الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هاتوياما»... ومراجعة العلاقات مع واشنطن

«هاتوياما»... ومراجعة العلاقات مع واشنطن
19 سبتمبر 2009 00:01
بعد ساعات معدودة على تنصيبه رئيساً للوزراء يوم الأربعاء، قال «يوكيو هاتوياما» إنه يرغب في تغيير علاقة اليابان «السلبية بعض الشيء» مع الولايات المتحدة ومراجعة الوجود العسكري الأميركي الكبير في بلاده. غير أنه منذ أن حقق حزبه - «الحزب الديمقراطي الياباني» - فوزاً تاريخياً في الانتخابات في الثلاثين من أغسطس الماضي، حاول «هاتوياما» طمأنة الولايات المتحدة بأنها ما زالت تمثل حجر الزاوية في سياسة اليابان الخارجية بموازاة مع سعيه الوفاء بما تعهد به خلال حملة حزبه الانتخابية من أن يجعل علاقة البلدين أكثر مساواة. وفي مؤشر على أنه يبحث عن التوازن الصحيح، قال يوم الأربعاء إنه «لا يعتقد أننا نستطيع القيام بالأشياء من دون الولايات المتحدة». ومن المتوقع أن يسافر «هاتوياما» الحاصل على دكتوراه من جامعة ستانفورد، إلى نيويورك الأسبوع المقبل قصد المشاركة في جلسة افتتاح الجمعية العامة الأمم المتحدة، ومن غير المستبعد أن يلتقي مع أوباما خلال هذه الزيارة. وكان حزبه قد صعّد تحديه هذا العام للحزب «الديمقراطي الليبرالي» الذي حافظ دائماً على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، منتقداً ما وصفه بالانقياد المفرط في تعامل اليابان مع حليفتها الرئيسية وحاميتها العسكرية خلال مرحلة ما بعد الحرب، وقال إنه يعتزم إعادة التفاوض حول اتفاقية «وضع القوات» التي يوجد بموجبها نحو 47000 جندي أميركي في اليابان. وعلاوة على ذلك، قال الحزب «الديمقراطي الياباني» إنه يرغب في انتقال قاعدة «فوتينما» الجوية التابعة للقوات البحرية الأميركية إلى موقع جديد على جزيرة «أوكيناوا» الواقعة جنوب البلاد؛ وإن على اليابان أن تعيد التفكير في تعهدها بدفع 6 مليارات دولار للولايات المتحدة نظير نقل حوالي 8000 جندي من «المارينز» من أوكيناوا إلى قاعدة جديدة في جزيرة جوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادي. كما أعلن الحزب كذلك عن رغبته في سحب السفن البحرية اليابانية من مهمة إعادة التزويد بالوقود في المحيط الهندي. غير أنه بعد فوز الحزب «الديمقراطي» الياباني ، بدا أن «هاتوياما» وزعماء آخرين في الحزب قد تراجعوا عن هذه المطالب، وأصبحوا بدلاً من ذلك يقولون إنهم قد «يقترحون» مراجعات لاتفاقية وضع القوات ولتمويل تغيير موقع القاعدة الأميركية. ففي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، بدا أن «هاتوياما» يحاول تحديد طريق وسط حيث قال إنه لا «نعتزم تغيير سياستنا الجوهرية» تجاه الولايات المتحدة وإنه يرغب في «بناء علاقة ثقة» مع أوباما، ولكنه أضاف أنه يرغب في علاقة مع الولايات المتحدة «أستطيع أن أعبر فيها بصراحة ووضوح عن أفكاري». ومعروف أن الولايات المتحدة ملزَمة بموجب اتفاقية خلال مرحلة ما بعد الحرب بالدفاع عن اليابان في حال تعرضها لهجوم. بيد أنه خلال الأيام الأخيرة، بدا أن تخفيف وتلطيف تصريحات وبيانات حزب «هاتوياما»، إضافة إلى المحادثات الخاصة التي دارت بين مسؤولين عسكريين أميركيين ويابانيين، قد طمأنت الولايات المتحدة؛ حيث استبعد قائد القوات العسكرية الأميركية في المحيط الهادي، الأدميرال «تيموثي جي. كيتينج»، في واشنطن يوم الثلاثاء حدوث تغيير جوهري في التحالف إذ قال: «إنني جد واثق، بل شبه متأكد، بأنه قد تكون ثمة بعض المناقشات حول بعض جوانب التحالف العسكري الأميركي- الياباني، غير أنه لا يتوقع حدوث أي تغيير مهم، وهذا أمر جيد!». والواقع أن إعادة التفكير في علاقات اليابان مع أقرب حليف لها وشريك تجاري رئيسي لم يكن العامل الذي دفع أعداداً كبيرة من اليابانيين للتصويت لـ»الحزب الديمقراطي الياباني» الشهر الماضي،؛ فقد أظهرت استطلاعات للرأي أن الحزب حقق فوزاً كاسحاً وتاريخياً لأن الناخبين يعتبرون ذلك الوسيلة الوحيدة المتاحة لهدم الحزب «الديمقراطي الليبرالي» الممقوت، الذي حكم البلاد قرابة نصف قرن. وحسب استطلاعات الرأي هذه، قال الناخبون إنهم يتوقعون من «هاتوياما» وحزبه الذي ينتمي إلى «يسار الوسط» أن يأتي بأفكار ورؤى جديدة لحل المشاكل الاقتصادية العويصة التي تتخبط فيها اليابان؛ ولكنهم لم يكونوا مقتنعين بأن الوعود التي أطلقها «الحزب الديمقراطي الياباني» في حملته الانتخابية منطقية وواقعية؛ ولم تجد هذه الاستطلاعات مؤشراً حقيقياً على دعم شعبي واسع لإعادة النظر في العلاقات اليابانية- الأميركية. ومثلما ذكّر «هاتوياما» مشرعين من الحزب «الديمقراطي» الياباني قبل يوم على ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، فإنه يتسلم قيادة الحكومة في أوقات عصيبة بالنسبة للعديد من اليابانيين إذ قال: «هذا ليس وقت الابتهاج ... إذا لم يكن الحزب «الديمقراطي» في مستوى التوقعات، فإن البلاد قد تفقد الأمل ولن يكون ثمة مخرج». ذلك أن أكبر اقتصاد عالمي يعاني اليوم من أسوء أزمة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث وصلت البطالة إلى مستويات قياسية، وتدنت الأجور، وتراجعت استثمارات الشركات، وانخفضت بشدة الأسعار الاستهلاكية التي تهدد بحدوث انكماش. ولذلك، فإنه سيتعين على «الحزب الديمقراطي الياباني» أن يعالج هذه المشاكل، ويوفر في الوقت نفسه الرعاية الطبية التي ازدادت كلفتها وخدمات اجتماعية أخرى لأكثر سكان العالم شيخوخة، مع تحمل دين عام هو الأعلى بين الدول الغنية. بلين هاردن – طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©