الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ظلام في دار السلام

27 مارس 2013 21:32
كانت دار السلام دار حزن وخيبة للمغاربة، فقد دخلها أسودهم الأحد الماضي بنية إزالة ما تراكم من غمام، وما توهن الفكر قبل الجسد جراءه من غم وضيم، إلا أن “أسود الأطلس” عزفوا مجدداً على وتر حزين، فقدموا لجماهيرهم وصلة جديدة من سيمفونيات العذاب، وهم يمنون بهزيمة نكراء أمام منتخب تنزانيا، رمت بهم خارج حسابات المنافسة على بلوغ مونديال البرازيل السنة القادمة. إلى الآن لا يعرف المغاربة كيف يتخلصون من عار الهزيمة، ولا كيف يجيبون على سؤال الهوان الذي يكتم على الأنفاس، ويضغط على العقل منذ سنوات، منذ أن كف منتخب المغرب عن مطابقة الغنى الكبير الذي يعرفه رصيده البشري، لذلك فإن سهام النقد تنطلق من الصدور المخنوقة بغبار الخيبة لتتوجه رأساً إلى اتحاد الكرة، مطالبة إياه بالتنحي، لأنه ليس أهلاً بحمل الرسالة وصون الكرامة. وإذا ما طرحنا السؤال التالي بمنأى عن كل تشنج ومن دون أحكام مسبقة: هل للمغرب المنتخب الوطني الذي يستحق؟، فإن الجواب عنه يكون لمكر المصادفات بنعم وبلا أيضاً، نعم لأن هذا الفريق الوطني بني على رؤية فنية مشوشة لا تتضح فيها المهام ولا الأبعاد، ولا تستحضر الفكر الفني الموضوعي والمنهجي، لذلك فهي رؤية مآلها الفشل الذريع، ولا لأن ما يملكه المغرب من ثروة بشرية بوجود نخبة من اللاعبين المميزين يلعبون بأمهات الدوريات الأوروبية كان سيعطيه فريقاً وطنياً يتسيد قارته ومحيطه، لو حضر التدبير الفني الاحترافي الذي يحترم الاختصاصات، ويلغي التعامل العاطفي القائم على الانطباع أكثر منه على اليقين. وطبعاً عندما يصر اتحاد الكرة بالمغرب على أن يعمل بمكابرة غير مفهومة خارج الزمن الكروي الحديث بإسقاط الإدارة الفنية الوطنية من مؤسساته ومن منظومة عمله، فإنه يكون أول مسؤول عن هذا العبث الكبير، وعن هذا التصدع المزمن الحاصل في عرين “أسود الأطلس”، يكون مسؤولاً عن كل هؤلاء الذين جيء بهم لتحمل مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب المغربي من دون احتكام للمعايير الفنية الدولية، وكانت النتيجة الحتمية هي السقوط الشنيع، وتحطم وهم كبير جرى تسويقه للرأي العام الرياضي المغربي، وبالطبع يكون مفهوما لماذا فشل اتحاد الكرة على مدى السنوات الأربع التي يدير خلالها كرة القدم المغربية في إنجاح ورش “أسود الأطلس”. واحتكاماً لقاعدة ربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن الطبيعي أن ترتفع الأصوات بالمغرب، مطالبة بإقالة إدارة الاتحاد، وبإقالة الربان الفني رشيد الطوسي لطالما أن العمل على المدى القصير والذي يفرض التحضير الممنهج والقوي لمنتخب المغرب للتحدي القادم المتمثل في كأس إفريقيا للأمم التي سينظمها المغرب سنة 2015 يقتضي وجود خلية عمل تشتغل على النقيض تماماً من الموجودة حاليا، خلية تفهم وتقدر أن النتيجة الرياضية محكومة بالتدبير الفني أكثر من شيء آخر. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©