بسام عبدالسلام، وكالات (عدن، الرياض)
أحبطت القوات اليمنية أمس هجوماً إرهابياً على قاعدة الصولبان العسكرية قرب مطار عدن الدولي أول أيام عيد الفطر المبارك، وخاضت اشتباكات عنيفة مع المهاجمين الذين فجروا سيارتين مفخختين واحتلوا عددا من المباني، مؤكدة مقتل 20 إرهابيا و6 جنود. وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن هذه الأعمال الشيطانية الدنيئة لن تنال من عزيمة وثبات أبناء الشعب، ويد العدالة ستطال مدبريها ومرتكبيها.
وقالت مصادر أمنية إن المهاجمين الذين يرتدون بزات عسكرية فجروا سيارة مفخخة عند مدخل القاعدة في خور مكسر عند الساعة الخامسة فجرا، ما فتح الطريق لآلية ثانية اقتحمت القاعدة وانفجرت في داخلها، ثم احتل المسلحون الذين يعتقد أنهم من تنظيمي «القاعدة» أو «داعش» الإرهابيين عددا من المباني قبل أن يقتلوا بعد أربع ساعات من الاشتباكات بقاذفات الصواريخ والأسلحة الخفيفة مع القوات اليمنية».
وقال قائد معسكر الصولبان العميد ناصر السريع «قوات الأمن والجيش استعادت السيطرة على القاعدة بعد صدها الإرهابيين الذين قتل عدد كبير منهم في المعارك، وقد ساعدت قوات التحالف العربي في استعادة السيطرة على القاعدة». وقال أحد الجنود لـ«الاتحاد» إن المواجهات استمرت منذ الساعة الخامسة فجرا إلى قرابة الثامنة صباحا، وتم قتل عدد من الإرهابيين بعضهم يرتدي أحزمة ناسفة، فيما تمكن 6 آخرين من الفرار، لافتا إلى أنه تم العثور على أجهزة اتصال لاسلكي مع بعض القتلى.
وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان إن طائرات هليكوبتر هجومية طراز أباتشي لـ«التحالف» حلقت فوق القاعدة التي نقل إليها تعزيزات عسكرية من اللواء 103 بقيادة العميد الركن علي القملي لمساندة قوات الأمن الخاصة في تصفية العناصر الإرهابية، وفق ما أكد قائد قوات الأمن الخاصة في عدن ولحج وأبين العميد الركن فضل باعش لـ«الاتحاد»، لافتا إلى أن قوات الأمن الخاصة ستواصل جهودها الأمنية في القضاء على بؤر الإرهاب والتطرف ومساندة أجهزة الأمن المختلفة في إعادة الأمن والاستقرار.
وتمكنت قوة أمنية من مداهمة إحدى الشقق السكنية المطلة على القاعدة واعتقلت عددا من العناصر الإرهابية المرتبطة بالهجوم. وأفاد مصدر في الشرطة أن الجماعات الإرهابية قامت خلال الأيام الماضية باستئجار إحدى الشقق السكنية المطلة على القاعدة وأن عملية الهجوم تم التحضير لها بشكل كامل في تلك الشقة، حيث تم العثور على أجهزة اتصال لاسلكية استخدمت في التواصل مع المهاجمين إلى جانب وثائق خاصة أخرى خاصة بالعملية.
إلى ذلك، أكد هادي في اتصال هاتفي مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن احمد سيف اليافعي للوقوف على تداعيات العمل الإرهابي، أن تلك الأعمال الشيطانية التي تقوم بها قوى الشر والظلام بين حين وآخر تجاه العزل والأبرياء ليست إلا محاولات يائسة وبائسة يريد من يقف خلفها فقط خلط الأوراق بإراقة الدماء المعصومة خدمة للشيطان وأزلامه واتباعه من القوى الباغية (في إشارة إلى مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية). وقال «تلك الأعمال الدنيئة لن تنال من عزيمة وثبات أبناء الشعب وحماة الأمن والوطن من الجيش والمقاومة والمجتمع الذين قدموا التضحيات في سبيل الانعتاق من قوى الشر واذرعها المختلفة التي تظهر بأشكال وأوجه متلونة بغية شرخ الصف الوطني والنسيج الاجتماعي بأعمالها الدنيئة. مؤكداً أن يد العدالة ستطال مدبري ومرتكبي تلك الأعمال الغادرة.
