الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الجارديان» تفضح بالوثائق امتلاك إسرائيل أسلحة نووية

24 مايو 2010 23:51
كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أمس ما وصفته بـ”وثائق سرية عن عرض إسرائيل بيع رؤوس حربية نووية إلى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قبل 35 عاما”. وقالت “إن هذه الوثائق تمثل أول دليل رسمي موثق على امتلاك إسرائيل (التي تتبع سياسة الغموض النووي) أسلحة نووية”. وتضمنت الوثائق التي نشرتها الصحيفة تفاصيل شديدة السرية لاجتماعات بين مسؤولين بارزين عام 1975 توضح أن وزير دفاع جنوب أفريقيا في حكومة الأقلية البيضاء بذلك الوقت بي دابليو بوثا طلب شراء الرؤوس الحربية النووية ورد شيمون بيريز (الرئيس الإسرائيلي الحالي)، والذي كان في تلك الفترة وزيرا للدفاع بأنها “متوفرة في ثلاثة أحجام”. وجاء نشر الوثائق ضمن بحث للأكاديمي الأميركي ساشا بولاكاو-سورانسكي وضعه في كتاب عن العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وجنوب أفريقيا. وجاء في أبرزها “أن مسؤولين إسرائيليين عرضوا رسميا بيع جنوب أفريقيا عددا من صواريخ أريحا القادرة على حمل رؤوس نووية من الترسانة الإسرائيلية، وأن بيريز وبوثا وقعا فعليا اتفاقية تتعلق بالعلاقات العسكرية بين البلدين تحتوي على فقرة تنص على أن وجود هذه الاتفاقية نفسه يجب أن يبقى سريا”. وظهر في إحدى الوثائق توقيع بيريز على خطاب يحمل تاريخ عام 1975. لكن تقرير “الجارديان” أفاد أن الصفقة لم تمض قدما في ما يرجع جزئيا للسعر. وذكرت شبكة تلفزيون “سي. بي.اس” أن تكهنات عن تعاون نووي بين إسرائيل وجنوب أفريقيا أثيرت عام 1979 عندما رصد قمر صناعي أميركي ومضة ضوء غامضة فوق المحيط الهندي يعتقد أنها كانت تجربة نووية أجرتها الدولتان. لكن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قالت في وثيقة أخرى أعدت عام 1980 وأعلنت عام 2004 “أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تحدد بدقة طبيعة أو أصل ذلك”. ولم تعترف إسرائيل بأنها تملك ترسانة نووية، في حين يؤكد خبراء أجانب أنها تملك ما بين مئة و 300 رأس نووي في مفاعل ديمونا. أما بالنسبة لجنوب أفريقيا، فقد استكملت أول قنبلة نووية قابلة للاستخدام عام 1979، وأصبح لديها ست قنابل قبل أن تقوم بتفكيكها في يونيو 1991. إلى ذلك، سارعت الرئاسة الإسرائيلية إلى نفي قيام بيريز بطرح اقتراح على جنوب أفريقيا لبيعها رؤوسا حربية نووية، وقالت “إن تقرير الصحيفة لا يمت إلى الواقع بصلة وكاذب”. وأفاد بيان آخر من مكتب بيريز “إن إسرائيل لم تتفاوض قط على مبادلة أسلحة نووية مع جنوب أفريقيا، وأنه لا توجد وثائق إسرائيلية أو توقيعات إسرائيلية على وثائق تدل على حدوث مثل هذه المفاوضات”. وأضاف “إن المقال كتب على أساس تأويل انتقائي لوثائق جنوب أفريقية وليس على أساس وقائع حقيقية”. وقالت ايليت فريش المتحدثة باسم بيريز لوكالة رويترز عن التقرير “لا أساس من الصحة للتقرير الذي نشرته الجارديان..نحن نأسف لأن الصحيفة لم تطلب تعليقا من مكتب الرئيس، ولو كانت فعلت لاكتشفت أن القصة خطأ ولا أساس لها من الصحة”. وقال فالدو شتومبف الرئيس السابق لهيئة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا الذي قاد تفكيك برنامج السلاح النووي أنه يشك في أن تكون إسرائيل أو جنوب أفريقيا قد فكرتا في مثل هذه الصفقة بشكل جدي. وأضاف مشيرا إلى أول اختبار نووي تجريه الهند “إن مجرد التفكير في احتمال نقل دولي لأسلحة نووية...في المناخ السياسي السائد بعد التفجير السلمي الهندي عام 1974 كان من شأنه إثارة تداعيات دولية خطيرة للغاية”. من جهة أخرى رأى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان ميريدور أمس أن العقوبات الجديدة التي تعمل الولايات المتحدة على فرضها ضد إيران لكبح برنامجها النووي يمكن أن تؤتي ثمارها. وقال “إن النجاح الأميركي يمكن أن يبعث برسالة واضحة وإيجابية إلى المعسكر العربي المعتدل في الشرق الأوسط”، وأضاف “أعتقد أن نظام العقوبات ربما يعمل، بالرغم من أن مشروع القرار الذي اقترحته واشنطن ليس شاملا أو معوقا كما أريد أن يكون”.
المصدر: لندن، القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©