الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترامب يطالب الإسرائيليين والفلسطينيين بتقديم تنازلات

ترامب يطالب الإسرائيليين والفلسطينيين بتقديم تنازلات
24 مايو 2017 14:10
عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله، القدس المحتلة) دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات من أجل السلام، واتخاذ القرارات الصعبة التي يترتب عليها الأمر. وقال ترامب الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباحاً في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ثم ألقى خطاباً في متحف إسرائيل بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة، وغادر لاحقاً إلى روما، حيث سيلتقي بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم الأربعاء «صنع السلام لن يكون سهلاً.. الجانبان سيواجهان قرارات صعبة، ولكن مع التصميم والتنازلات والاعتقاد بأن السلام ممكن، يستطيع الإسرائيليون والفلسطينيون التوصل إلى اتفاق». وتعهد ترامب مرة أخرى بأنه ملتزم شخصياً بمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ قرابة 70 عاماً. ولم يأتِ ترامب خلال الخطاب أو المحادثات على ذكر حل الدولتين الذي يبقى المرجع الأساسي لحل الصراع، كما لم يتطرق إلى وعده أثناء الحملة الانتخابية بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس. وقال «اجتمعت مع عباس، وبإمكاني أن أقول لكم إن الفلسطينيين مستعدون للوصول إلى السلام»، وأضاف «أعلم أنكم سمعتم هذا من قبل، ولكن أقول لكم إنهم مستعدون للوصول إلى السلام.. وفي لقائي مع صديقي العزيز نتنياهو، أستطيع أن أقول لكم إنه أيضاً يريد الوصول إلى السلام». وأضاف «لكن تحقيق السلام لن يكون سهلاً. جميعنا نعرف ذلك. الجانبان سيواجهان قرارات صعبة، لكن بالعزم والتنازلات والإيمان بأن تحقيق السلام أمر ممكن، سيكون بوسع الإسرائيليين والفلسطينيين إبرام اتفاق». وتضمن الخطاب أيضاً بعض المقاطع التي دافع فيها ترامب بشدة عن إسرائيل وتعهد بحماية الدولة العبرية من أعدائها، بما في ذلك إيران، التي أكد مجدداً أنها لن تقوم أبداً بحيازة سلاح نووي، وقال «قادة إيران اعتادوا الدعوة لتدمير إسرائيل، لكن ليس مع وجود دونالد ترامب». وتعهد الرئيس الأميركي الذي قام وزوجته ميلانيا بزيارة النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا «الهولوكوست» في القدس (ياد فاشيم)، ووضع إكليلاً من الزهور، بأن إدارته ستقف دائماً بجانب إسرائيل، ما دفع نتنياهو إلى الوقوف ليصفق له. وقال «صلات الشعب اليهودي بهذه الأرض المقدسة قديمة وأبدية.. ترجع إلى آلاف السنين»، كما أكد أيضاً صلات المسيحيين والمسلمين بالأرض، وقال «هذه المدينة ليست كمثلها في أي مكان.. تكشف توق القلب البشري لمعرفة الله وعبادته». من جهته، كرر الرئيس الفلسطيني تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وقال في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع ترامب في بيت لحم «نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار». وأضاف «إن مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان، وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين». وأضاف «إن نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله هو مفتاح السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم»، مؤكدا مرة أخرى الالتزام بالتعاون من أجل صنع السلام وعقد صفقة سلام تاريخية مع الإسرائيليين. وأضاف عباس «إن تحقيق السلام سيفتح الأفق واسعاً أمام النهوض باقتصادنا واستكمال بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة القانون في ظل روح التسامح والتعايش، ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف والتحريض، وبناء الجسور بدلا من الأسوار داخل أراضينا». وتمنى أن يسجل التاريخ أن ترامب هو الرئيس الأميركي الذي حقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أنا أمد يدي لك لأكون شريكاً في هذا المسعى النبيل. وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل مبادرة أميركية في شأن السلام في أبريل 2014. وعين ترامب صهره جاريد كوشنر مستشاراً كبيراً للوساطة في سبيل التوصل لاتفاق سلام، فيما يتولى جيسون جرينبلات وهو محام سابق في مجموعة ترامب العقارية مسؤولية الاتصال بالمسؤولين والزعماء في المنطقة يوما بعد يوم بشأن التفاصيل الجوهرية لأي حل. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربت ريموند ماكماستر، إن ترامب عبر عن رغبته بالكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين. وقال مفوض منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط، «لدينا أجندة سلام واضحة تماما، مدعومة وطنياً، ومدعومة عربياً وإقليمياً، وتحظى بإجماع دولي كامل، نحن لا نخشى السلام، نحن نسعى من أجل السلام، وتحدثنا بذلك مع شركائنا الأميركيين». واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن إسرائيل فشلت في التأثير على الموقف الدولي والأميركي بشأن القدس. وذكرت في بيان أن المسؤولين الإسرائيليين يتعمدون تكرار مواقفهم العنصرية بشأن القدس المحتلة، في محاولة لترسيخ تلك المواقف، وتحويلها إلى حقائق في وعي المسؤولين الدوليين، وبشكل خاص المسؤولين الأميركيين. وقالت: «إن ما يهمنا هنا هو ما يقوله ويفعله الرئيس الأميركي، والمسؤولون الأميركيون، رغم كل ما يسمعونه من كلام ومواقف متطرفة حول القدس وقضايا الحل النهائي التفاوضية، خاصة في مدى التزام الموقف الأميركي بالموقف الدولي القائم على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة العديدة، التي تؤكد أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967». وأضافت: «يتضح لنا من خلال ما سمعناه من الرئيس الأميركي والمسؤولين الأميركيين، أنهم لم يتأثروا حتى الآن بتلك التصريحات والادعاءات». ونوهت بأن زيارة ترامب لحائط البراق دون مشاركة إسرائيلية رسمية هي أكبر تأكيد على إصرار الجانب الأميركي على التمسك بالشرعية الدولية، والموقف الرسمي، الذي لا يعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، والذي يؤكد أنها أرض فلسطينية محتلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©