وكان هادي شدد في وقت سابق خلال استقبال المهنئين بعيد الفطر المبارك على وحدة الموقف والثبات تجاه قضايا الوطن المصيرية حتى يستعيد الشعب مجده وعزته وانتصاراته بفضل تلاحم أبناء المجتمع والمواقف الأخوية الداعمة من الأشقاء في دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. كما شدد خلال اتصالات بمحافظي المحافظات المحررة، وقادة المناطق العسكرية، وعدد من قادة الألوية والمحاور على ضرورة تكريس الجهود واليقظة الدائمة والتصدي الحازم لكافة الأعمال الخارجة عن النظام والقانون لما من شأنه حفظ الأمن والاستقرار، مؤكدا انه بتكاتف الجميع من أبناء الشعب وبتعاون الأشقاء في دول مجلس التعاون سيتم تجاوز كل تلك الصعوبات وتخليص الوطن من المليشيا الانقلابية والبدء في إعادة البناء والإعمار، ولافتا إلى أن بشائر النصر تلوح في الأفق وسينتصر الحق على الباطل.
وقال هادي إن الشعب لا يمكن أن ينسى الدور المحوري والأساسي للتحالف العربي في مواجهة المشروع التدميري الذي تحمله عصابات الانقلاب ومليشيات القتل الذي لا يهدف سوى إلى إعادة الشعب إلى عهود الذل والاستبداد وليس لديه غير الدمار والفوضى والخراب. وأضاف «إننا نؤمن بيقين أن أي سلام مستدام وآمن يجب أن يقضي على الأسباب التي جاءت بكل الخراب، وكل سلام يتغاضى عنه أو يتماهى معه أو يبرر له أو يتجاوزه لن يكون سوى حقنة مخدرة ينتهي مفعولها قبل العودة مرة أخرى إلى نفس المعاناة والمأساة».
من جهته، شكر نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر الجنود الأبطال الذين أحبطوا المخطط الإرهابي على قاعدة الصولبان، مؤكدا في اتصالات هاتفية بقادة الجيش والمقاومة لتهنئتهم بعيد الفطر أنه لا مجال للإرهاب، وأن القيادة السياسية ماضية في حرب اجتثاث جذوره. وقال «إن الإرهاب بأطرافه المتمثلة في جماعة الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش يمثل خطراً حقيقياً».
ودان رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر الاعتداء الإرهابي على القاعدة، وقال خلال زيارته غرفة العمليات المشتركة في عدن حيث كان في استقباله ضباط وجنود يمنيون وإماراتيون «إن الحكومة لن تسمح لأيادي التخريب أن تعبث بأمن واستقرار المواطنين وارباك عملها». فيما نوه محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي بأهمية مواصلة مسيرة الحزم وإعادة الأمل التي أطلقتها دول التحالف العربي من أجل أمن المنطقة ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادره المالية والفكرية. وأشار إلى أن أبناء عدن يتحدون كل محاولات الحاقدين على النصر الذي تحقق على قوى الانقلاب والطائفية والداعمين لهم في إيران، وأن هناك إرادة شعبية في التقدم والنهوض في كل المستويات في الخدمات الأساسية وأيضا في مكافحة الإرهاب والفساد.
فرنسا تدين الهجوم
صنعاء (الاتحاد)
دانت فرنسا أمس الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة الصولبان العسكرية في عدن. وقالت وزارة الخارجية في بيان «نجدد دعمنا للسلطات الشرعية في اليمن وللشعب اليمني في كفاحه ضد الإرهاب»، وأضافت أنه ليس من مخرج يوفر استقراراً دائماً إلا الحل السياسي للأزمة، مجددة الدعم للجهود التي يبذلها في هذا الاتجاه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
&rlm?
عدد اليوم
