الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعة الهنائي: نحاول المحافظة على طقوس العيد ومعانيه الجميلة

جمعة الهنائي: نحاول المحافظة على طقوس العيد ومعانيه الجميلة
20 سبتمبر 2009 00:17
ما أجمله من ضيف وما أغلاه!نحبه ونرحب به حين يزورنا في كل عام مرتين ليرسم البهجة والسرور على وجه الصغار والكبار معاً، فهو نعمة من نعم الله تعالى علينا لما يحققه حضوره من صور المودة والتراحم والتعاطف والتواصل مع الآخر، خاصة أنه يقدم إلينا بعد رمضان شهر الصيام والتقوى والمغفرة. ثمة سؤال يُطرح عادة مع اقتراب حلول الأعياد: هل العيد الذي عاشه أجدادنا وآباؤنا في الماضي هو نفسه العيد الذي نعيشه هذه الأيام؟ وهل له نفس الفرحة والبهجة والنكهة كالتي كان يمتلكها في ذاك الزمان؟ «مصلى العيد» اللقاء مع الوالد جمعة سالم الهنائي المكنى «أبو سعيد» يحمل إجابات مستفيضة عن هذا السؤال، إذ يتحدث عن العيد في الإمارات وكيف كان في أعوام الخمسينيات التي عاصر فيها المنطقة. يقول أبو سعيد: «كان للعيد في الماضي جماله وخصوصيته اللذين اختلفا في وقتنا الحاضر بعض الشيء نتيجة تغير العصر نفسه، حيث كان الرجال يستعدون للعيد بشراء الملابس الجديدة التي تشتمل على (الكندورة والغترة والعقال)، وكذلك (البشت) للمقتدر منهم، حيث يرتدون ثيابهم ويذهبون لأداء صلاة العيد في مصلى العيد». يسترسل أبو سعيد في حديثه، موضحاً: «مصلى العيد عبارة عن مكان واسع، فهو ذو أرضية مفروشة بالتراب والحصى نجلس فيه بجانب بعضنا بعضاً، نهلل ونكبر حتى وقت الصلاة، ثم نصلي، وبعد الانتهاء منها نتوجه إلى الأهل والأقارب والجيران لتبادل التحايا والمعايدات مرددين (عساكم من عواده... مباركن عيدكم.. عساكم من العايدين) وعبارات أخرى تحمل مشاعر التهنئة بحلول العيد». فنون شعبية يذكر أبو سعيد أن الرجال كانوا يعبرون أيضاً عن فرحتهم بالعيد عبر إقامة الرقصات -الفنون الشعبية- ومن أهمها (العيالة والحربية واليولة والرزفة) ويرددون أغان شعبية مثل «أرسل الخط صوبه» و»الحبر زعفراني» وغيرها من الأغاني التي كانت سائدة آنذاك. ويشير إلى أن الأطفال في الماضي كانوا أيضاً يستقبلون العيد بثيابهم الجديدة التي يشتريها لهم أهاليهم، يقول: «كان الأطفال يلبسون في العيد ملابس تقليدية جديدة تسمى (الكندورة)- الثوب، ويبدأون بتقبيل والدهم وجدهم والأقارب، ويعايدونهم بهدف تسلم العيدية التي كانت عبارة عن قطع نقدية (روبية) أو بعض الحلويات الشعبية». يضيف قائلاً: «كما كان الأطفال يقومون بالتجمع في الفريج، يتضاحكون ويلعبون ألعاباً شعبية مثل (طاق طاقية، الصقلة، خوصة بوصة، المريحانة، الدحروي) ويطلقون خلال ذلك بعض الأهازيج الشعبية كالتي يرددونها وهم يلعبون بالمريحانة: (يمي يمي يا أمايه... راعي البحر ما أباه، أبا ولِد عمي... بخنجره ورداه) إلى آخر الأهزوجة، فضلاً عن أهازيج أخرى يرددونها خلال ممارسة الألعاب الشعبية التي كانت تختلف فيما بينها باختلاف جنس الأطفال وأعمارهم». استعدادات النساء يعرج الهنائي أبو سعيد في حديثه عن ذكريات العيد خلال خمسينيات القرن المنصرم، إلى فرحة الأطفال في العيد وابتكاراتهم لجعل جو العيد بهيجاً، يقول: «كان الأطفال في الإمارات يبتكرون المدافع التي يستخدمونها في أيام العيد لتشاركهم فرحتهم، حيث كانوا يأتون بأنبوب مياه طوله 20 سنتيمتراً وبقطر سنتيمتر واحد ويثنون أحد طرفي القطعة، بحيث تكون مغلقة تماماً ثم يقومون بثقب القطعة بثقوب صغيرة ويضعون كمية من البارود وأعواد الثقاب ويحشون الأنبوب بكمية من القطن والقماش القديم ثم يضعون في الثقب فتيلاً وفي المساحة المعروفة بالبرامة يدفنون مدفعهم داخل الأرض ولا يظهر منه سوى الفتيلة وما هي إلا لحظات حتى يسمع صوت واضح في المنطقة لتظهر الفرحة والسرور على وجوه هؤلاء الأطفال». وتشارك أم سعيد زوجها الحديث عن العيد أيام العيد قديما في الإمارات، حيث تتذكر تلك الأيام بشغف وحنين قائلة: «كنا نحن النساء نستعد للعيد بفرح غامر، حيث ننظف البيت ونرتبه ونجهزه لاستقبال العيد وضيوفه ونجهز اللباس التقليدي الجديد لنا ولأطفالنا». تسترسل أم سعيد في سرد ذكرياتها عن العيد، وتقول: «كنا نرتدي الكندورة المخورة والشيلة والعباية، ونتزين برسم الحناء على أكفنا وأقدامنا، ونزين بها أطفالنا قبل قدوم العيد بليلة واحدة، ونتزين كذلك يوم العيد بالذهب والمجوهرات لمن تتوافر لديها مثل: المرتعشة والحيول والطاسة والمرية والكف». الطيب والكرم يتفق أبوسعيد وزوجته على أن العيد في العصر الحالي لايزال يتسم بالخير والطيب والكرم، كما كان كذلك أيام زمان. فإن تغير العصر وتقدمت البلاد بفضل النهضة، فإن إنسان الإمارات لايزال محافظاً على أخلاقياته العالية وسلوكيات العيد الجميلة. من هنا تقول أم سعيد: «كنا نجهز الحلويات الشعبية التي سنقدمها للضيوف في العيد مثل (اللقيمات والبلاليط) وغيرها، كما نحضر كميات من الفواكه نضعها في المجالس وفي مقدمة ذلك كله التمر والقهوة والشاي». فيما يميل أبو سعيد إلى أن «العيد في الماضي كان أجمل من الوقت الحاضر، لأنه غدا الآن يوم كباقي أيام السنة يأتي ويمر دون الشعور به! وتصاحب قدومه مراسيم بسيطه من تهان وزيارات متواضعة في أول يوم فقط، أما بقية الأيام الأخرى فيفضل بعض الناس قضاؤها في الشاليه والمتنزهات والفنادق ومراكز التسوق أو خارج الإمارات».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©