الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسجد محمد الأمين مركز حضاري بمواصفات قياسية

مسجد محمد الأمين مركز حضاري بمواصفات قياسية
20 سبتمبر 2009 00:19
مسجد محمد الأمين في وسط بيروت ليس كغيره من المساجد في لبنان، إذ أنه الأكبر والأضخم، حيث شيد المسجد على مساحة 4100 متر مربع، وتبلغ مساحة البناء الإجمالية 10700 متر مربع موزعة على أربعة طوابق، أرضي وأول وسفلي أول وسفلي ثانٍ، ويتسع لنحو 7500 مصلٍ في الحد الأقصى وبالإضافة لهذه المواصفات القياسية الواسعة فقد حفلت مسيرة ما قبل إنشائه وما بعدها بالكثير من السجالات القانونية والشرعية والفقهية، وهو ليس مجرد مسجد للعبادة والدعوة ومركز للإيمان فحسب، بل هو مركز حضاري كامل، وله جوانب وخلفيات تاريخية تعبر عن الجذور الإيمانية لأهل بيروت ورجالاتها وزهدهم وتقواهم منذ فجر الإسلام. إعمار المسجد أطلق رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري ورشة الإعمار فيه عام 2002 بعد أن رصد 24 مليون دولار من حرّ ماله لإنشاء المسجد لوجه الله سبحانه وتعالى. وقد زينت جدرانه الداخلية بآيات من «سورة محمد» أما مداخل الجامع وفتحات النوافذ فزينت بآيات قرآنية تتحدث عن آداب المسلمين والمصلين، خطها خطاط القرآن في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية الشيخ عثمان طه. أما سجاد المسجد، فقد أشرف الرئيس رفيق الحريري على تصميمه وإنتاجه بنفسه، بينما استوردت الثريات من فرنسا وتركيا، وهي مصممة من الكريستال والنحاس. ويتخذ الجامع الشكل الرباعي الأضلاع ويغطي كامل مساحة العقار ويأخذ شكله، وترتفع من زواياه أربع مآذن بلغ طولها 70 متراً، فضلاً عن القبب الزرقاء التي تحتل سطحه. وقد شيد مسجد محمد الأمين حيث كانت تقوم منذ أواسط القرن التاسع عشر (زاوية أبو النصر) في وسط سوق أبو النصر، فقد أهدى السلطان عبد المجيد العثماني بموجب فرمان للمسلمين في بيروت قطعة أرض في الجهة الجنوبية لساحة الشهداء التي كانت تعرف (بسهلات البرج) وذلك بوساطة نقيب الأشراف أبو الوفا عمر أبو النصر اليافي أسوة بالعقار الذي كان قد قدمه لبعثة راهبات العازارية لبناء دير يحمل اسمها. زاوية أبوالنصر بنى نقيب الأشراف على قطعة الأرض هذه سوقًا تجاريًا وقفيًا عرف بـ «سوق أبو النصر»، و كان أهل العلم والفقه يعقدون فيه حلقات الدراسة والأذكار على الطريقة الخلواتية التي أسسها الشيخ عمر كمال الدين الخلواتي وأطلق عليها «زاوية أبو النصر» والزاوية هي معلم من معالم العبادة الدينية التي كانت قائمة داخل أسوار بيروت في القرون العشرة للهجرة، وهي تختلف عن المساجد بكونها عبارة عن بناء متواضع من المنابر والمآذن يجتمع تحت قببه طوائف المريدين من أتباع احد الشيوخ للصلاة وإقامة حلقات الذكر، وكان يطلق على الزاوية تسميات متعددة كـ «الخانقة» و»التكية» و»الحضرة»، ورغم أن «زاوية أبو النصر» بقيت قائمة في مكانها بالقرب من ساحة الشهداء، فإنه ومع اندلاع الفتنة عام 1975 قضت الأعمال العسكرية على معالمها وأدت إلى هدمها بالكامل. إلا أن ذلك لم يمنع أهل الخير والصلاح من التصميم على حتمية بناء المسجد على العقار نفسه الذي كانت تقوم عليه «زاوية أبو النصر» وبالفعل انطلقت الورشة على عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مستهلة بالحفريات وتدعيم أساسات المسجد، حتى آل لما هو عليه الآن من تحفة معمارية تزهو بها الحاضرة بيروت.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©