الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المعنويات» سلاح مدربي الأندية في دوري المحترفين

«المعنويات» سلاح مدربي الأندية في دوري المحترفين
19 سبتمبر 2009 00:12
لكل مدرب طريقة، جملة شهيرة تتردد في الساحة الرياضية عن كيفية نهج أي مدرب لطرق إعداده للفريق سواء عبر المعسكر الخارجي أو أثناء المباريات الودية التي يتباري فيها كل نادٍ من أجل الوصول للتوليفة السحرية التي تبدأ الموسم. ولعل الملاحظ هذا الموسم، الذي يعتبر الثاني في مشوار الاحتراف الإماراتي، أن الغالبية العظمى من الأندية أعلنت مبكراً أنها سوف تنافس على الألقاب المحلية، على الرغم من المعطيات السلبية التي تركتها معظم هذه الأندية في نفوس جماهيرها في الموسم الماضي، خاصة النصر والشباب وعجمان والوصل والشارقة والوحدة بخلاف الصاعد الجديد بني ياس. وبناء على رصد ما سبق أن قدمته هذه الفرق يتم القفز إلى نتيجة بديهية، هي أن المنافسة المتوقعة منها، لن تكون سهلة على لاعبيها، في ظل ما هو متوقع من شراسة وقوة في التنافس بين الجميع، إذا ما أضيفت القوى الكبرى الممثلة في العين والأهلي والجزيرة. وبعيداً عن مواقف الفرق الواقعية خلال مشوار البطولة التي تنطلق بعد أيام، ومدى قدرة المدربين على توظيف، ما لديهم من امكانات لتنفيذ الوعود البراقة التي تسرع البعض وأطلقها، فقد رصدنا طبيعة الطريقة التي يعتمدها كل مدرب في الإعداد للموسم الجديد ليس على المستوى الفني، وبل من حيث الإعداد النفسي والمعنوي للفريق، وهذا الجانب لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، لأن المنافسة على البطولة تحتاج إلى زرع ثقافة البطولة نفسها، وكيفية التعامل معها في نفوس جميع اللاعبين. وبناء على ما تقدم، تم الكشف عن مدربين من النوع الهادئ والصبور، الذي لا يتسرع في وعود وردية، على سبيل المثال « ننافس على البطولات» أو أننا «نضمن حصد لقب واحد على الأقل»، أو غيرها من التصريحات التي لو أطلقت دون دراسة لنفسية اللاعبين بالفريق فسيكون لها أضرار كبيرة على الأداء العام خلال الموسم، بينما اعتمد مدربون آخرون على طريقة رفع الروح المعنوية، والعمل على استفزاز معنويات اللاعبين لتظهر مع بداية انطلاقة الموسم، وهو ما يجيده الألماني باكلسدورف مدرب النصر الذي أكد قدرة لاعبيه على المنافسة مادحاً إياهم في أكثر من مناسبة عبر التصريحات التي لا يكف المدرب عن اطلاقها والتي أعادت جماهير «العميد» للالتفاف حول فريقها، في ظل الثقة الكبيرة في اسم المدرب الذي قدم المستوى الطيب من الأداء خلال الدور الثاني من الموسم المنصرم. وعود براقة ويُعرف باكلسدورف بأنه من المدربين القادرين على تجهيز لاعبيه نفسياً، بنفس درجة اهتمامه بتجهيزهم بدنياً، وهو ما يحتاج إليه بالفعل فريق النصر الجديد، في ظل مرور العميد بمرحلة إحلال وتجديد بدأت الموسم الماضي الذي شهد تعاقد الفريق مع ما يقرب من 9 لاعبين، وبيع عدد ليس بالقليل، وهو ما يتكرر للموسم الثاني على التوالي عبر جمع أكبر قدر من اللاعبين، والاستغناء عن آخرين وللوصول للخلطة السرية من هذا المزيج الجديد، يجب الاهتمام أولاً بجوانب اللاعبين النفسية، وكيفية إعدادهم وزرع الولاء في نفوسهم للقميص الذي يرتدوه. شايفر الروح القتالية فيما يمتاز مدربون آخرون بوجود قدرات خاصة في التعامل النفسي والمعنوي مع اللاعبين، خاصة الألماني شايفر مدرب العين الذي يهتم دائماً برفع الروح القتالية للاعبيه، ودفع الجميع لإخراج أفضل ما لديه داخل الملعب، وهو ما يراهن عليه الثعلب الألماني من أجل إعادة العين لمنصة التتويج المحلي، والفوز بقلب الدوري الذي غاب عنه كثيراً، بخلاف الدخول في المنافسة القوية، والشرسة ليس على المستوى المحلي، ولكن أيضاً بدوري الأبطال الآسيوي البطولة الفضلة لقلعة البنفسج. وركز شايفر على التصريحات التي ترفع همم لاعبيه من قبيل «العين ينافس على جميع البطولات ويحسم لقب الدوري» أو أن «العين قادر على السير بعيداً في دوري الأبطال»، غيرها من الوعود التي تجعل لاعبي البنفسج في مواجهة مع النفس وتخرج كل ما لديهم من طاقات، وهذا النوع من الإعداد النفسي معروف ومتبع خاصة بين المدربين الألمان. براجا وثقافة البطولات أما مدرب الجزيرة آبل براجا فيعتمد