السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات العقارية تتعلم من الطبقة الأرستقراطية في لندن

الشركات العقارية تتعلم من الطبقة الأرستقراطية في لندن
27 مارس 2012
لندن (رويترز) - بدأت أعداد قياسية من شركات التطوير العقاري في لندن والتي تتطلع لبناء أحياء فاخرة في محاكاة النجاح الذي حققته الأسر الأرستقراطية التي ساعدت في تغيير شكل العاصمة قبل 50 عاماً. ويعد مشروع تطوير 67 فداناً في منطقة كينجز كروس ومشروع بناء 2818 مسكناً في موقع الأولمبياد من بين عشرات المشروعات التي استفادت من تجربة مناطق مثل جروسفينور وكادوجان التي بنيت قبل مئات السنين والتي رفعت قيمة العقارات خلال العقود القليلة الماضية من خلال الحرص على انتقاء المستأجرين وتحسين المناطق العامة. وقال السير تيري فاريل، الذي صمم مشروعاً على مساحة 77 فداناً للمتاجر والمكاتب والمنازل في منطقة ايرلز كورت في غرب لندن من المقرر أن يستكمل في عام 2032: “يتزايد إدراك الجميع بأن التصميم والحفاظ على البيئة المحيطة بالمباني من شأنه زيادة قيمة العقارات مثل أي عامل آخر” . ومن بين المشروعات التي تنتهج أسلوباً مماثلاً مشروع مشترك بين شركة “ديلانسي” العقارية البريطانية والذراع العقارية لهيئة الاستثمار القطرية، وهي صندوق إدارة الثروات السيادي في قطر، والذي سيبدأ في عمل على مساحة 67 فدانا في ايست فيلج فور انتهاء دورة الألعاب الأولمبية في الصيف المقبل. بل إن هذا المشروع عين الرئيس التنفيذي لـ”كادوجان ايستيتس”، التي تملك أغلب عقارات حي تشيلسي الراقي في لندن، رئيساً له بعد أن دفع 557 مليون جنيه استرليني (883 مليون دولار) للموقع في أغسطس الماضي. وقال ستيوارت كوربن: “كنت ضمن عدد محدود نسبياً من الناس الذين يتمتعون بخبرة إدارة جزء كبير من لندن بنظرة بعيدة المدى، الأسلوب الذي سيتبع مع مشروع (ايست فيلدج) سيكون بعيد المدى وإن كنت لا أقترح أن نبقى هناك لمدة 250 عاماً”. وتتولى شركة “ارجنت” البريطانية تطوير مشروع “كينجز كروس” مدعومة بـ”هرميس” العقارية نيابة عن صندوق معاشات شركة الاتصالات البريطانية “بي.تي”، وبقيادة روجر مادلين وهو من أنصار حماية البيئة ويذهب إلى عمله يومياً على دراجة. وتحول حي وست اند في لندن الذي كان ذات يوم مليئاً بالقرى والضياع التي تتركز فيها أغلب أراضي الطبقة الأرستقراطية إلى مجموعة من الأحياء السكنية في أواخر القرن الثامن عشر، إذ تجاوز النمو السكاني سعة المركز المالي الواقع إلى الشرق منها. ويسيطر رابع أغنى شخص في بريطانيا جيرالد جروسفينور، دوق وستمنستر، على منطقة جروسفينور التي تغطي اليوم مساحات شاسعة من حي مايفير وحي بلجرافيا وهما من أرقى مناطق لندن. وكانت المنطقة من قبل مستنقعات تم امتلاكها لأول مرة بزواج توماس جروسفينور، صاحب أراض في شمال غرب انجلترا، من ماري ديفيس التي كانت تبلغ من العمر 12 عاماً ووريثة ضيعة ايبوري في لندن في 1677. وأوجدت مثل هذه الروابط هياكل ملكيات أراض لم تشهد مثلها مدناً رئيسية أخرى على مستوى العالم. وقال مارك برلتون، خبير مبيعات التجزئة في شركة سمسرة العقارات “كوشمان اند ويكفيلد”، إن شركات مثل شركات الاستثمار المباشر تملك مباني وليس أحياء بكاملها في نيويورك في حين تملك عدة أطراف أكبر الشوارع التجارية في باريس. وكان أصحاب الأملاك باعتبارهم أوصياء وليسوا مجرد مطورين عقاريين يسعون للربح ينتظرون دخلهم من جمع الإيجارات. لكن الوضع تغير في عام 1967 عندما تمت مراجعة القانون ليعطي المستأجرين حق الشراء مما خفض أحجام الأملاك وحول التركيز إلى زيادة قيمة العقارات، فارتفعت الإيجارات في شارع سلون في كادوجان بنسبة 175%منذ 1987 لتحويله إلى حي راق للتسوق مما حال دون حصول المزيد من متاجر التجزئة المتوسطة من الحصول على أماكن فيه. وارتفعت الإيجارات في كينزنجتون هاي ستريت بنسبة 108% فقط خلال الفترة نفسها، وفقا لبيانات شركة “كولييرز انترناشيونال” للاستشارات العقارية. وكلاهما يرتاده الجمهور المحلي نفسه لكن تفتت الملكية في الشارع أسفر عن وجود أنواع مختلفة من المتاجر منها متاجر منخفضة التكلفة مثل “تي.كيه ماكس”. ولا تسعى “هوارد دي والدون ايستيت”، التي تسيطر على 92 فداناً من حي ماريليبون دائماً للحصول على أعلى الإيجارات في شارع ماريليبون لذلك تمكن باعة تجزئة مستقلون من الازدهار ما زاد من قيمة الأملاك فنمت بنسبة 40% إلى 2,1 مليار جنيه منذ 2008.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©