الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسد يدعو لوأد الفتنة ويعد بـ «الإصلاح» دون تسرع

الأسد يدعو لوأد الفتنة ويعد بـ «الإصلاح» دون تسرع
31 مارس 2011 00:38
حذر الرئيس السوري بشار الأسد أمس من مؤامرة كبيرة على بلاده تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية، وأكد في خطاب أمام مجلس الشعب على أن البقاء بدون إصلاح مدمر ولا بد من إجرائه بسرعة لكن بدون تسرع. لكن الخطاب المرتقب منذ فترة تجاهل نهائياً ما كانت أعلنت عنه بثينة شعبان مستشارة الرئيس حول الغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963، كما لم يعلن عن أي برنامج زمني لسلسلة إجراءات أعلنت عنها شعبان الخميس الماضي وبينها إعداد مشروع لقانون الأحزاب ومنح الإعلام المزيد من الحرية واتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد. ووجه خطاب الأسد بمزيد من الاحتجاجات حيث نقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان قولهم “إن مئات الأشخاص تظاهروا في مدينة اللاذقية مرددين “الحرية” وأن الشرطة أطلقت النار عليهم. كما أشارت مصادر الى اندلاع احتجاجات في مدينة درعا جنوب سوريا. وصدرت دعوات من نشطاء للنزول الى الشوارع وإعلان العصيان المدني والبدء بتظاهرات جديدة اعتباراً من يوم غد الجمعة”. وقال الأسد في خطابه “إن سوريا تتعرض اليوم لمؤامرة كبيرة وأن مدبريها خلطوا بين ثلاثة عناصر هي الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية، وأضاف “أن أعداءنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سوريا وادخاله في صراع طائفي والخيوط تمتد من دول بعيدة ودول قريبة وبعضها داخل الوطن”، لكنه استدرك قائلا “لا نقول إن كل من خرج متآمر.. المتآمرون قلة ومعظم الشعب لديه حاجات لم تلب”. ورأى الأسد أن بلاده ليست منعزلة عما يحصل في العالم العربي الذي شهد موجة من التظاهرات الشعبية وخاصة في تونس ومصر، وقال “نحن بلد جزء من هذه المنطقة نتفاعل نؤثر ونتاثر ولكن بنفس الوقت نحن لسنا نسخة عن الدول الأخرى”، معتبراً أن سياسة سوريا بنيت على التطوير وعلى الانفتاح وعلى التواصل المباشر بينه وبين الشعب”. وشبه الأسد جانباً مما يحصل اليوم مع ما حصل في 2005، ملمحاً بذلك الى المرحلة التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري واتهمت فيها أطراف لبنانية سوريا بالضلوع في الاغتيال. ولفت الى أن المتآمرين ابتدأوا بمحافظة درعا كونها حدودية تدافع عن الانساق الخلفية ولا يمكن لشخص أن يكون من موقعه يدافع عن الوطن وبنفس الوقت يتآمر على الوطن”، وأضاف “هذا الكلام مستحيل وغير مقبول وبالتالي أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة وتطويق القلة القليلة التي أرادت الفوضى وتخريب الوحدة الوطنية”. وأضاف “قاموا بنقل المخطط الى مدن أخرى وكما تعرفون انتقل الى مدينة اللاذقية..الدماء التي نزفت هي دماء سورية، ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب”، مؤكداً على الوحدة الوطنية بقوله “اذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم من أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه”. وأشار الأسد الى التحولات الكبرى التي تحصل في المنطقة منذ أشهر، متوقعاً أن تترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما أبعد من ذلك وهذا الشيء يعني سوريا من ضمن هذه الدول”. كما رأى أن هذه التحولات ستؤدي الى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات الى مسار التمسك بالحقوق، مشيراً الى أن الغرض من المؤامرة على سوريا كان أن تسقط وتزال آخر عقبة من وجه المخطط الإسرائيلي”. وعن الإصلاح، قال الأسد “ندرك أن البقاء بدون إصلاح مدمر لكن الضغط للتسرع فيه سيكون على حساب النوعية”، وأضاف “نريد أن نسرع والا نتسرع، والتحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل اليه وبالتالي علينا أن نتجنب اخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية”. وأضاف “نحن مع الإصلاح والحاجات، هذا واجب الدولة، ولكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة”، مشدداً على أن وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي وكل من يستطيع أن يساعد في وأدها ولا يفعل فهو يشارك فيها”. وأكد الأسد أنه “لا توجد عقبات في الإصلاح انما يوجد تأخير، ولا يوجد أحد يعارض الإصلاح ومن يعارضون هم أصحاب المصالح والفساد”. وتحدث عن إجراءات لم يعلن عنها بعد منها متعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والبعض الآخر متعلق بمكافحة الفساد وبالإعلام وزيادة فرص العمل ستعلن عند انتهاء دراستها وستكون من أولويات الحكومة الجديدة. وأرجع الأسد تأخر الإصلاح في الجانب السياسي كقانون الطوارئ والأحزاب وغيرها الى الاهتمام بالجانب الإنساني، وقال “نستطيع أن نؤجل بياناً يصدره حزب ولكن لا نستطيع أن تؤجل طعاماً يريد أن يأكله طفل في الصباح، نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه”. وأكد الأسد أن حزمة الإجراءات التي أعلن عنها الخميس لم تبدأ من الصفر، مشيراً الى أن القيادة القطرية أعدت مسودات قوانين سواء فيما يتعلق بقانوني الأحزاب أو الطوارئ منذ أكثر من عام. وأشار الى قوانين أخرى سيتم عرضها على النقاش العام. وشدد الأسد في الختام على أن سوريا لا تسعى لمعارك والشعب مسالم ولكن لن يكون هناك تردد في الدفاع عن القضايا والمصالح والمبادئ، “واذا فرضت علينا المعركة فاهلا وسهلا بها”. وكان الأسد وافق على استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري وكلفها بتسيير الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة سيكون من مهامها البدء بتنفيذ برنامج الإصلاحات. وبعد كلمة الأسد، قال مقيمون إن مئات الأشخاص تظاهروا في اللاذقية رافعين لافتة تطالب بالسلام والحرية. وأضاف هؤلاء أن الشرطة اطلقت النار على المحتجين في منطقة الصليبة التي شهدت تظاهرة من بين اثنتين على الأقل نظمتا في المدينة. بينما أشار التلفزيون الرسمي من جهته الى إطلاق نار من قبل مسلحين بدون إضافة اي تفاصيل. وكانت مدينة اللاذقية شهدت أياماً من الرعب بثه شبان مسلحون بالعصي والخناجر وقناصة تمركزوا على أسطح مبان واستهدفوا المارة ما أسفر من الجمعة الى الأحد عن 13 قتيلا و185 جريحاً. واندلعت احتجاجات ايضاً في مدينة درعا جنوب سوريا. بينما وجه نشطاء دعوة الى المحتجين للنزول الى الشوارع وإعلان العصيان المدني من هذه اللحظة وصاعدا. وقال هيثم المالح الناشط السوري من أجل الحقوق المدنية أن المعارضة ستباشر حركة اضرابات وستدعو الى تظاهرات جديدة اعتباراً من يوم غد الجمعة”. واعتبر المالح أن الخطاب الذي القاه الأسد خيب الآمال بالإصلاح السياسي في سوريا، وقال “إن الأسد لم يقل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب..يقولون دائما أن هناك حاجة الى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل أي شيء”. وأضاف المالح مبدياً أسفه “كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن..لا شيء..الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا..اننا بحاجة الى الكثير وهو لم يقم بشيء منذ 11 عاما”. وأضاف “أننا دائما تحت ضغط الخارج..هناك إسرائيل والغرب والقوى الأجنبية..نسمع هذه القصة منذ عهد والده”. وقال المالح “التظاهرات ستتواصل..طلبنا تغييرات، حريتنا، الديموقراطية..لم يتغير شيء والآن لا خيار أمامنا سوى النزول الى الشارع”، مضيفاً “أن تسونامي التغيير الذي انطلق من تونس سيطال كل دول المنطقة بما فيها سوريا”. ورأى أن التظاهرات قد تصبح عنيفة كما حصل في درعا الأسبوع الماضي حيث أفادت منظمات حقوقية عن مقتل أكثر من مئة شخص، وقال “إنهم يهاجموننا..النظام برمته من الأعلى الى الأسفل، لا يريد التغيير..الاعتقالات لم تتوقف منذ وصول الأسد الى السلطة، وفي كل يوم وكل ساعة يعتقلون أشخاصاً..لا أحد يريد الاستماع الينا”. واشنطن تعتبر الخطاب مخيباً للآمال وباريس تأسف واشنطن (وكالات) - اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أمس أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن على مستوى الإصلاحات التي يطالب بها الشعب وكان خالياً من المحتوى ومن أي إصلاحات محددة وخيب على ما يبدو الآمال. وادان بشدة أي عنف يمارس على المحتجين. واعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن اسفه لكون خطاب الاسد جاء عاما جدا، داعيا السلطات السورية الى تقديم اقتراحات ملموسة للرد على غضب الشعب. وقال في حديث مع شبكة تلفزيون “فرانس 3” “ان فرنسا تدين بقوة استخدام العنف ضد التظاهرات الشعبية.. اليوم لم يعد مقبولا ان يحصل ذلك، ينبغي الا تستخدم الحكومات بعد اليوم الاسلحة ضد شعوبها عندما تعبر عن رأيها مطالبة بحريات ديمقراطية”. لكنه اضاف ردا على سؤال عما اذا كان يمكن ان يفرض على الاسد ما فرض على معمر القذافي “لكل وضع خصوصيته”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©