على طريقة الروح الجماعية وزرع ثقافة البطولة في نفوس الجميع، وهو ما أظهره فريق الجزيرة الموسم الماضي على الرغم من عدم توفيقه في حسم أي لقب، ولكن لا ينكر أحد أن الجزيرة يعتبر بحق بطل غير متوج في ظل وفرة امكانات البطولة لدى العنكبوت الجزراوي، سواء في اللاعبين أو الجهاز الفني أو في الجماهير التي ساندته بقوة خلال الموسم الأول للمحترفين. ويكفي أن براجا دائماً ما يؤكد خلال وصفه لفريق بأنه فريق يملك كل مقومات البطولة، ويضم لاعبين على أعلى مستوى، مما يساهم في زيادة الثقة بينه وبين لاعبيه. ويعتبر آبل براجا من أشهر المدربين البرازيليين المعروف عنهم إجادة توطيد الثقة مع لاعبيه لزيادة الانسجام النفسي بينه وبينهم لدرجة تجده أقرب لقلوب الجميع داخل وخارج الملعب، وهي الطريقة التي أثمرت النجاحات التي سبق وحققها مع فرق برازيلية وأشهرها إنترناسيونال البرازيلي. وعلى الجانب الآخر لا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لمواطنه البرازيلي سيريزو مدرب فريق الشباب الذي حقق نجاحات واقعية مع الجوارح، ويكفي أنه أعاد درع الدوري للقلعة الخضراء بعد طول غياب ليتوج بلقب آخر دوري للهواة وينافس على لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، في أول موسم للمحترفين، وها هو يدخل موسمه الثاني بنفس الفلسفة التي بدأها مع فريقه قبل موسمين، وهي لعب الكرة من أجل الاستمتاع ، ولا يبعد الرجل في تصريحات ومعاملته للاعبيه عن هذا التوجه، حيث يقول سيريزو «الشباب قادرون على المنافسة وبقوة هذا الموسم» أو «ثقتي في لاعبي الفريق بلا حدود»، وطالبتهم بأن يثبتوا قدراتهم داخل الملعب، وأن يستمتعوا بكرة القدم ويقدموا مستوى فني راقي بغض النظر عن النتيجة». ويركز سيريزوا كثيراً على رفع الضغط النفسي عن لاعبيه في كل مناسبة، مما أدى لتحقيق بطولة والمنافسة على أخرى حتى الدور النهائي. وبنفس المنطق يسير كل من البرتغالي كاجودا صاحب القدرة الكبيرة على فرض شخصيته على جميع اللاعبين، إضافة إلى البرازيلي زي ماريو الذي يؤكد أنه يفضل قيادة فرق الوسط، بعيداً عن ضغوط الفرق الكبيرة التي تفكر في المنافسة على الألقاب دون النظر لبناء اللاعبين أو لبناء الفريق كقوة لا يستهان بها في الدوري، وهو ما يحاول أن ينفذه حالياً مع عجمان. فيما يركز كاجودا على استعادة الثقة المفقودة في نفوس لاعبيه مع تركيزه على تحريرهم من الضغوط المتعلقة بالمنافسة على البطولات، حيث يهتم في المقام الأول بأن يتعافى الفريق، مما لحق به خلال الموسم الماضي، وأدى لصراعه بقوة للهروب من الهبوط، لكن بناء فريق يتواجد في المنطقة الدافئة، وينافس على المراكز الأولى عملية ليست سهلة، في ظل المشكلات الإدارية التي عاني منها بعض اللاعبين. غموض أندوني حتى الآن لا يزال الروماني أندوني لغزاً غامضاً، وربما بسبب حداثه عهده بالدوري الإماراتي، ولا يعني ذلك التشكيك في قدرات الرجل، ويكفي ما حققه في الدوري السعودي مع الاتفاق الذي قدمه بشكل مختلف في دوري أبطال آسيا الأخير. غير أن المدرب الروماني لا يزال يشكل علامة استفهام كبيرة لجماهير الأهلي التي تتعجل ظهور فريقها بصورة جيدة، خاصة أنه مطالب بالدفاع عن لقبه وتمثيل الكرة الإماراتية في المونديال. وبشكل عام لا ترضى جماهير الأهلي على طريقة المدرب في التعاطي مع الفريق في ظل الخسائر المتكررة في المباريات الودية، لكن بعيداً عن آراء الجماهير الحمراء، فالرجل يحاول بشتى الطرق الاعتماد على الجوانب النفسية، وإعادة بث الروح القتالية في نفوس لاعبيه، ويكفي أنه دائماً ما يتحدث مع اللاعبين سواء بصورة فردية أو جماعية عما يطلبه داخل وخارج الملعب بخلاف تركيزه على علاج السلبيات التي لا تظهر على أداء اللاعبين. ضغوطات كبيرة وبغض النظر عن طريقة كل مدرب في ترتيب أوراقه للموسم الذي ينطلق بعد أيام قليلة فلا شك أن هناك ضغوطاً كبيراً يعاني منها مدربو الأندية المحترفة في ظل ارتفاع سقف الطموح لإدارات معظم الأندية، حتى تلك التي لا تملك أي طموح من أجل المنافسة على الألقاب، ومع ذلك تطلب من مدربها ضرورة المنافسة وإرضاء الجماهير، وهي كلها مؤشرات تنذر بأننا أمام موسم لن يكون سهلاً على الإطلاق.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©