الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة في كنائس وأديرة مصر

جولة في كنائس وأديرة مصر
27 مارس 2013 20:24
«مبان من بخور» هكذا يطلق الباحث المصري روبير الفارس على الكنائس والأديرة، وهو يقدم كتابه لإخوانه من المسلمين في مصر، يريده أن يكون كتابا تعليميا، يلقي أضواء على الكنائس والأديرة من الداخل، كي يعرفوا ما يدور فيها وما يمكن أن يقع بها، خاصة وان اتهامات ترتفع بين حين وآخر من البعض عن ان الكنائس والأديرة، او بعضها بها سراديب داخلية يتم تخزين الأسلحة فيها عادة ما يثور هذا التصور مع أجواء الاحتدام الطائفي في مصر. أرقام وتواريخ طبقا لبيانات الكنيسة القبطية سنة 2006 توجد في مصر 1304 كنائس أرثوذكسية موزعة على النحو التالي، في القاهرة الكبرى 214 كنيسة اي حوالي 16 في المئة من الكنائس، وفي الصعيد هناك 704 بما نسبته 54 في المئة وفي الوجه البحري 326 كنيسة اي نحو 25 في المئة اما الاسكندرية فتضم 45 كنيسة اي 4 في المئة من الكنائس ثم تأتي كنائس سيناء والبحر الأحمر والوادي الجديد وعددها 14 كنيسة. غير ذلك هناك كنائس موجودة في بعض الأديرة وقد توجد أكثر من كنيسة داخل الدير وعلى الأغلب فإن عدد هذه الكنائس حوالي 20 كنيسة. هذه فقط كنائس الأقباط الارثوذكس وهم أغلبية أقباط مصر، ذلك ان في مصر الطائفة الإنجيلية وهم ينقسمون الى مذاهب عديدة وثمة أقوال عن ان لدى الإنجيلية حوالي 1200 كنيسة في مصر اما الكاثوليك فهم الأقل عددا وثمة تقديرات بأن لديهم حوالي 200 كنيسة ولم يكن في مصر غير المسيحيين الارثوذكس حتى منتصف القرن التاسع عشر. ويميز الكتاب «مبان من بخور.. كنائس وأديرة مصرية» بين كنائس أثرية وأخرى ليست كذلك، الأثرية هي التي بنيت منذ القرن الرابع الميلادي وحتى أوائل القرن التاسع عشر وعددها 150 كنيسة معظمها في أسيوط وسوهاج والمنيا بينما تخلو مدينة الاسكندرية من اي كنيسة أثرية، ويرجع ذلك الى ان الرومان حرقوا الكنائس القديمة بالمدينة واحترق ما تبقى منها مع حروب فتح الإسكندرية في العصر الإسلامي ويلاحظ كذلك ان هناك 403 كنائس باسم السيدة العذراء مريم ثم 371 كنيسة باسم مارجرجس وحوالي 127 كنيسة باسم ميخائيل أو ميكائيل في التراث الإسلامي. «الكنيسة المعلقة» من اقدم الكنائس المصرية وتعود الى القرن الثالث الميلادي وسميت المعلقة لأنها مقامة فوق حصن بابليون وتسمى ايضا كنيسة السيدة العذراء وهناك بين علماء الآثار من يرجح انها اقدم من ذلك بكثير، وانها كانت في البداية معبدا فرعونيا تحول الى معبد روماني فيما بعد، ثم كنيسة ويستنتجون ذلك من انه أثناء ترميم الكنيسة عام 1983 عثر المرممون على نقوش وآثار فرعونية ورومانية في الجدار السفلى بالكنيسة وحين تم ترميم الخشب الموجود بأرضية الكنيسة وتحليل عينة منه تبين انه يعود الى عام 150 قبل الميلاد وعلى باب الكنيسة الخشبي كتبت عبارة «سلوا تعطوا.. اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم» وأمام الكنيسة حديقة بها نخلتان يقال ان العائلة المقدسة أكلت منهما، اي السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار أثناء هروبهم في مصر، والثابت ان السيدة العذراء والسيد المسيح أقاما في كنيسة أبي سرجة اكثر من 6 شهور على بُعد أمتار من الكنيسة المعلقة، وكانت المعلقة مقرا للكرسي البابوي حتى القرن الرابع عشر الميلادي حيث انتقل الى كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم في منطقة باب زويلة وهي من الكنائس الأثرية تحدث عنها المقريزي باستفاضة في خططه، كما تحدث عن غيرها من ابرز الكنائس القديمة وتاريخ كل منها. وللكنيسة مدخل وصحن به أعمدة، عادة تكون 12 عامودا وهو عدد تلاميذ السيد المسيح وهناك المذبح والملحقات بالكنيسة اي مبنى الخدمات وغيرها. كنائس حديثة ومن الكنائس الحديثة كنيسة الزيتون وهي الكنيسة التي كانت حديث العالم عام 1968 حيث أشيع ظهور السيدة العذراء بها في أعقاب هزيمة يونيه 67 وتعود هذه الكنيسة الى عام 1924 حيث طمح أقباط منطقة الزيتون الى بناء كنيسة لهم فذهبوا الى خليل ابراهيم احد الأثرياء يطلبون التبرع بقطعة ارض يقيمون عليها كنيسة فوعدهم بذلك إن هم جمعوا بعض التبرعات للبناء وامكن لهم جمع مبلغ 450 جنيها ذهبوا بها الى نجل خليل الذي كان قد توفي فرفض نجله المبلغ وذكر لهم ان والده كان ينوي ان يتكفل ببنائها، وبالفعل كلف مهندسا إيطاليا بأن يصمم المبنى على غرار كنيسة ايا صوفيا بالقسطنطينية، جامع ايا صوفيا الآن، وأقيمت بالفعل وحققت شهرة كبيرة. اما أشهر كنيسة في مصر فهي الكاتدرائية الكبرى بالعباسية لوجود المقر البابوي بها وقد أقيمت على مساحة 6200 متر وقام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بوضع حجر الأساس لها في يوليو 1965 مع الأنبا كيرولس السادس وافتتحت رسما في 1968، وتحمل اسم القديس مرقس الذي ادخل المسيحية الى مصر، ويبلغ صحن الكنيسة 2500 متر وتسع خمسة آلاف شخص في الأوقات العادية ويمكن زيادتهم الى ثمانية آلاف وقت الذروة وفي المناسبات الكبرى. الأديرة تختلف عن الكنائس فهي على الأغلب تكون في الصحراء وهي مفتوحة للزيارة أمام الجميع وليس للمسيحيين فقط، 35 في المئة من زوار دير المحرق من المسلمين، وتمتلك الأديرة الصحراوية مساحات شاسعة من الأراضي، حولها الرهبان في السنوات الاخيرة الى أراض زراعية منتجة وقديما كان للاديرة أسوار عالية تحميها من الهجمات ويعود ذلك الى عصر الاضطهاد الروماني والآن الأسوار تستغل لحماية الأراضي الزراعية التابعة للدير وليست كل الأديرة صحراوية، فالقاهرة بها أربعة أديرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©