الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحواض الحجرية تحاكي الطبيعة وتثري جماليات الحدائق المنزلية

الأحواض الحجرية تحاكي الطبيعة وتثري جماليات الحدائق المنزلية
27 مارس 2012
تبقى للأحواض قيمتها وأهميتها في الحديقة المنزلية، فهي القطعة التي يمكن نقلها وتحريكها من مكان إلى آخر، يضيف إلى الحديقة قدرا من التجديد والثراء، وتتنوع الأحواض والأوعية النباتية وتتوافر بأشكال وأحجام وألوان وخامات مختلفة منها البلاستيكية والفخارية والفيبرجلاس وأنواع أخرى عديدة، وكل قطعة لها لمساتها ودورها الجمالي في المكان، وما سنتحدث عنه بإسهاب هو الأصص الحجرية، التي تركت بصمة جمالية أقرب إلى محاكاة الطبيعة من غيرها من الأحواض، وحول فنيات صناعة الأحواض الحجرية كان لنا لقاء مع الفنان أحمد العزاني الذي قدم لنا نماذج مختلفة من الأصص الحجرية ليطلعنا على مراحل صناعتها. خولة علي (دبي) - يوضح أحمد العزاني قائلاً، إن فلسفة تنسيق الحديقة المنزلية تكمن في محاكاة الطبيعة وإضفاء الناحية الجمالية على المكان من خلال إثراء جوانب الحديقة بعناصرها كافة، بحيث تكون مترابطة ومتحدة ومتوازنة مع البيئة المحيطة. ومن بين عناصر الحديقة التي لا يمكن الإغفال عنها الأوعية النباتية التي نزين بها بعض أجزاء الحديقة مثل المداخل والشرفات والسلالم أو النوافير، وقد تتسلل لتزين ردهات المنزل وأركانه الداخلية. ومنها الأوعية الحجرية التي يحاول الكثيرون اقتناءها، ويستطيع أن يقوم المرء بنفسه في إنتاج عدد من الأحواض الحجرية، فعملية صناعتها بسيطة وسهلة ولا تحتاج إلى مجهود. أقرب إلى الطبيعة ويضيف العزاني: نظرا لتنوع الأحجار واختلاف أشكالها وتركيبتها الجيولوجية، وفقا للبيئة التي جلبت منها، فقد حاولت ان أصمم الاحواض الحجرية، بحيث تحاكي هذا التنوع، من خلال مظهر القطعة حتى تتماشي مع طبيعة الحديقة أو ديكور المكان التي ستكون جزءا منه. ولو أمعنا النظر جيدا في الصخور البحرية لوجدنا أنها عادة ما تتميز بوجود فتحات واسعة تغطيها كالاسفنجة، في حين تأخذ صخور الجبال والأنهار والأودية، الشكل الدائري أو البيضاوي، وتكون ذات سطح أملس. كما يمكن التحكم بفتحات الصخرة وفي عمقها، وذلك وفقا لرغبة المرء وطبيعة النبتة المراد زراعتها في هذه الأحواض. فكثيرا ما أعمد إلى صناعة الاحواض الحجرية الأقرب إلى الطبيعة في مظهرها، فقد يشعر المرء للحظة ان النبتة قادرة على أن تخترق هذا القطعة الحجرية وتبث فيها الحياة. طرق صناعة الأصص حول الأدوات المستخدمة في صناعة هذه الأصص، يوضح العزاني أن الأمر يتطلب تجهيز بعض الأدوات والخامات كالفلين الأبيض أو الإسفنج المضغوط على شكل لوح بسماكة لا تقل عن 5 سم، وسكين- ومعجون “صلصال”، وحوض زرع بلاستيكي، وزيت للعزل، وأسمنت، ورمل، وألياف زجاجية، وقفاز، وعبوات لخلط والألوان. ثم نباشر مرحلة العمل، ففي الخطوة الأولى يتم حفر لوح من الفلين لتشكيل قالب بعمق معين للداخل، وهو يعتبر شكل ووجه الحوض. وبعد الانتهاء من حفر الفلين نقوم بوضع قالب الحوض البلاستيكي بالمقلوب في وسط الحفرة ونثبته بمعجون الصلصال، كما نسد بهذه المادة الفتحات والثغرات حول فوهة الحوض البلاستيكي. وما أن ننتهي من عملية تثبيت الحوض وغلق كافة الفتحات، نبدأ بالخطوة الثانية، وهي تجهيز العجينة أو خليط الاسمنت، وذلك بوضع مقدارين متساويين من الاسمنت والرمل ونخلطهما دون ماء وبعد ذلك نضيف لهما فتات الفلين بنفس مقدار الرمل والاسمنت، ويتم خلطهما جيدا حتى يكونا عجينة متجانسة ذات قوام وسطي غير جاف وغير لين. كما يفضل عدم زيادة نسبة الماء في الخلطة الاسمنتية حتى لا يسبب هبوط الخلطة ما يصعب تشكيلها وتهذيبها. التغلب على العيوب ويشير العزاني قائلاً: تأتي مرحلة التشكيل، من خلال وضع العجينة التي حصلنا عليها في الحوض البلاستكي، بحيث لا يخرج الاسمنت خارج نطاق