السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملامح عن الثقـافة العربيـة

ملامح عن الثقـافة العربيـة
18 يناير 2008 22:23
لا يبدو حال الثقافة في الوطن العربي يبعد كثيراً عن نطاق ما هو مركزي من جانب، والأيدلوجية من جانب آخر، فكأن المثقف الحقيقي لا تعنيه الثقافة، ومغيب تماما في البلاد العربية أو يزج من خلال أجندة ثقافية تارة من جانب الحكومات المركزية وتارة أخرى من قبل الحكومات ذات الطابع الأيدلوجي، أما تلك الأجندة تحضر من قبل حاشية السلطة أو من قبل ممن ليس لهم عمل، بينما يحلم المثقف الحقيقي مع بدء الأعوام أن تصبح الثقافة كعنصر مستقل بعيدا عن حصار السلطة لكي ترسم أفقا جميلا· فالمثقف الحقيقي ليس سوى جزء من أجندة مرسومة أو هكذا تأسست السلطة السياسية في الوطن العربي لتهيمن على المثقف، بل تخلق من الوهم ثقافة، وتنبت من الوهم مثقفين ومبدعين· وتلبس البرامج حلة مصطنعة من الجوائز الثقافية والمشاريع الأدبية ليس حباً في الثقافة كعنصر مجدد للفكر وللحياة، بل من باب السيطرة على كل صغيرة وكبيرة من أجزاء الكون المترامي الأطراف! والغريب أن المثقف نفسه ينقاد خلف الأوهام، ويتوسم ويتشح بالأوسمة، ويتبهرج بالمنتديات المصطنعة والمزيفة، ويتقلد بالفعل الثقافي المحرف· المثقف الحقيقي في قرارة نفسه كل ما رسم على باطل يظل باطلاً! لكن تجد السلطة ضالتها في بعض من المثقفين الذين يبحثون عن البهرجة والمادة بالنسبة لهؤلاء وقود تثير لديهم النزعة في تلطيخ الثقافة وتحريفها عن مسارها الحقيقي!!· لو عدنا إلى محفل التاريخ العالمي نجد الثورات والأيدلوجيات كانت تنتهج بفكر المثقف المرجع، حيث كانت بعض دول العالم، ومنها الكبرى، تتشبع بأيدلوجية المثقف أو بعض من المثقفين حتى تصبح عملاقا سياسيا أو اقتصاديا من خلال الأيدلوجية الثقافية التي تبنى عليها كل ما ينم عنها من سياسات! إلا أن الأيدلوجية العربية والغريبة كثيرا ما تخضع مثقفيها في إطار سلطتها حتى أصبح للمثقف العربي تحت وضع بائس فلا لديه مخزونه الفكري ولا الثقافي، ولا يستند على شرعية ثقافية قائمة بذاتها كما أن الحصار حول المثقف بات من شأنه أن يجوف فكره ويجعل منه دمية في يده· وبهذه الاتجاهات المؤثرة لا تشعر بمكانة الثقافة العربية الرصينة! فجذوتها المغلوطة ظاهرة· المثقف الحقيقي مغيب، فلا تبدو الثقافة العربية في حلتها تلك ذات مصداقية شأنها شأن الثقافات العالمية الدالة على التجدد والشفافية بل كالنسق الآخر، كالتخبط الاقتصادي والتبلور الرياضي الكاذب، كمنهجية الإعلام المحطمة والبعيدة عن الرؤية الثقافية! فالمقاييس كلها تبدو شكل وتخلو من المضامين حيث يوماً بعد آخر لا تتبلور أبجدية فكرية هي محل ثوابت راسخة أنها الحالة العربية وليس هناك ما هو أردأ من ذلك· Amarat_h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©