دبي (الاتحاد)
محطات كثيرة تفرض واقعها الإيجابي في كل المعطيات المرتبطة بالفقيد عبدالله حيايي لاعب منتخبنا الوطني لأصحاب الهمم، الذي توفي في العاصمة البريطانية لندن خلال يوليو الماضي إثر سقوط مقطع الرمي عليه أثناء الحصص التدريبية قبل مشاركته في بطولة كأس العالم لألعاب القوى، إذ تتقافز إلى الذاكرة مشاهد رائعة ما زالت متقدة في الذاكرة وحاضرة في العقول والقلوب لتروي قصة شاب طموح كان يعشق الوطن ويهوى عبيره ويتحين الفرص للتفاني في خدمته.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً للإحاطة بالسيرة العطرة لهذا البطل الجسور، فإننا نتوقف هنا أمام السبب الأساسي في إعاقته، حيث يعود إلى سقوط مظلة عليه أثناء أداء واجبه المهني خلال 2001، إذ تلقى العلاج المطلوب في مستشفى توام بمدينة العين ثم نقل إلى ألمانيا لمزيد من الرعاية الطبية الفائقة ومنها إلى التشيك، لكن في نهاية الأمر كان القدر بالمرصاد له فتحول «فارس خورفكان»، الذي كان يحظى بالاحترام والتقدير بين الناس، إلى نادي خورفكان لأصحاب الهمم ليدخل ميادين جديدة على صلة بخدمة الوطن، فكان نجماً فوق العادة في مناسبات عدة وحقق أفضل النتائج، خصوصاً أن الإصابة لم تثنه عن متابعة اهتمامه بالأمور الرياضية، ومنها انطلق إلى سماء الانتصارات والإنجازات التي ساعدته على حمل رايات الوطن، ومنحه الفخر والسمو انطلاقاً من قناعته الراسخة بأنه يستحق الوفاء والتقدير والحب.
وعندما تحين لحظات التكريم للرياضيين مساء اليوم، فإن مسحة من الحزن تعلو الوجوه التي صافحته بالبشر والترحاب والود لأنه كان عنواناً جميلاً في دفتر الإنجازات الوطنية وفي أنصع صفحاته وأكثرها شرفاً وأرفعها مكانة، خصوصاً أن التفاصيل الصغيرة والكبيرة عن مسيرته المشرفة التي لم تمتد طويلاً تعمق الإحساس بعمق المأساة والفقد الكبير، إذ إنه وحسب إفادة شقيقه حسن كان يمثل الأمل والقيم والسعادة والأخلاق الفاضلة، ويستلهم من التحدي القدرة على مواجهة الصعاب والمنافسة لأجل بلوغ أهدافه، فقد كان الرياضي والأخ والصديق والوالد والابن البار بوالدته.
كما أن قرار التكريم يأتي اليوم ليؤكد من جديد المعايير الإنسانية والأخلاقية في سماء الوطن الجميل الذي يتجلى في كل الأوقات واللحظات في مشوار التطور نحو الأهداف المنشودة بالعمل والحب والوفاء لأصحاب الإنجازات، لأنهم يستحقون هذا الوفاء في أمسية بلون التجرد ورد التقدير لكل المخلصين والأوفياء.