الحفرة، ويفضل تشكيل القالب باستخدام اليد. وبعد الانتهاء نتركها تجف يوما كاملاً، ثم نقوم بنزع الحوض من لوح الفلين بسهولة، بعد أن تم وضع الزيت في مراحل العمل الأولى، فإذا لم تتم هذه الخطة، يصعب نزعه وإظهار الحوض الحجري. وقبل البدء في عملية صبغ القطعة الحجرية، نتغلب على العيوب التي قد تظهر على هذه القطعة ونقوم بعلاجها حتى لا تؤثر على شكل القطعة، ويتم ذلك باستخدام ليف غسيل الأواني المعدنية أو فرشاة معدنية ونقوم بحك هذه العيوب بالليفة المعدنية، حيث يتم نحت الاسمنت بسهولة. ثم نبدأ عملية صبغ القطعة الحجرية، وذلك بطلي الحوض باستخدام الفرشاة أو جهاز مسدس الطلاء وتطلى القطعة بالكامل، ويفضل البدء بالألوان القاتمة أولا، ثم ننتقل لعملية التعتيق ومنح القطعة إيحاء بأنها قطعة من الحجر. تناسق الألوان وحول تقنية طلاء القطعة يرى العزاني، أن هناك طرقاً مختلفة لعملية الطلاء باستخدام تقنية التعتيق، حيث يمكن استخدام أسلوب بخ الرذاذ عن طريق مسدس الطلاء، والطريقة الأخرى، يمكن أن تتم يدويا وذلك بتغميس الفرشاة في الطلاء ونثره على القطعة من بعيد بحركة ضرب الفرشاة من الأسفل على اليد حتى تغطي القطعة بالكامل. أما الأسلوب التقني الآخر الذي يمكن أن نجمل به الحوض الحجري ونمنحه إيقاعا بواقعيته وطبيعيته، فهو عن طريق تمرير الفرشاة على القطعة بخفة ونعومة مع إحداث تلامس بسيط جدا لتلتقط القطعة القليل من الصبغ ويكون مسار الفرشاة في كل اتجاه مختلف عن الآخر. وعادة ما تتم هذه العملية بعدة مراحل قد تكون مرحلتين أو ثلاث، وقد تصل إلى أربع من خلال إضافة الألوان الواحدة تلو الأخرى بدءا بالألوان القاتمة ثم الفاتحة، كما يجب انتقاء الألوان الصحيحة التي تخدم القطعة المرغوب تعتيقها. ويمكن استخدام هذه العجينة الاسمنتية في تشكيل العديد من الأفكار التي تحاكي تفاصيل الطبيعة، كالتحف الحجرية التي يمكن أن توزع بطريقة جمالية في ثنايا الحديقة، فتثري جوانبها، كما يمكن ان نشكل بعض النماذج من النباتات كأوراق كالأشجار، والفطر، وبعض الحيوانات كالعصافير، والضفادع وغيرها، ونستعين بها في صناعة وسائل الإنارة كحامل للشموع، وقوالب الأحجار المضيئة. النباتات القزمية وحول ماهية النباتات التي يمكن أن تزرع في هذه الأحواض، يوضح العزاني قائلا: يفضل استخدام النباتات القزمية والتي تطلق عليها البنساي، ويمكن أن تزرع فيها الزهور الموسمية وبعض الصباريات والنباتات المتدلية، فتمنح القطعة جمالية ورونقا وهي تتدلى على جوانبها. ولاختيار النبتة المناسبة يجب مراعاة مدى تناسب حجم النبتة مع الحوض الحجري لتحقيق التوازن البصري المطلوب، مشيرا إلى أنه نظرا لكون هذه القطعة من الأحواض أشبه بقطعة من الحجر فيفضل تحقيق التوازن غير المتماثل من خلال اختيار أحجام وارتفاعات مختلفة لهذه الاوعية، مع تجنب وضع قطعتين فقط في مكان واحد، ومن الأفضل أن نبدأ بواحد أو ثلاثة أحواض بمقاسات وارتفاعات مختلفة، شرط ان تكون مريحة ومتوازنة للنظر. أماكن واضحة وبارزة يقول أحمد العزاني، إنه يجب وضع الأحواض الحجرية، في أماكن واضحة وبارزة في الحديقة، مثلاً على جوانب الممرات، أو في زوايا الحدائق أو في زاوية الشرفات، وأيضا في المطابخ وفي غرف المعيشة، كما يمكن انتقاء نبات الصباريات ووضعها في على الأرفف أو في غرف المكاتب. وهناك أماكن متعددة يمكن ان تكون هذه القطعة جزءا منه، باستخدام أنواع من النباتات التي تتلاءم مع أجواء المكان، وعادة ما يفضل أن تكون النبتة بالقرب من النافذة حتى تأخذ حقها من الضوء . وتتميز الأحواض الحجرية بكونها قطعة عازلة لا يمكن أن يتسرب منها الماء، لذا لن تلحق أي ضرر فيما لو وضعت في غرف المعيشة، هذا عدا عن كونها تخلق قدرا من التوازن الطبيعي في المكان نظرا لارتباط الزرع بالصخور ارتباطا أزلياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©