر من الجيش الليبي قد ترقى إلى جرائم حرب. وكان كوبلر دان يوم الجمعة الماضي، الهجوم الذي استهدف، الخميس، قاعدة براك الشاطئ الجوية، وأسفر عن عشرات القتلى والمصابين، محذراً من نشوب نزاع خطير جراء هذا الاعتداء.
وقال كوبلر، في بيان مقتضب أورده موقع البعثة الأممية: «إن هذا الهجوم الشرس يقوض الجهود السياسية، وإنني أشعر بالغضب إزاء التقارير عن وقوع عدد كبير من القتلى، ومن ضمنهم مدنيون، والتقارير التي تشير إلى احتمال وقوع إعدامات بإجراءات موجزة. وتشكل عمليات الإعدام بإجراءات موجزة واستهداف المدنيين جريمة حرب يمكن ملاحقتها أمام المحكمة الجنائية الدولية».
عدد اليوم
