الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوثيون.. فرقة جارودية تحولت من الزيدية إلى التشيّع

26 مارس 2015 23:40
صنعاء (وكالات) مع انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن بمشاركة معظم دول الخليج وعدد من الدول العربية الأخرى يثور النقاش حول حقيقة مذهب الحوثيين ومدرستهم الفكرية ومدى اقترابهم من الشيعة في إيران سياسيا وعقائديا، وكذلك الشخصيات الأساسية في الجماعة، وكلها من أسرة الحوثي، وعلى رأسها بدر الدين، ونجله حسين، وخليفتهما عبدالملك. وقد ولد بدر الدين الحوثي في عام 1926، وهو ينتمي لأسرة من الفرقة الجارودية، إحدى الفرق الزيدية التي تختلف عن سائر فرق المذهب باعتبار أنها أقرب إلى الفكر الشيعي الإمامي الممثل بالشيعة الإثني عشرية، كما هي حال شيعة إيران والعراق ولبنان، في حين أن سائر المدارس الزيدية تبدو أقرب للفكر السني. وتنسب عائلة الحوثي لنفسها الانحدار من نسل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كعادة الكثير من العائلات الدينية الشيعية، وله عدة كتب خصصها للرد على فرق سنية بينها السلفية. وكانت وفاة الحوثي في نهاية عام 2010، وسط تضارب حول سببها الحقيقي، إذ ذكر الحوثيون أن قضى جراء نوبة ربو، في حين زعم تنظيم القاعدة أنه قتل جراء عملية نفذها ضده، الأمر الذي لا يمكن تأكيده. وكان الحوثي أحد أبرز شخصيات «حزب الحق»، قبل أن ينشق عنه مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، معلناً تشكيل تنظيم «الشباب المؤمن»، لتترسخ لاحقاً العلاقات بينه وبين إيران بحكم التقارب المذهبي والسياسي. وتصدر حسين الحوثي، نجل بدر الدين، المشهد في صعدة والشمال اليمني مع توسيعه لشبكة انتشار تنظيم «الشباب المؤمن» وطرحه لقضايا عقائدية وسياسية طالت حتى شخصيات بالمذهب الزيدي، وقيل إنه استفاد آنذاك من حالة «غض الطرف» الرسمية بهدف إيجاد توازن مع حركات سنية قوية، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، والتيار السلفي. وتحت قيادة حسين الحوثي، خاض الحوثيون مواجهتهم المسلحة الأولى مع الجيش عام 2004، وخلال المعارك بذلك العام قتل حسين الحوثي خلال مواجهات مع الجيش اليمني، ولكن مسار الجماعة لم يتوقف، بل استمر مع الشقيق الأصغر، عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي قاد أنصاره لخوض خمس حروب مع الجيش اليمني، في الأعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2009-2010 امتدت الأخيرة منها إلى السعودية. والجماعة متهمة بالحصول على الدعم المالي والسياسي والعسكري من إيران التي لا يخفون تعاونهم معها، وقد سبق لعدة مسؤولين يمنيين أن اتهموا الجماعة بالحصول على السلاح الإيراني وبتلقي الدعم والتدريب من عسكريين إيرانيين أو مقاتلين من تنظيمات شيعية عربية. ورغم المسافة البعيدة التي تفصل اليمن عن إسرائيل، فإن الشعار السياسي الأساسي للحوثيين هو «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود»، ويرى بعض من يراقب عمل الجماعة أن تلك الشعارات على صلة بالموقف العقائدي للجماعة التي تؤمن – وفقاً للمعتقدات الشيعية – بدور سيلعبه اليمن بحروب نهاية الزمان عند «خروج المهدي المنتظر». ويقول الباحث محمد مصطفى العمراني، في مقال حول أفكار حسين الحوثي، الذي يُتبع أنصاره اسمه بتعبير «عليه السلام» إن الأخير «كان مصمماً على مشروعه، وهو بناء حزب إيراني في اليمن على غرار حزب الله، واستعادة السلطة له بزعمهم آل البيت، وهم أحق بالسلطة المغتصبة». ويستعرض الباحث في مقاله العديد من المراجع التي تدل على الموقف الفكري للحوثي من أصحاب النبي محمد، وهم شخصيات محورية في المذهبي السني، ويخص الحوثي بالانتقاد الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان، ويشدد على مهاجمة عمر بن الخطاب وتحميله مسؤولية «كل معاناة وقعت للأمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©